بقلم :
سرايا - تعد عملية الإصلاح ضرورة ملحة لتحسين الوضع الذي بدأ يخلق حالة من عدم الاستقرار وعدم التوافق مع تزايد متطلبات الأفراد التكنولوجية والمعرفية، والنظام التربوي كبقية الأنظمة الاجتماعية، ليس بمنأى عن الإصلاح والتحديث ومسايرة الحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، لأن النظام التربوي التعليمي هو المحرك الأساسي لأي تنمية أو تطور بما يتوافق مع سبل الحياة الجديدة التي لا تؤمن إلا بالسيطرة والهيمنة العلمية، والذي يملك نظام تعلمي أحسن وأفضل هو المسيطر والغالب.

إن إصلاح النظام التربوي وما يلحق به من مؤسسات تربوية وتعليمية وثقافية هو أكبر تحدي، وهو رهان رابح من أجل بلوغ التنمية الاقتصادية والاجتماعية ال منشودة، ذلك أن اصلاح هذا القطاع الهام هو أساس الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، الذي يشكل الثروة الوطنية الحقيقية، والاستراتيجية المتينة من أجل مواجهة تحديات عصر العولمة، وقيم السوق والمجتمع المفتوح والمنافسة في المنافسة، والسباق في امتلاك خبرات العلوم والتقنيات.

والنظام التربوي كبقية الأنظمة التربوية في العالم، لا يزال يتخبط في دائرة الإصلاحات السياسية والإيديولوجية وعلى حساب بقية الإصلاحات الأخرى، كما أن الجهود التي يتم تقديمها من قبل وزارة التربية والتعليم من أجل تحسين التعليم وجودته وإصلاحه غير كافية وغير كاملة، الأمر الذي أدى إلى انتاج مخرجات ضعيفة، مما ينبغي العمل على إصلاح النظام التربوي، بحيث يتسم بجودة عالية والعمل على رفع مستوى الكفاءة الداخلية والخارجية لهذا النظام، وذلك من خلال العمل على زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم، كما ينبغي التوسع في المدارس الجديدة والتطوير القائم منها، والعمل على تزويدها بالحاجات التربوية والفنية.

كما ينبغي وضع خطط واستراتيجيات تنفيذية محكمة، وبرامج حقيقية للإصلاح من أجل انقاذ العملية التعليمية والتربوية بكافة عناصرها، كما يجب تعزيز أهم المهارات التي تتعلق باللغات العربية والأجنبية والعلوم والحساب في الكتب والمناهج الدراسية، وتطوير طرق تدريس وتقويم حديثة للطلبة.

ولا يمكن إهمال دور المعلم من هذا الإصلاح، حيث ينبغي تعزيز دور المعلم في العملية التعليمية باعتباره من العناصر الأساسية في العملية التعليمية، بحيث ينبغي تدريبيه على ممارسة الطرق والاستراتيجيات الحديثة في التدريس، والتنوع في استخدام أنواع التقويم، كما ينبغي إعادة النظر في أوضاع المعلم المادية والاجتماعية، باعتباره ذو مكانة في المجتمع.

والجدير بالذكر أن عملية إصلاح وتحديث النظام التربوي الأردني بحاجة إلى قيادات تربوية إبداعية قادرة على مواكبة المستجدات والتطورات، والتعامل مع الازمات بمرونة، حيث ان للقيادة الإبداعية دور بارز أثناء حدوث الأزمة وفوائد وإيجابيات تؤدي إلى بلورة الإطار الفكري للمؤسسة في محيطها الكلي وعلاقتها الشمولية بدل من اعتبارها صندوقاً مغلقاً لا يؤثر ولا يتأثر، والتأكيد على أهمية استشراف المستقبل وتحديد اتجاهاته واحتمالاتهبدلاً من الانشغال بالحاضر، والتفرغ بشكل كامل لمشاكله التي تعد امتداد للماضي، والعمل على توحيد الجهود لتعبئة الطاقات نحو الغايات والأهداف بدلاً من التركيز على الجزئيات، وحسن توظيف الموارد البشرية ومعارفها وطاقاتها وحثها على الابتكار والابداع، وتحقيق التأقلم والتكيف والتفاعل الإيجابي مع البيئة الخارجية، والاستعداد والتهيؤ للأزمات والتحسب للأحداث قبل وقوعها، وإعداد الورس وغرف العمليات للتحكم في الظروف، وتمكين القيادات والمؤسسات من إشراك الجهات العاملة والمتعاملة والمستفيدة ووضع التصورات وتوحيد الجهود مع باقي المؤسسات، ولن يتحقق كل ذلك إلا من خلال بناء تدريب وتأهيل القيادات التربوية.

كما ينبغي مواكبة المستجدات في المجالات العلمية والتربوية ومواكبة المستحدثات التكنولوجية في العملية التعليمية، والإفادة من التجارب التربوية الناجحة في الدول المتقدمة في مجال تطوير النظام التربوي، إذ أن قضية إصلاح النظام التربوي بحاجة إلى رؤية شاملة، وإرادة حاسمة، وإدارة ذات مستوى عالي من الكفاءة، والتفاعل والدعم من قبل المجتمع، لكي يتم اختصار الطريق، في سبيل رفع كفاءة النظام التربوي الأردني في أقصر وقت.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا