بقلم : عواطف بيسان
دعني أعطي نفسي فرصة أخيرة ، تماماً ، كأخر فرصة في علاج مريض قارب على الموت ، تماماً كنظرة اللقاء الأول والأخير ، فرصة لأن أسامح الحياة على ما فعلته بنا ...
هناك في اللاشعور، ربما سنكسب الرهان ، ربما سيعود النبض مستكينا مطمئنا، في اللاشعور يا سيدي ، لأنني قد تعبت بقدر ما منحت الحياة من نفسي وعواطفي ...
توبخوننا لأننا لا نفرق بين ألوان الدنيا، ونرغب بالموت ، حقاً قد رغبناه ، وكأنه سبيل الخلاص الوحيد .. إنه طريقنا إلى( اللاشعور ) ..
دعنا نذهب لمكان جديد ، لعلنا نجد تربتنا التي جئنا منها ، دعنا في الصمت ، لعلنا في الصمت نكون ، فوالله ما أتعبنا إلا كثرة الشعور ..
دعني في اللاشعور ، لعل اليقظة تأتي بين يدي في لحظة النزاع الأخير ، فنحيا من جديد ...
وأني من الآن أرى نفسي التف حول عنقك ، لأخلق من ضلعك ، وأكون حبيبتك الأولى والأخيرة ، لكن دعنا نجرب هذه المرة ..
نحتاج هذا لكثرة ما تكالبت علينا الأحزان ذات يوم ، تجمدت أطرافنا ورغبتنا باللاشعور تزداد، شيء من النسيان وأنت ترى شريطا من الذكريات ، ترى كأنك خارج هذه المسرحية ولكنك تشعر بتقرحات قلبك ، تسمع صوت بكائك على نفسك وتختنق لئلا تسمعك الروح، تهرب بالنوم وعند أول غفوتك تلاحقك الذكريات، تباغتك دموعك فتسأل نفسك لم بكيت ، فتذكر صدمتك الأولى ، تتذكر كيف لم يتوقف العالم عن الشعور ، كيف كان الناس يعيشون ، ألم يتوقف العالم عن الشعور، لا ، بل حتى قلبي لا زال ينبض،
ويبحث عن فرصة للعودة،
تقف أمام الله وتسأله بألّا تشعر بشيء ، ألّا تشعر بماضيك ، أن تبقى حيّا وتصوم عن الحديث ، أن تبقى متيقظا لدرس أخذته دونما شعورك ،
تدعو كمريض فقد شعره، فلما عاد حضنه باكياً ، مبتسما، لكنه لا يريد أن يشعر ، يريد التأقلم مع العودة، مع نجاته دونما أن تعود صورته الميتة
في اللاشعور ، سنمر من جانب حزننا وكأن لا علاقة لنا به ، أخذ منا الحزن بريق العين ، لكننا نبصر بشكل أفضل ، قد بكينا حتى ابيضت أعيننا فعلينا الآن النظر بصورة أخرى ، إنها صورة ( اللاشعور ) ...

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا