22-11-2020 12:22 AM
سرايا - شددت مديرية زراعة جرش من إجراءاتها للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية، التي تتزايد بداية كل فصل شتاء لغاية تحطيبها والاستفادة من حطبها في التدفئة، خاصة بعد ارتفاع تكاليف التدفئة الأخرى وسوء أوضاع المواطنين الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا، فضلا عن وجود مئات من الأطنان من الأحطاب الجافة التي خلفتها حرائق الغابات المرتفعة هذا العام ولم تقم مديرية الزراعة بجمعها لغاية الآن بسبب ظروف الجائحة.
ويعتقد المواطنون أن تجميع الأحطاب من الغابات والاستفادة منها في التدفئة هو الخيار الأفضل والآمن في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعانون منها، بسبب الجائحة وزيادة مستويات البطالة، وانخفاض مدخولاتهم الشهرية، لاسيما وأن منازلهم قريبة من الأحراج وبإمكانهم جمع الأحطاب على مدار الساعة من داخل الغابات والاستفادة من الأغصان الجافة والمتساقطة وما يتوفر من داخل هذه الغابات.
إلى ذلك، أكد مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة أن بداية فصل الشتاء “تشهد عادة اعتداءات على الثروة الحرجية تتمثل بتقطيع الأشجار”، وتقوم المديرية بمتابعة المواقع التي تتعرض للتقطيع على مدار الساعة لحماية الثروة الحرجية، خاصة وأن الاعتداءات ارتفعت في السنوات الماضية، ومن المتوقع أن “ترتفع هذا العام نظرا للظروف الاقتصادية للمواطنين وعدم مقدرتهم على توفير وسائل تدفئة أخرى في فصل الشتاء”، فضلا عن وجود مئات من الأطنان من مخلفات الحرائق التي لا تتوفر أيد عاملة لإزالتها بسبب ظروف الجائحة وانخفاض المخصصات المالية.
وبين الحراحشة أن السنة هي من أكثر السنوات التي تضررت فيها الغابات جراء حدوث 48 حريقا خلفت هذه الحرائق ما يزيد على 770 طنا من الحطب الجاف، والذي سيتم بيعه للمواطنين، وقد تم بيع 270 طنا للمواطنين المتقدمين لشراء الحطب من الزراعة، وباقي الكميات التي لا تقل عن 500 طن لم يتم جميعها لغاية الآن من الغابات، بسبب جائحة كورونا وعدم توفر إمكانية لتشغيل عمال لجمع الحطب على الرغم من وجود مئات من الأطنان، وكانت ستحل مشكلة توفر الحطب لمئات من الأسر في جرش.
وبين أن عدد الطلبات المقدمة لشراء الحطب من زراعة جرش لا تقل عن ألف طلب، وترتفع الأعداد بشكل مطرد وخاصة قبيل حلول فصل الشتاء، الذي يحتاج فيه المواطنين للحطب بهدف استخدامه في التدفئة وخاصة في القرى والبلدات الأكثر برودة والجبلية المرتفعة.
ويعتقد الحراحشة أن زيادة عدد الطلبات التي تقدم في مديرية الزراعة دليل وعي من المواطنين بضرورة شراء الحطب من مصادر موثوقة وأهمها وزارة الزراعة والجهات المرخصة في بيع الحطب للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية سواء بحرقها أو قطعها، خاصة وأن من يفتعلون حرائق الأشجار يعتقدون أنهم قادرون على الحصول على الشجر المحروق، غير أن مديرية الزراعة تتولى مراقبة الأحراج بشكل مكثف وخاصة المناطق التي تحدث فيه حرائق مفتعلة، وترك الأشجار التي يمكن أن يتجدد فيها النمو، والذي تعرض للحرق يتم جمعه من خلال فرق الاستثمار وبيعه للمواطنين حسب أولوية تقديم الطلبات.
وأكد أن المديرية كثفت دورياتها وكثفت العمل على ابراج المراقبة وشددت العقوبات على كل معتد على الغابات، فضلا عن تعاون كبير بينها وبين الجهات الأمنية وتفتيش المركبات ومصادرة أي كمية من الحطب داخلها، خاصة على مداخل ومخارج الغابات ولغاية الآن لم تسجل اعتداءات على الثروة الحرجية من خلال تقطيعها.
وأضاف الحراحشة أن المديرية أعدت خطتها السنوية وتقوم بإغلاق الغابات وزيادة دورياتها لمنع أي شكل من أشكال الاعتداء على الأحراج، خاصة بداية مع فصل الشتاء.
وبين أن مادة الجفت متوفرة حاليا بالمعاصر وأسعارها مناسبة وهي بديل آمن وصحي وفعال في التدفئة، ومتوفرة في 14 معصرة بمحافظة جرش وفي متناول الجميع.
وتتضمن الخطة في كل عام إجراءات احترازية “جديدة وفعالة” في القضاء على الحرائق وخير دليل على نجاحها تراجع حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية لتصل إلى 95 اعتداء العام الماضي، فيما كانت لا تقل عن 470 اعتداء قبل نحو 3 سنوات، وبنسبة تراجع لا تقل عن 50 % سنويا، وفقا للحراحشة.
وتشير إحصاءات مديرية الزراعة إلى تراجع نسبة الاعتداء في العام 2018 بنسبة تزيد على 80 % وبلغ عدد الاعتداءات 108 اعتداءات ما بين قطع أشجار، أو البناء أو الزراعة أو الحريق مقارنة بـ175 اعتداء العام 2017، وفق تصريح الحراحشة.
وقال إن مديرية الزراعة ترفع الجاهزية في فصل الشتاء لاعتماد الآلاف من الأسر في قرى وبلدات محافظة جرش على مادة الحطب للتدفئة وزيادة عدد الاعتداءات.
ورفعت مديرية الحراج عدد الدوريات إلى 10 دوريات للمراقبة و4 دوريات إضافية هي سيارات مديرية الزراعة والكوادر التي تعمل فيها، وهدفها تغطية مساحة أكبر في المراقبة والتفتيش الدوري للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية وفقا للحراحشة.
وقال الحراحشة إن سبب تراجع الاعتداءات هو التشديد من قبل كوادر مديرية الزراعة بالتعاون مع الجهات المعنية في منع أي حالة اعتداء، واتخاذ عقوبات رادعة بحق كل معتد على الحراج، لا سيما وأن أشكال الاعتداء تتمثل في القطع والرعي الجائر وافتعال الحرائق.
ويعتقد الحراحشة أن سبب التراجع في حالات الاعتداء على الثروة الحرجية في جرش والتي تزيد مساحتها على 27 % من مساحة أراضي جرش هي الإجراءات الصارمة التي قامت وزارة الزراعة بتنفيذها بالتعاون مع الجهات المختصة للحفاظ على الثروة الحرجية في جرش، موضحا أن أهم هذه الإجراءات هي زيادة وعي وتثقيف المواطنين بخطورة الاعتداء على الثروة الحرجية وأثر هذا الاعتداء على البيئة والصحة والاقتصاد، ودور الأحراج في الحفاظ على التوازن البيئي، فضلا عن زيادة محطات المراقبة والأبراج والدوريات المنتشرة في مختلف المناطق الحرجية والتي تعمل على مدار الساعة على مراقبة الأحراج.
الغد