18-10-2020 12:18 AM
سرايا - دفع الحظر الشامل مزارعي زيتون في محافظة عجلون، إلى هجر منازلهم قبيل دخول الحظر نهاية الأسبوع، والانتقال بعوائلهم للتخييم في مزارع الزيتون، التي تبعد عن قراهم عدة كيلومترات، والإقامة لثلاث ليال متتالية فيها، وذلك بهدف مواصلة قطف الثمار وحمايتها من السرقة.
ويقول هؤلاء إنه لا بديل لهم إلا هذه الطريقة لضمان مواصلة أعمالهم نهاية الأسبوع، والذي يشهد تواجد كافة أفراد الأسرة من العاملين والموظفين، ما يتيح لهم قطف الثمار قبل تساقطها مع بدء نضجها، وهطل الأمطار.
ويقول أحمد شريدة، إنه اضطر إلى مغادرة مدينة كفرنجة هو وأسرته مساء الخميس الماضي للتخييم في مزرعته بمنطقة الشطورة التي تبعد 3 كم، من أجل مواصلة قطف ثمار الزيتون وتجميعها حتى صباح اليوم الأحد ليصار إلى نقلها إلى معاصر الزيتون ومحاولة عصرها قبل أن تتعرض للتلف جراء تجميعها، مؤكدا أن هذا الحال يتسبب بمعاناة شديدة لهم بسبب البقاء في مزارعهم في ظل توفر أدنى متطلبات الحياة اليومية.
ويقول عبدالوحيد العبيدالله ومحمد المصطفى، إن حظر نهاية الأسبوع في هذا الوقت من السنة سيؤدي إلى تأخر كبير في موسم قطاف الزيتون، مؤكدين أن كميات انتاجهم في نهاية الأسبوع تفوق ما يتم قطفه من ثمار طيلة أيام الأسبوع الأخرى وذلك لتواجد ما يسمى”الفزعة” من أفراد الأسرة العاملين عندما تكون مجتمعة في عطلة نهاية الأسبوع.
وأكد أن الكثير من الأسر هجرت منازلها في القرى واضطرت للبقاء في مزارعها خلال أيام الحظر الشامل، لضمان مواصلة عملية القطاف، رغم معاناتهم بسبب عدم توفر احتياجاتهم الكافية من مياه الشرب والمواد الغذائية.
وكان مزارعو زيتون في المحافظة أكدوا في تقارير سابقة أن استمرار الحظر في نهاية الأسبوع سيضر بهم، مبينين أنهم يعتمدون على عطلة نهاية الأسبوع في قطف الثمار، وبيع ما لديهم من مادة الزيت.
وطالبوا بضرورة إعادة النظر بقرار الحظر الشامل خلال الأسابيع القادمة على أقل تقدير، أو اختيار أيام اخرى من الأسبوع لا تتصادف مع عطلة نهاية الأسبوع.
ويقول أبو بكر خرفان، إن الحظر الشامل نهاية الأسبوع يضر بمزارعي الزيتون، سيما وأن كثيرا من الأسر تنتظر أبناءها من الموظفين للمشاركه في قطاف الثمار في يومي العطلة؛ الجمعة والسبت.
وأكد أن المزارعين لا يمكنهم ترك ثمارهم في المعاصر من دون عصر، لافتا إلى ان هذين اليومين يساعدان المزارعين في بيع مادة الزيت للقادمين من مناطق أخرى.
وزاد ان غياب المزارعين عن اشجار بسبب الحظر الشامل بات يعرضها للسرقة، مطالبا بإعادة النظر بقرار الحظر نهاية الأسبوع.
ويقول عادل عنيزات وبشار شويات، إنهما ينتظران موسم الزيتون بفارغ الصبر لتأمين احتياجات اسرتهما من سلع رئيسية، مؤكدين ان موعد الحظر الشامل يحرم المزارعين من ” الفزعة” من أقاربهم وذويهم لمساعدتهم في القطاف، كما سيحرمهم من عرض مادة الزيت للبيع نهاية الأسبوع، ما سيلحق بهم خسائر كبيرة، وما يزالون يعانون منها منذ العام الماضي، بسبب ما شهده الموسم حينها من كساد وتراجع في اسعار الزيت.
يذكر ان المزارعين بدؤوا في مناطق المحافظة وخصوصا الشفا غورية مثل كفرنجة وراجب والوهادنة والهاشمية وحلاوة بقطف ثمار الزيتون منذ أسبوعين، حيث بدأت المعاصر باستقبال وعصر الثمار، خصوصا تلك الثمار الناضجة للعصر.
وتوقع مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، أن يتم في الموسم الحالي إنتاج 20 ألف طن زيتون في المحافظة، بحيث يتم تحويل 18.5 ألف طن منها إلى مادة الزيت وبكمية تقدر بـ 4 آلاف طن، فيما يتم استغلال 1.5 طن منها للكبيس، مشيرا إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ 86 ألف دونم.
وقال إن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، مبينا أنها عملت منذ وقت مبكر مع لجنة السلامة العامة في المحافظة بالكشف على 15 معصرة متواجدة في المحافظة، للتأكد من التزامها بكافة شروط التراخيص ومعالجة السلبيات.
وأكد أن الجولات سوف تستمر على المعاصر طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
الغد