28-10-2021 08:37 PM
بقلم : مخلد الزيودي
عفواً، حبيب ومعذرة
مخلد الزيودي.
عفواً، حبيب ومعذرة
عمّانكُ غدت، للمارقين مرتع ومهجع
لا الشعر شعر ولا النثر نثر ومخُجل أن تسمع
عفواً، حبيب ومعذرة
ناي الراعي بألف ثقب
والمغنّي نشاز، والسمّار بين أصم وأكتع
عفواً، حبيب ومعذرة
سهول حوران ثكلى، وضبيها مذبوح
قمحها من دم، وأدمُع
الكلام بلا سفوح
وشامك ظلام وبغدادك دامس والصمت أبلّغ وأوجّع
عفواً، حبيب ومعذرة
لا غيم على العالوك، لا ريح، لا ندى
وكلما أطل الغيم على منازل أهلك يمسح الدمع ويرجع
عفواً، حبيب ومعذرة
'منهوب يا هالوطن، منهوب' وخاب الضن
وشاردات الخيل تاهت، لا حادي للعيس فمن نتبع؟
عفواً، حبيب ومعذرة
الراعي، تائه في البراري، لا يرى، لا ينطق، لا يسمع
تحوفه اللصوص، صفر الوجوه عقارب تلسع
عفواً، حبيب ومعذرة
عمان 'ال ما تعرف النكران'
أنكرتنا وكلما داوينا الجرح
رشّوا الملح فيزداد ويتوسّع
عفواً، حبيب ومعذرة
قومك نيام كلما دعوتهم، كقوم نوح صموا آذانهم فمن تُسّمع؟