11-11-2020 07:31 PM
بقلم : المهندسة آية محمد القطيمات
كنت أعلم سلفا أن الحلم في بلادي بالمجان ربما لأن واقعنا باهظ الثمن وأحلامنا لن تتجاوز عتبة كونها أحلام فحسب ،، أدركت أن زمن الكفاءات قد ولى وتربعت الواسطة والمحسوبية على معايير التفاضل، وأن الرشاوي باتت ملح المعاملات وملح الحياة في عين الراشي والمرتشي.
كل هذا وما خفي أعظم ابتلعناه بغصة، لكن ما لم ولن نبتلعه أن تصبح الرجال تباع وتشترى فهذا مشين وعيب لا تغسله الأيام ولا مقاعد البرلمان ولا الكراسي الدوارة!
أن تقبض ثمن ضميرك وشهادتك أمام الله وكأنها سلعة دنيئة على أرفف المتاجر فتلك كارثة، أن تضع يدك على كتاب الله مجاهرا بقسم زور وبذات اليد تقبض ثمن قسمك ألا تبت يداك وخاب ممشاك!
قيل: كن وحيدا في الطريق الصحيح ولا تكن زعيما في الطريق الخطأ
والبعض اليوم كان لا هذا ولا ذاك بل كان الطريق التي يدوسها صاحب الجيب الممتلئ ليصل إلى غايته فلا بارك الله بالساعي ومسعاه.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من اشترى وطني بثمن بخس وفيمن باعه، ولا بارك الله فيكم وجعلها شاهدة عليكم يوم تبلى السرائر، فمن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.
وسلام على نفوس الشرفاء الذين تسلحوا بالدين والخلق والأمانة والضمير، سلام على نفوسكم الشماء التي لا تباع ولا تشترى، سلام على همم أبت إلا أن تكون عصية على الخوض في غمار الدناءة والانحطاط، سلام على حسن ظنكم فيمن خابت بهم كل الظنون.
مبارك عليكم أنكم كنتوا رجالا أمام مسرحا للولدان
مبارك عليكم أنكم وإن كنتم قلة إلا أن إبهام أحدكم لا يساويه ألف من أصحاب صفقة المال.
مبارك عليكم أنكم اشتريتم أنفسكم في زمن باتت فيه الناس تباع بثمن لا يتجاوز نصف سعر خروف العيد!
أظن بعد هذا لا يحق لنا أن نذم الحظوظ السيئة والموارد المحدودة والجغرافية الصعبة والقيادات الفاسدة والفرص الضائعة والشباب -الصائعة- والبطالة والفقر والهامشية والطبقية و ... ؛ فهذا ما جنت أيدي البعض من مجتمعنا! ولن تجن سوى ما دست بجيبوبها من أوراق نقدية واهنة سحتا وعدوانا.
لكن عزاؤنا - في هذا العرس الديموقراطي - نحن الذين اخترنا أن نكون شرفاء، أن الله يرى وهذا يكفي.