10-12-2020 08:37 PM
بقلم :
فاز النائب عبد المنعم العودات برئاسة مجلس النواب فوزا كان متوقعا حتى قبل نجاحه وقبل الانتخابات لان الاغلب كان يتحدث بهذا الامر.
ليس هذا ما يعنينا اليوم ولكن ما يعنينا ان العودات ا يعد رجلا من ابناء الفلاحين الحراثين حقيقة لا قول.
هو ابن قرية صغيرة تقع شرق مدينة اربد وما اعرفه عن نشأة هذا الشخص انه كان يتيم الاب منذ طفولته المبكرة وعاش حياة بسيطة وكان مجتهدا وعصاميا حيث بنى نفسه بتعبه وجهده تحت ظل جده واعمامه.
لم يخرج من صلب القصور ولا رجال الاعمال ولا من الصالونات السياسية وجاء بعيدا عن الحسابات الحزبية او الرأسمالية الأرستقراطية وابعد ما يكون عن النظرة الاقليمية الضيقة وهو قومي من الراس للساس.
كما انه من افضل رجال التشريع في الاردن وبالتالي هو خيار مناسب جدا لمجلس من المفترض ان يكون تشريعيا كما نريد لا مجلس خدمات فهو يأخذ الامور بالنظرة القانونية ولا يأخذها بنظرة التجارة او المنفعة الحزبية وتقديم الخدمات
هذا الرئيس الجديد بات يقع على كاهله قيادة مجلس جديد بلا خبرات نيابية للسواد الاعظم من اعضائه حيث ان هذا الامر يتطلب منه ان يتعامل مع الاحداث القادمة بنظرة قانونية تحتاج الى قيادة واعية لا يمر عليها اي شيء مقترنة بصبر كبير.
كل ما نتمناه ان يأخذ المجلس دوره الحقيقي الان ليكون مجلس تشريع لا مجلس خدمات فالرئيس مشهود له بالكفاءة وهو رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب لا كثر من مرة وبالتالي سيكون من باب منصبه الجديد قادر على صناعة حالة مثالية لمجلس النواب مختلفة نهائيا عما سبق.
فالمجلس الان امام حالة سياسية غير واضحة المعالم تتعلق بقضايا المنطقة بدءا من صفقة القرن ولا احد يعلم اين تنتهي كما انه امام حراك متعلق بتعديل التشريعات القانونية ابرزها تغليظ العقوبات على الزعران والمطالبة المشكلة بإلغاء حبس المدين والعمل على تطوير اداء الحكومة فيما يتعلق بوباء الكورونا وغير ذلك الكثير.
كما ان هناك عشرات القوانين التي تحتاج لتشريع جديد ابرزها قانون السير والجرائم الالكترونية والمطبوعات والنشر وقانون المالكين والمستأجرين الذي دمر التجارة في الاردن وكلها تحتاج الى قدرات تشريعيه متفهمة للوضع الشعبي.
دعونا نتفاءل بوجه جديد يمتلك كل المقومات التي تؤهله للقيادة الحقيقية وان يخرج البعض من الافق الضيق الذي بات يلازمه مرارا وتكرارا باستنساخ نفس الشخوص ونفس الاسماء ونفس القصص ونفس الاستعراض .
ونذهب ولمرة واحده للاختصاص فلطالما شكونا ان مجلس النواب هو مجلس البريستيج والمصالح والتجار والمقاولات واليوم رئاسة المجلس هي رئاسة التشريع والقانون والاختصاص.
علينا ان نكون متفائلين وان لا نعطي احكاما مسبقه فلطالما ذقنا الامرين من مجالس الامة المتعاقبة ولطالما طالبنا بتغيير الوجوه التي صنعت ازماتنا ووقت التغيير بدا ...