بقلم : سعد بخاري
قال تعالى: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ 68 الكهف.
الصَّبْرُ : التجلُّد وحسن الاحتمال.
لم تحط : أي لم تخبر عن حقيقته.
كلمة خُبُرا : علماً ومعرفة، والخِبرة المعرفة ببواطن الأمر.

ورد في الصحيح أن رجلاً سأل سيدنا موسى على ملأ من بني إسرائيل : هل تعلم أحداً أعلم منك ؟ قال : لا. فأوحى الله إليه : عبدنا الخضر أعلم منه.

قيل أن سيدنا الخضر قد أعد لهذا النبي العظيم ألف مسألة، فلما كانت الثالثة فقد سيدنا موسى صبره، عندها قال عليه الصلاة والسلام : (يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى ، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا).

في هذه الآية أيضاً مظهر من مظاهر أدب المعلّم مع المتعلِّم، حيث احترم رأيه، والتمس له العُذْر مسبقاً إن اعترض عليه، فلكُلٍّ منهما مذهبه الخاص، ولا يحتج بمذهب على مذهب آخَر.

هذه الآية من سورة الكهف تعلمنا كيف نصبر وكيف نلتمس العذر لبعضنا البعض.

الأحداث الكبيرة التي نمر بها اليوم ، و جائحة كورونا التي شتت أذهاننا، وكثرة الأخبار التي تطل يومياً علينا تجعل في داخلنا الكثير من الأسئلة عن تفاصيل الأحداث، ولماذا يحدث هذا كله؟!

في سورة الكهف جاءت العبرة عن الصبر وأن الإنسان لايستطيع الصبر على ما لم يحط به خُبُرا، أي علما ويقينا.

عندما شرع الله الصيام أخبرنا عن مواعيد محددة له فإستطاع الإنسان على تحمل مدة الصيام، لكن لا يستطع الإنسان صبرا على ما لم يحط به خبرا.

نعيش اليوم تجربة جديدة في وباء مجهول، الكل يتخبط ولا يجد له تفسير، نجد الباحث فلان يشير إلى رأي ونجد طبيب آخر برأي مختلف.

لذلك دعونا نلتمس العذر لبعضنا البعض فهناك من فقد صبره وهنالك من خرج عن طبيعة تصرفه، البعض يعيش في حالة نفسية صعبة لعدم وضوح أمر الوباء والخوف من المجهول.

آلاف الحوادث التي لا تحتمل بعد حين ظهرت حكمتها، فلا تستعجلوا الأمر.

فإن لم نفهم حكمة بعض الذي يجري ينبغي أن نستسلم لله دون أن نقعد عن العمل.

في الإعراب الكلمات :
«وَكَيْفَ» الواو استئنافية وكيف اسم استفهام في محل نصب حال والجملة مستأنفة «تَصْبِرُ» مضارع مرفوع وفاعله مستتر «عَلى » حرف جر «ما» اسم موصول ومتعلقان بتصبر «لَمْ» حرف نفي وجزم وقلب «تُحِطْ» مضارع مجزوم وفاعله مستتر والجملة صلة «بِهِ» متعلقان بتحط «خُبْراً» تمييز.

Türkçe - Diyanet Isleri : Musa "İnşallah sabrettiğimi göreceksin sana hiçbir işte baş kaldırmayacağım" dedi.

بقلم سعد بخاري 9/12/2020
مراجع : موسوعة النابلسي، إسلام ويب.