17-02-2022 10:55 AM
بقلم : هارون الصبيحي
المنتج الأدبي الذي يرد على الخطاب الكولونيالي أو الاستعماري له وجهان أو شقّان، وبالمناسبة ا"لاستعمار" خطأ لغوي فالاستعمار يعني التعمير والصحيح أن نقول الاحتلال.
الشقّ الأول: للمنتج الأدبي الذي يرد على الكولونيالية أو الاحتلال هو إظهار بشاعة الاحتلال وفضحه..
الشقّ الثاني: دحض مزاعم الخطاب الكولونيالي الذي يمهد ويبرر ويدعم الاحتلال ويظهر الدول التي تم احتلالها بمظهر التخلف والجهل وبأنها غير ديمقراطية و تنتهك حقوق المرأة والطفل..، والاحتلال دخلها لينشر العلم والحضارة...
الخطأ من وجهة نظري يكمن بالشّق الثاني
حيث نجد بعض الردود من قبل الأدباء في كتبهم يصفون فيها حالة الدول قبل وقوع الاحتلال بصورة مثالية وأحياناً عظيمة، وهذا غير صحيح، هنا يكون الرد مزيفاً، معظم الدول التي تم احتلالها كانت تعاني من مشاكل كثيرة وعميقة، نعم مايقوله الخطاب الكولونيالي غير صحيح من ناحية تعميم الجهل والتخلف والهمجية على الدول و الشعوب، لكن لاينبغي الرد على الخطأ أو التزوير والكذب بالتزوير والكذب، الجهل و التخلف موجودان في كل الدول التي تم احتلالها ولكن للجهل والتخلف أسباب كثيرة في مقدمتها القيادات الفاشلة والمؤامرات الخارجية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا
لماذا لم تساعد الدول الكبرى أو القوية الدول الضعيفة بدون أن تحتلها وتنهب خيراتها غير المستغلة وتقتل وتستعبد شعوبها؟
الخلاصة
التركيز في الرد على الخطاب الكولونيالي لاينبغي أن يكون مزوراً أو كاذباً فالرد على التزوير والكذب لايكون بالتزوير والكذب وهذا يخرج الأدب عن مساره الصحيح، بل هو كارثي للأدب، من المفترض أن تتقدم الدول التي خضعت سابقاً للاحتلال وتتطور فالكولونيالية أو الاحتلال لم ينتهي، بل هو خرج من الباب وعاد من النافذة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2022 10:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |