بقلم : هارون الصبيحي

لو قلت لكم:
هيّا نستعد للمعركة و نجهز السيوف والرماح والسهام، سنقاتل العدو بهذه الأسلحة وسنتتصر عليه..
ماذا ستقولون لي؟
بكل تأكيد ستقولون، كلامك غير واقعي..
وهكذا أفهم الواقعية في الأدب العربي، أو الواقعية في الرواية العربية
الرواية العربية التي تتحدث عن التاريخ القديم أو المتوسط، هي تتحدث عن الواقع في تلك الحقبة الزمنية، وهكذا يتم وصفها بالرواية الواقعية حسب تصنيف النقاد والباحثين..
لكن الواقع اليوم مختلف تماماً، ولذلك لايصح برأيي أن تصنف الرواية التي تتحدث عن الماضي بالواقعية، شتان ما بين واقع و واقع...
في نفس الموضوع
الرواية العربية غارقة في الماضي ونائمة في الحاضر
مثال
الرواية التي تتحدث عن الكولونيالية أو الاستعمارية أو الاحتلال بالمعنى اللغوي الصحيح
الاحتلال الفرنسي للجزائر الشقيق كمثال واضح
مذ كنا أطفالاً درسنا في كتب التاريخ أن ( الجزائر بلد المليون شهيد ) وهذه حقيقة لاشك فيها، والشعب الجزائري في تلك الفترة قدم الغالي والنفيس وكافح وناضل حتى تحررت الجزائر ونالت استقالالها.
هذا صحيح ولكن مئات الرويات والكتب صدرت تصف تلك الحقبة الزمنية وبكل أبطالها و وبالتفصيل.
ماهو الجديد وما هي الفائدة أن تغرق الرواية العربية اليوم في الماضي، ونشهد كل يوم صدور روايات تتحدث عن فترة الاحتلال أو زمن العثمانيين؟
يقال أن التاريخ يعيد أو يكررنفسه، لكن كيف سيكرر نفسه ومشاكل اليوم مختلفة تماماً عن مشاكل الماضي البعيد؟ ثم إننا قد شبعنا من دراسة وقراءة التاريخ؟ ومن الجدل حول التاريخ، فكل طرف له رواية للتاريخ قد تتشابه أو قد تختلف عن رواية طرف آخر
يقول النقاد: الواقعية في الرواية العربية
أيها السادة النقاد والباحثين والدارسين
أين المستقبل أو المستقبلية في الرواية العربية؟
أين الروايات التي تتحدث عن الواقع اليوم وتقفز إلى المستقبل؟
اين الروايات التي تتحدث عن التكنولوجيا التي غيرت حياتنا وقلبتها رأساً على عقب؟
أين الروايات التي تتحدث عن التطبّيع؟
أين الروايات العربية التي تستشرف المستقبل بصبغة أدبية وعلمية واقتصادية؟
العلم والاقتصاد هو التطور الذي يفترض أن يدخل في الرواية لينتج لنا رواية متطورة ومميزة، للأسف الرواية العربية لم تتطور وفي الحقيقة لا نقرأ نقدا يساعد على تطورها، بل للأسف نقرأ لنقاد كبار يكيلون المديح لروايات غارقة في الماضي البعيد...
هارون الصبيحي.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا