بقلم : ماهر دعّاس القدومي

إن خوض الانتخابات النيابية عبء كبير على كاهل المرشح الصادق، لأنه يحمل هموم دائرته وقضاياها، وعليه أن ينجز ما استعصى على كثيرين ممن سبقوه، وعليه أن يثبت لجمهور ناخبيه أنه لا يسعى لتحقيق مصلحة ذاتية بقدر ما يسعى للاشتباك مع هموم الناس، وابتكار الحلول لها.

الكل يطالب بالتغيير والإصلاح، وهذه المهمة ليست منوطة بالحكومات والبرلمانات وحدها، بل إن المواطن هو المدماك الأول فيها، وبدونه لن يكون هناك إصلاح أو تغيير للأفضل.

شعبنا ذكي، وقد راقب أداء البرلمانات السابقة، وقد خبر أداءها جيدا في أحلك الأزمات، وعرّف أيضا من اصطف إلى جانبه، ومن وقف ضده أو في خانة الحياد، وبالتالي من الصعب تماما خداعه بأي شكل من الأشكال، وبأي أسلوب كان، فذاكرة الشعب قوية ومن الصعب أن ينسى.

المواطن وحده قادر على رفع سوية الأداء البرلماني، فهو الذي يختار، ويرسل من يشاء إلى القبة، ويترك من يشاء ملوما مذموما، واقع حاله هذا ما كسبت يداك.

وكما أن المرشح عليه مهمة الانغماس في القضايا العامة، وخدمة أبناء وطنه، ومراقبة أداء الحكومة وانجاز مهمة التشريع، فإن على المواطن أن يكون دقيقا في الاختيار، فقد نختار مرشحين أقرباء لنا وأعزاء على قلوبنا، لكنهم قد يدمرون أحلامنا وأمانينا واقتصادنا، إما لجهل أو تقاعس في النضال من أجل حق العيش بكرامة وحرية.

من المؤلم أن نبقى نراوح في المربع ذاته، والحياة الديمقراطية عادت للبلاد منذ عام 1989، والأصل أن نكون قد قفزنا إلى الأمام في كل ما يتعلق بمحاربة الفقر والبطالة والحريات السياسية وحرية الرأي والتعبير وسن التشريعات، لكننا للأسف في حالة لا نحسد عليها.

لا نريد أن تقودنا اختياراتنا لبرلمان يجيد فن الصمت، واللعب بالكلمات، نريد برلمانا يكون همه الوطن بكل أطيافه، يصحح المصفوفة الضريبية، ويسعى لإحلال العمالة المحلية في الوظائف والمهن، نريد من يحارب البطالة، ويخلق استثمارات جديدة تشغّل العاطلين عن العمل ...نريد من يكون الأردن على رأس أولوياته.

أمنياتنا كبيرة وكثيرة ،لكنها تبدأ من الناخب المنتمي لتراب أرضه، المنحاز لشعبه، فالدوائر الضيقة لا تخدم أحدا، فقانون ضريبة غير عادل ينهك شعبا بأكمله، وقانون عادل ينصف شعبا بأكمله.

نريد أن نحارب الفساد أينما وجد، والمحسوبية والشللية ، لكنك أخي الناخب بداية الطريق الصحيح، فإما أن توصل إلى القبة النزيهين والمدافعين عنك، وإما ستضطر إلى تكرار مشهد الخروج إلى الشارع، والمطالبة بحل البرلمان.

كلمتي لك ...أنت صاحب القرار اليوم ....