بقلم :
يخلط بعض الصحفيين أو الإعلاميين بين العمل في المؤسسات الإعلامية ، وبين العمل في المؤسسات الأخرى، واقعين في شرك التنظيم والمعرفة الإعلامية وما يسمى الإعلام المتخصص.

كون الإعلام في المؤسسات غير الإعلامية لا يقارن بما يتم العمل به في المؤسسات الإعلامية كثيرا.

لأن العمل الصحفي يبدأ بكتابة الخبر و/أو التقارير الصحفية ونشرها، ويصل العمل الصحفي في المؤسسات الصحفية لتخصصات المحرر والمدقق والمنسق، مذيع، مقدم ...

بينما في المؤسسات غير الإعلامية فيوجب إقران العمل الصحفي بالعلاقات العامة كون الإعلامي في المؤسسات غير الإعلامية يعد الواجهة لنقل صورة المؤسسة في البيئتين الداخلية والخارجية، فلا يعتبر كتابة الخبر أو نشره ، أو اعداد مقابله لب العمل الحقيقي بل جزء صغير من مهام الاعلامي في هذه المؤسسات، كما عليه أن يعمل على إعداد وتصميم الحملات الإعلامية، وخطط إستراتيجية لإدارة العمل داخل وحدة الإعلام والأطراف كافة داخل وخارج المؤسسة، ولابد أن يتعلم فنون إدارة الأزمات الإعلامية كافة، بدأ من توقع الازمة إلى حلها ضمن آلية عمل يتفق عليها مصفوفة توزع أشكال الأزمات واساليب التعاطي معها، كما يجب ان يصبح الإعلامي في المؤسسات غير الإعلامية على دراية تامة بكيفية دراسة أنماط وسلوك الجمهور بشكل عام وخاص، ويتخصص بإعداد التقارير بكل أنواعها واشكالها وليس فقط الصحفية، فهنالك تقارير KPIS، وتقارير الSWOT إعلامي، وتقارير العطاءات وتغطية فعاليات ومنجزات الاقسام والمديريات ، وتقارير صفحات المؤسسة على السوشال ميديا، وتقارير تغذية راجعة عن منجزات المديريات و/أو الأقسام، وتقارير تغذية راجعة عن رضا المراجعين والعاملين على حد سواء، ومتابعة الشكاوى والإستفسارات وكل ما يتعلق بأهداف المؤسسة، وإظهار دور الإدارة العليا والموظفين ضمن مصفوفة تنسق على أساس الضرورة اللازمة لأهداف المؤسسة، بل وتصل مهمة الاعلامي في المؤسسات غير الإعلامية الى المشاركة بوضع الاستراتيجية العامة للمؤسسة، وكتابة الاهداف الفرعية لتحقيق الرئيسية، والتشبيك مع الأطراف ذات العلاقة او من يمكن ان يقدم للمؤسسة خدمات على المدى القريب و/أو البعيد، وابتكار الافكار لتطوير العمل و/أو إظهاره للجمهور المستهدف و/أو المتوقع، والشركاء والمنافسين(إن وجد) .

إن العمل الصحفي في ميدان الصحافة يختلف كثيرا ، عن العمل الصحفي في المؤسسات الأخرى، لذا النجاح بالعمل الإعلامي في المؤسسات غير الإعلامية يحتاج تقنيات إعلامية مختلفة، وروح تتسع التقبل لتعلم خارج الصندوق، والافق المحدد، وتحتاج شخصيات قيادية ومهنية تفصل بين الرأي الشخصي والرأي العام .

وهذا غيث من فيض ...

نهاية أسبوع سعيدة للجميع.