12-10-2020 01:04 PM
بقلم : آسيا أبوطوق
من واجبات الزوج على زوجته النفقة ، بتوفير الطعام والمسكن والخدمة والدواء لها حتى وإن كانت غنية.
في هذه الأيام ومع ظروف المعيشة الصعبة ، نجد أن الشباب أصبح منظورهم لزواج على أن يجد شريكة تسانده في مصاريف الحياة ، وتقف بجانبه أمام عتبات الظروف الإقتصادية الصعبة، وهذا ليس سيئاً .
ولكن أن يصبح شرط من شروط عقد القران هو عملها ؟! ، فهذا أمرٌ وبدايةٌ سيئة ، كأن الزواج أصبح سلعة وعقد إنفاق.
لا أهاجم هذا التفكير، بل أنتقده وبشدة عندما يكون الأساس مبني على العمل ، فديننا الإسلام لم يضع هذا الشرط من شروط الزواج والبحث عن الشريكة ، بل من حقوق المرأة المسلمة أن ينفق عليها زوجها ويؤمن لها المأوى والمأكل ، من حقوقها أن يدفع لها مهراً فلا تذهب الزوجة إلى بيت زوجها مصحوبة بأكثر من جهازها وبضع إماءها ، حتى وإن طلقت أو هجرت أعطاها الرجل نفقة لتعيش عن سعة ، فما بال الرجل اليوم ، يضع عمل المرأة أساس لزواجه ، فإذا كان ديننا لم يذكر أن تعمل المرأة وتنفق كما ينفق الرجل ، فمن أنت لتضعهُ شرطً من شروط الزواج.
جميلةٌ هي الحياة التشاركية ، وأن تسهم المرأة في بناء الحياة مع الزوج وتقف بجانبه وتسانده وتنفق معه على قدر حاجتها ومقدروها وليس فوق طاقتها ، أن يأتي هذا دون أن تضعوه من الشروط ، لأنه إذا كان أساسً وضعفت المرأة ولم تستطع العمل؛ هُدم ذلك الزواج ، ولم يتبقى شيءٌ منه.
أختاروا من حسنت أخلاقهُ وأخلاقها ، وليس من كثُره ماله أو مالها.
أختاروا من ستكون معلمةً أو معلمً خيراً لأولادكم ، وليس على جمالها أو جماله.
أحسنوا الكلام ، ولا تحملوا بعضكم فوق طاقته ، فيثور بركان يحرق كل شيء.
وليتذكر كل رجل أن الإنفاق من مسؤولياته ، فإذا رزق بزوجة تسانده فليشكرها ولا يحملها فوق طاقتها فهذا ليس من واجبات الزوج لزوجته.