بقلم : الدكتور عديل الشرمان
وأنت تغادر موقعك ربما إلى موقع آخر، وتحزم أمتعتك لتفتحها في مكان آخر ولو بعد حين، وتلملم أوراقك وربما تحمل صورا لقراراتك، وتعلم كما نعلم يقينا أنك ذاهب لاستراحة لن تطول، لأنك وأمثالك من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة كالقمر يمحقه الله ثم ما يلبث أن يعود بدرا ليجمع كل حبيب، أو كالشمس تغيب ثم ما تلبث أن تشرق مرة أخرى، وبغير هذا التعاقب لن تستقيم حياة الأردنيين الذين أدمنوا نفس الوجوه، وكأنها صارت سر وجودهم وبقائهم.

سيكتب التاريخ لحكومتك يا دولة الرئيس، كما هي الحكومات السابقة، أنها زادت الأردنيين فقرا ومديونية، وعمقت من المحسوبية والواسطة، ولم تزدنا إلا خبالا وضعفا، ووهنا على وهن، وحببت إلى بعضنا النفاق، حتى في عهدك حرمنا من المصافحة والعناق.

لقد كان من افضل نجاحات حكومتك الاستمرار في نفس السياسات، وترحيل نفس المشكلات والملفات والأزمات لتثقل كاهل غيرها من الحكومات القادمة، وتدخل الأردنيين في مزيد من الأنفاق المظلمة والضباب المعيق للرؤيا والحركة، وتدخلهم في مستقبل بائس ويائس ومجهول، ويأبى أن يكمل المشوار من بعدك إلا من كان لنفسه ظلوما جهولا.