28-11-2020 03:41 PM
بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
كلما صادف يوم رحيل أحد الرموز الوطنية كوصفي أو حابس أو هزاع - رحمهم الله - تعج مواقع التواصل بنشر رسائل من وصفي لحابس ومن حابس لوصفي ومنهما لهزاع ومن هزاع لهما وهي جميعها رسائل كتبت حديثا تذكر المناقب ولكنها رسائل شكوى تنعى الوطن وتنعي زمن الرجال.. ¿!
لهذه الرسائل جانب إيجابي يؤشر على أن العظماء من الرجال ومن يصدقون الأهل والوطن العمل والقول لا ينسون وتخلدهم ذاكرة الأجيال، وهذا شأن كل الشعوب فلكل أمة وشعب دائما رموزها التي تصبح أيقونتها، والطبيعي أن تكون الأيقونة والرمز هي ما تستمد أجيال منها العزيمة وتستلهم الدروس والعبر لتحولها إلى عمل وأفعال تسير علي ذات الطريق والنهج لتحقيق الهدف الذي مات الرمز عليه أو ضحى وأستشهد من أجله.. ¿! ¿!
إلا أننا في الحالة الأردنية - للأسف - فقط نجعل هذه الرموز والايقونات مجرد أضرحة نذهب إليها في أيام محددة نمارس اللطم والبكاء معتقدين أنها تقربنا زلفا للوطن ، ومجرد أيام ذكرى رحيلها إحتفاليات نمارس فيها طقوسا معينة ثم تنتهي وتمضي الأيام لنعود إلى ما نحن عليه ليس في سلوكنا ما يقترب ألف ذراع من مناقب من ألقينا على قبورهم التمائم والأكاليل وصرخنا في ساكنيها نرجوهم النهوض.. ¿^¿!
... لم يستشهد كل من هزاع ووصفي حتى تكتب بهم القصائد وتنسج لهم الأهازيج ولم يمر في خاطر أحدهما أن الدم الذي سال منهما ليكون وقودا للوطن ليمضي صعودا نحو سنام المجد ، سيتحول لمجرد لون تتزين به الكرنفالات وترسم به الجداريات على جدران باردة آيلة للسقوط..¿!
ولم يقصد أيضا حابس بمقولته "الدنيا ناموس لا فلوس" أن تصبح صورته في الشماغ وشعار الجيش العربي يلمع فق جبهته ويعلو وجهه الجميل لم يقصد أو ينشد أن تحصد إلآف (اللايكات) على الفيسبوك أو تتحول إلى (ترند) أردني تتجمل بها الصفحات...
..كفانا كتابة للرسائل ونقلها بين وصفي وحابس وهزاع ولنقرأ في صفحاتهم وفي مناقبهم ومواقفهم وتضحياتهم ونؤمن ونتمثل ونعبر بكل الجوارح وفي كل لحظة عنهم ولهم وللوطن بالسلوك ، ولنستنهضهم فينا ليكون منا ألف وصفي وألف حابس وألف هزاع..!
الأموات لا يعودون والأموات لا يقرأون الرسائل والأموات لا يحكمون، لكنهم فقط في سبيل الله والوطن "أحياء عند ربهم يرزقون" أما نحن فلا يغير الله ما بنا إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا..!
رحم الله شهداء الوطن ورجالاته الأوفياء.