حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3308

سنعود أطفالًا يومًا ما

سنعود أطفالًا يومًا ما

سنعود أطفالًا يومًا ما

01-06-2021 12:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس الطلافحة

في روايته الشهيرة، فرانكشتاين في بغداد. يصف الروائي أحمد السعداوي خريف العمر ليقول:: "عندما كنت أنادي ابنتي ذات الأربع سنوات للدخول الى المنزل تأتي راكضة تاركة صديقتها ابنة الجار بنظرة حزينة ... لتأتي هذه الأخيرة تترجاني لتقول لي: عمي اتركها معنا قليلاً نكمل اللعب، نحن امام البيت ولن نبتعد"

رغم براءتها و جمالها و اقتناعي بما قالته لي ... الا أنني لم أكن ألب رغبتها و رغبة ابنتي...

بعد مرور 24 سنة ... ها أنا الآن مقعد وأتذكر ذلك اليوم، ولم أكن لأتذكره لو لم تأت ابنتي ذات 28 سنة لتقول لي: "الطقس بارد عليك يا أبي، سأدخلك الى البيت والا ستمرض ان بقيت خارجا" ثم تسحبني بالكرسي المتحرك، الذي اجلس عليه، وأنا أريد البقاء و لكنني لا أستطيع النطق ...

نظرتُ الى خلفي يائسًا لعل صديقا لي: يترجاها ويُخبرها بما في قلبي مثلما فعلت صديقتها ... و لكن ليس لي أحد، لقد ماتوا جميعا" (انتهى الاقتباس)

معظمنا محكوم بالتقدم في العمر، والهرم، وربما بالمرض وفقدان الذاكرة والشلل، والمحظوظ منا من ينجو من ذلك بالموت، قبل أن يصل إلى هذه المرحلة!

نعم سنعود أطفالاً، ومن يدنا سيسقط صولجان القوة، والسيطرة على من حولنا ليحققوا لنا رغباتنا وما نشتهيه، وسيفرضون علينا ولايتهم، ويختارون لنا ما نأكل وما نشرب وما نرتدي! وقد يطلبون منا أن نصمت في بعض الأوقات، حين نشت بالكلام في أمور لا يرغبون سماعها، أو حين نكرر حكاياتنا القديمة أكثر من مره.
سينسى أبناؤنا كل ما قدمناه لهم، سينسون عدد المرات التي حضرنا بها إلى منازلنا واستقبلونا يفتشون بما احضرنا، فيكتشفون أننا نسينا احضار شيئاً يخصهم، فنعود للسوق برغم تعبنا ونحضره لهم! سينسى أبناؤنا عدد المرات التي مضغنا لهم لقم الطعام لتكون لينة بأفواههم حين يأكلونها! سينسون عدد المرات التي كرروا بها أحاديثهم وأسألتهم ونحن ننصت لهم، بشغف ولهفة وابتسامة بلا تذمر منهم! سينسون أننا كنا نسهر لا ننام حين تداهمهم الحمى، نعم سينسون كل ذلك ليصبحوا رهن إشارات زوجاتهم، وحين يسأمون منا إلا من رحم الله وهداهم للبر بآبائهم وأمهاتهم.

إن أكثر ما يحتاجه الآباء والأمهات، في نهايات العمر هو: الحب والإحتواء والأحضان الدافئة، والاستماع لأحاديثهم القديمة، وإن كانت مملة ومكررة!

إن اشد وأصعب الطعنات، هي التي تأتي من أقرب الناس إليك، وممن كنت تعتقد أنهم سيحملونك وقت ضعفك ومرضك، وتبدل حالك فتختار وترجو الرحيل بسرعة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3308
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم