بقلم :

صباح حبة المطر تتعالى على رؤوس اصابعها كي لا تؤذي حيث تقع، وتترنح على حبات التراب الاردني العطش بعد مواسم الحر واليباس، فيحدث العناق الصباحي الذي من دونه لا جمال ولا روح في الحياة بين الشهداء وبينها .
صباح حبة الحنطة في بطن الأرض بذرها فلاح اردني فقير يعشق الوطن تنتظر هذا العناق فتشرئب بعنقها لتتلقف بعضاً من رائحة تراب تبلّل ومطر تدلّل وتلقي زفرات الخير والصعداء أملاً بموسم الغلال الوافر، يوقظ الفلاحين كلقاء الموج والرمل في المدّ والجزر.
سلام بأطراف الكفوف بين اليابسة والبحر، وبين الشهداء والقمر يتكرر بإيقاع وانتظام ليطلع نغم ترقص على صداه شباك الصيادين، فتموج وردات الصبح وهي سكارى من النعاس تنتظر قطرة الندى، لتبدأ أوراقها بالتثاؤب والتمدّد والتشدّد والتراخي، حتى يكتمل شكلها الدائري وتخرج فوحَ عطر مكنون، وتمتزج بعطر الشهادة كأنما في الكون آيات جمال مُخبأة لكنها مكشوفة، كمثل سينما ثلاثية الأبعاد لا يفهم مُشاهدها إلا من يلبس نظاراتها، ولا يناله إلا العشاق والشهداء الذين عاندوا السهاد وتلقوا الرصاص بصدر رحب لأنهم الواثقون حتى الجنون، من أن عناقهم يحرك الكواكب والأرواح، فعناق الشهيد وحماية الوطن كعناق الفتى المغروم بصبية.
صباح العشاق شهادة حق لا تزول، وصباح الشهداء عشق أبدي يطول ويطول ، والصباح إشراقة الحياة التي يفسدها بعض المتطفلين في السهر، في حين اعين الشهداء لا تعرف السهر ، بل تعرف السهر على ازيز الرصاص ، ولا يطيب لها سوى عطر الباروود .
خفافيش الصباح ليسوا أطباء ولا بين يديهم تحليل ولا فحص، بل خربشات دعس دجاج بالوحل سُمّيت بالخطأ كتابة، ويفرح هؤلاء المتطفلون بأحبارهم وأخبارهم بأنهم سمّموا صباحات الناس، في حين الشهداء يتربصون لهم بالمرصاد كما نمر انطلق من كمين لاصطياد فريسة.
لأمثال هؤلاء الشهداء القابضين على الجمر خلقت صباحات أشواك الورد تصون عطرها لتدمي أنامل الغادرين والمارقين على القانون والمُتربصين بالوطن وتمنعهم من الكتابة حرصاً على النظافة العامة للوطن وعلى نقاء هواء صباحه العليل من تلوث سواد مشاحرهم العقلية، ولنا أن نخبرهم أن بيننا وبينهم في كل مرة يشتد غُبار الوغى .
صباحات الشهداء الذي لن ينتهي الا بهزيمة عقولهم المنتفخة كطبول جوفاء، فصباحهم شوك وصباحكم ورد اصحاب الدم القاني تسطرون به ملاحم كبيرة وترسمون الوطن به.
صباحات الشهداء وحبات المطر ،والصباح ثقة لا يعرفها المتلوّنون وضعاف النفوس، لذلك يمنحون كسل النوم مع طلوع الشمس أجمل الكلام، فمن يحاكيه الصباح وورده المتفتح كانشقاق الفجر عن الخيط الأول من خيوط النهار، يعرف أن الحياة صباح، وأن من نام الصبح مات فيه النهار، فصار الذاهب فيه من أعمال كالذاهب إلى عزاء متثاقل الخطى متثائب الكلمات والشهداء لا يعرفون الصباح بما فيه من ملاذت
صباحات الشهداء ،وصباح الخير لمن يتقن لغة المواعيد والضوء من ساعات الوضوء لصلاة الفجر إلى الطلقة الأولى مع الضوء الأول الذي فيه نسائم الرصاص.
صباحات الشهداء
صباحات الشهادة وانا أشتاق لصباحاتك أيها الغالي( الشهيد محمد خضيرات) على فنجان قهوة من بائع جوال على رصيف الفقر ، ومقعد قديم ،وباب سيارتنا مفتوح وسلاحنا حاضر، وكلام مع طلوع الفجر وبحة حناجر، وألف سلام لجسدك الطاهر وروحك والحاضر.
صباحاتكم خير وثقة وأفراح لأوطان يحرسها الحب والسلاح.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا