بقلم :
في ظل التغیرات التكنولوجیة العالمیة الجدیدة، وجدت الدولة نفسها مُجبرة على التخلي على النظام التقلیدي واستخدام تكنولوجیا المعلومات والاتصال الحدیثة في جمیع المجالات من الاقتصاد والسیاسة إلى الطاقة النوویة، والتقنیات العسكریة والفضائیة، بل وتستخدم الیوم في القضایا الأمنیة لضمان الأمن القومي، حیث اتجهت إلى إستخدام الفضاء السیبراني وتكنولوجیا المعلومات والاتصالات نظراً لتأثیرها المُتزاید على الشبكات الاجتماعیة وعلى الحیاة الیومیة التي أوجدت واقعا جدیدا للحكومات وللمواطنین على السواء.
وأمام تأثیر تكنولوجیا المعلومات تغیر الهیكل الاجتماعي للمُجتمع الحدیث، حیث تخلل الواقع الافتراضي جمیع مجالات الوجود البشري، سواء في مجال السیاسة الخارجیة أو في داخلها، ویعمل على تغيير مُتطلبات التقنیات الأمنیة بصفة مُستمرة، أدت إلى الانتقال من المُجتمع الاجتماعي الواقعي إلى مُجتمع الشبكات، اي المُجتمعات الافتراضية ، والذي تم عبره تخفیض الفضاء الجغرافي والحدود عملیا إلى الصفر، واصبح كثير من البشر الذين يتعاملون بالرقمية يُسافرون حول العالم بدون اية حواجز ، فيما يقوم الاخرين باختراق كل ما هو افتراضي خاصة الاجهزة التي تتابع تحركات البشرية الرقمية من خلال السبيرانية التي فعلت فعلتها بشكل اخذ البعض ينظر إلى موطئ اصبعه قبل ان يرسم أي حرف على الصفحات الرقمية ، متوجسا خيفة من أي نتائج عسكية تتخذ ضده اذا ما نشر او شارك اي منشور او كلة او صورة .
فالإجراء العكسي والتنظیم الذاتي للمواطن لا یستوجب إن یتحدد فقط بالاحتجاج والدفاع عن حقوقهم بل یتم التعبیر عنها أیضا عن طریق رفع مستوى التعلیم الذاتي في مجال تكنولوجیا المعلومات، كما أن المُشاركة النشطة للمواطن والهیئات الحكومیة والمُنظمات العامة في نظام ضمان الأمن الوطني والقومي تُساهم في توفیر أمن أكثر فعالیة على جمیع المستویات، ولهذا فأن الثقافة السیاسیة والإستراتیجیة للمُجتمع لها دور مهم في تشكیل النظام الأمني، یترتب على هذا أن الدول والمُجتمعات المُهتمة بالحفاظ على التوازن بین الحریة والأمن هي الدول التي تهتم أكثر برفع مستوى معرفة المـــــواطن في مجــــــــال تكنولوجیــــــا المعلومـــــــــات والاتصالات، وتطویر المسؤولیة الاجتماعیة في المُجتمع.