حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6393

بين ماجدة ونجوى ولين

بين ماجدة ونجوى ولين

بين ماجدة ونجوى  ولين

24-09-2021 03:34 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
دشنت حكومتنا الرشيدة امس الاول مهرجان جرش بحضور دولة الرئيس وبعض من اركان حكومته وعشرة الاف مواطن اردني مواطن ينطح مواطن.
الفنانة ماجدة الرومي هي من كانت صاحبة فقرة الافتتاح وسط عشرة الاف شخص لم يكن ينقصم الا ابتسامة طفلة اسمها لين غابت وابتسامة ذويها وحسرتهم.
لين زهرة ذبلت في بلادي وماجده زهرة ربما دخلت السبعين من عمرها المديد لكنها في بلادي لم تذبل ولن يسمح لها احد ان تذبل فهي حين فقدت توازنها تداعت كوادر الصحة والحكومة خوفا عليها وارتفعت ايادي عشرة الاف شخص بالدعاء كي تشفي ماجده.
بينما لين انفجرت في بطنها الزائدة الدودية وقضت الى رحمة الله فكانت زهرة قطفها الاهمال قبل اوانها وهي لم تجد كوادر الصحة تركض حرصا على سلامتها ولم ترتفع الايادي بالدعاء لها ولم يتدافع مسؤولي الوطن للسؤال عنها لانها مجرد رقم في دفتر العائلة لن يقدم ولن يؤخر.
هناك ايضا صبية على مشارف الستين وربما دخلت اسمها نجوى كرم وصلت محفوفة بكل الحب والاحترام والاهتمام لمطار الملكية علياء لتحي حفل غنائي في جرش .
نجوى حملتها طائرة خاصة لمقر اقامتها بالفندق وطافت فيها سماء عمان بينما لين الطفلة المنسية لم تجد لها سريرا في مشفى وسط توهان والدها وهو يتنقل بها من مشفى الى مشفى كي يجد علاجا فماتت وتزينت لين بالكفن وزينته .
نجوى وماجدة ان عطست احداهما قامت قيامة الدولة واستنهضت كل كوادر الصحة لمعرفة سبب العطسة بل ان الدولة ستدفع ثمن العلاج وثمن المواصلات وستخلق سريرا في المشفى ان عز الطب في بلادي ستسعين بكوادر طبية من اوروبا وامريكيا وربما تستعين بالسحرة والحجابين .
لكن لين لم ينظر اليها احد لم يفكر احد بمأساتها كل ما في الامر ان وزير الصحة خرج ليقول ان الاخطاء الطبية تحدث في كل العالم موحيا او ملمحا ان الامر اعتيادي.
ماذا سيحدث لو استضاف المهرجان الام المثالية فيفي عبدة او يسرا وهن الان في اجمل مراحل العقد الثامن من اعمارهن واصيبت قدم فيفي بالتواء اثناء الرقص او وقعت يسرا على ركبتها "هل ستمارس دولتنا البر بالامهات حسب اوامر الله ؟نعم فبر الوالدين يجب ان يكون عالميا..
لين لم يجد والدها تكاليف علاجها بمشفى خاص فماتت ونجوى وماجدة والحجة فيفي والخالة يسرا ومدام احلام تنقل بطائرات وتخصص لهن كوادر طبية وعشرة الاف مواطن يدفعون مئات الاف الدنانير ليسمعوا " خليني شوفك بالليل " او اعتزلت الغرام"ولم يسمع احد منهم انين طفلة تتلوى وجعا وانين.
او ليشاهدو هز الخصر ..وعضلات عمر دياب بينما اعميت ابصارهم عن دموع ام ثكلى واب لم يعد يقوى ان يرفع قدمية من شدة التعب والبحث عن سرير في مشفى لابنته .
حكومتنا الرشيدة لا زالت تحاول ترميم الجثث في المتاحف وتقضي على الزهور في البساتين ذاك لان تكاليف زيارة اي من المليحات اعلاه يمكن ان تعيد تاهيل مشفى كامل ولكن تبقى "دوخة ماجدة" ورشاقة نجوى" وخصر فيفي" اهم بكثير من الزهور في بلادي لذا امحلت ارضنا واقفرت .








طباعة
  • المشاهدات: 6393
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم