03-03-2020 09:01 AM
بقلم :
وما زالوا يصرخون ويملأون الفضائيات الدافعة لأثمانهم البخسة ؛ بأن الفقر كفيل بصناعة الدواعش والإرهاب ... ويوغلون في حشد وحشو الأفكار الإجرامية في صدور الشباب ، وهؤلاء المنظرون الساسة وأصحاب المناصب السابقة واللاحقة والمعاشة ، يتمخترون في الأردن ويتأنقون ويتعطرون وينفثون الكلام على الهواء جزافا ... دون تمحيص وتحكيم للخطاب .
قلت ذلك منذ سنوات ورجوتهم ورجوت الله أن يتوقف النفر المستعرض للفضائيات عن تسويغ وترخيص التدعيش وتبرير الجرم الإرهابي ضد الوطن ...
وأن يتقي هؤلاء المتكاثرون المتناسلون الله والبلاد في الأجيال التي لم يظلمها غيرهم ... ولم يهمشها سوى تسلقهم وتوارثهم للوساطة والمحسوبيات والتهام الوظائف!!! فهم يجلسون متربعين شبعانين متورطة تواريخ حسابهم بالهبش والثراء والاستقرار في صناعة القرار ... ويتركون البلاد في اي وقت يختارون ويخرجون أموالهم في سلال عملات تتدفق بالدود ، ؛ويعتبرون الأردن العدو اللدود في حال هربوا الأموال من الحدود !!! وفي نفس الوقت يهرعون للتشبيح والتصريح أمام العالم وشعب البلاد القابض على جمر الصبر والحاجة ، ليبرروا أسباب انتماء الشباب للإرهاب ...
وكأنهم ينفخون في دماء الشباب سبل وبراهين الانحراف والانجراف نحو الانتقام من البلاد بالجرم والقبح والكراهية. ..
... لقد فاضت الالكترونيات والفضائيات والمواقع الوهمية والديجيتالية باستضافة شخصيات إعلامية وسياسية ورسمية وحزبية وفكرية ما شاء الله ... شخصيات عديدة وكثيرة تتنصب وتبرطع للحديث والنصح والإرشاد وتحليل مسببات اللجوء للقتل والوحشية وحرق البلاد والعباد ... فاسمعها تستهل حديثها الحريص على امن البلد بعبارة خارقة لعقول الشباب ( والله لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ....
وينتظم التشبيح والتسبيح بروعة الطرح بتبرير القتل والانتقام في أفواههم حول الفقر والبطالة والجوع والوساطة والمحسوبية والإقصاء ...
فيظهرون صناع حلال يذبحون الشاة باسم الله ... فيخف وقع الإرهاب والتدعيش في نفوس المتلقين والشباب الواعدين المتأملين بالغد والنور والمستقبل رغم الظمأ والعسف والقهر ... القهر الذي اسسه هؤلاء وفازوا بالأبل ....
ويصبح لعبارة الانتقام والتحدي والقفز على الجور والظلم غضبا يذكر الفقر وأصحابه الذين تحسبهم أغنياء من التعفف ثورة بركان لا يرى ولا يسمع ولا يؤمن بالنور ومستقبل البلاد ...
إني اؤمن تمام الإيمان بأن الفقراء الذين يتسلق على همومهم ومعاناتهم هؤلاء المستعرضون لرفث التنظير ...وان الشباب الفقراء المهملين والمنتظرين فرص الحياة الفضلى لانفسهم وأهليهم وبلدهم وشرفهم ... هم البناؤون والمشيدون والمحصنون لكرامة وهوية بلد يشبه الأردن ....
هم المتفوقون في العلم والتحصيل والوفاء والتفاؤل رغم تفقيرهم وسلب مقدرات فرص تقدمهم من الناهبين المنظرين ... وهم المتعففون عن السرقات والخيانة وتهريب الاموال المحلية لخارج الجرة الوطنية حيث لا يتقنون فنون النشل وتضييع الشباب والنسل ...
وفي دراسات شبه دقيقة أجريتها خلال محاضراتي ولقاءاتي وامسياتي المباشرة وجها لوجه مع جيلي وجيل الشباب والواقفين على أبواب المؤسسلات العلمية والتعليمية ... وجدت وما زلت أجد أن فئات الشباب التي تحمل هوية الحاجة والجوع وخواء الجيوب من أجرة الحافلة هم حماة الوطن ... وهم اصحاب الابتسامة والزغرودة يوم النجاح ... هم والذين ربوهم من اهل يحملون مشاعل النور ولا يلتفتون للظلام الذي أوقعهم فيه شخوص الظلامية والمناصب والتوارث والكلام ...
نعم ... فليتوقف نهر الدم العشوائي المسوغ للجرم والقتل والانتقام عند شلل وعصابات التنظير السياسي ... فد
فليتوقف طوابير الفضائيات الدافعة للمكافأت النازفة شرفا ضد اوطانهم ... والتي تملي عليهم أساليب وسطور التوجه بالحوار ... طوابير الثالث والرابع الخامس والسادس والسابع عن هراء الشعارات القائلة بأن الشعب يتفجر والشباب تنتحر نتاج الفقر والجوع ... وليصح أعضاء الطوابير الشبعانة الصانعة للتخلف الاقتصادي والمنظرة للموت والانتحار وجعل الحرام حلالا على مضمون كلامها العشوائي المبثوث بلا تنقيح أو تفكير ... وربما هو واستغفر الله ... ربما هو مجهز مخطط له ضد الشباب ... ليبقى طابور السمن والدهن في العتاقي. ..
نعم ... قالها عمر بن الخطاب ... واعتقد ايضا بأن تلك الطوابير تشتغل شغلا فتاكا على تفعيل مقولة ابن الخطاب ...
فكيف يستقيم أمر ولوج وانتشار الرعب والترهيب والانتقام مع تضاعف عمليات وظواهر الظلم والعسف والإفقار وفي نفس الوقت تتصاعد شعارات الاقوياء بالثراء والمناصب بوالله لو كان الفقر رجلا لقتلته ...؟؟
افيدوني بالله عليكم ... !
يا للهول ... يفعلون ما لا يقولون ... ويقولون ما لا يفعلون ... فهم في منأى عن دفع الثمن ... هم في أمن وأمان حقيقي حيث يحذرون الخطر الذي يعرفون سر صناعته ... فوالله يخجل اسم الوطن الأثيري من افعال بعض الرجال الذين يسكنونه ،وينهلون من دمه ...
وكثيرهم يختفي في ركن مسحور !وعند التنظير لا يتركون الصابرين على حال تفاعلهم وتفاؤلهم وحسن ظنونهم بالوطن ...
فالوطن لا يظهر حانقا ولا يتمرد على أحد ، ولا يعلن عن غضبه ، ولا يصرخ ايها الناس أنا الوطن أنا غاضب أو أنا مقهور!
يعتقدون أن الوطن لا يرى ولا يشم ولا يحس ولا يسمع امام طوابير مهرولة من رجالاته تمتص دمه وتلعق جراحه وتستزيد ...ويعتقدون أن الوطن يغمض عينيه خجلا من عمالقة الاستضعاف والاستهتار بالأرض ومن عليها ... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ... نعم ... يصبر الوطن ويرفع هامته ... فيغشون قلوبهم بأنه راض عنهم
وخائف من جبروت شيطانه طالما هو صابر صامت على أفعالهم المشينة ..
لكنهم هم الفقراء ... فقراء العقول والصدور ... فالوطن جغرافيا وطبيعة وهواء وماء وكلأ املاك الله ، وهو جزء معطاء من بركة الله ومن الخالق العظيم القادر على كل شيء ، لذلك لا يتصاغر الوطن حتى لو كان غنيا وأفقره بعض اصحاب القرارات وابناء الطوابير المتعددة الأرقام والتصنيفات ...
الوطن ملك الله والناس الفقراء أحباب الله ... الوطن يحزن ويهز رأسه آسفا خجلانا منهم ... لكنه يرفرف نحو خالقه لا تنحني عنقه ولا رايته ...
الوطن يقشعر شجره هولا لأفعال محتكري دمائه ... الوطن يقف مذهولاً أمام أهوال الأفعال الصغيرة التافهة حتى لو كانت سلال وآبار ذهب !
ولأنه كذلك فطوابير الرجال من أبناء حماة الديار من جيش سياج بكل ميادينه .. هم أبناء الصبر والتفاؤل وابتسامة الحراس في الجبهات والحدود والثكنات. ..وهم أبناء الجروح والصروح العالية وليست المالية ...
إنه الشعب الذي يمضي مشيا بأقدام من إستقرار على أرض طهور طعمها كرامة ولونها دحنون صبر ايوب ...
جنود وبواسل ... وكلنا فقراء إلى الله ... والذين يتهمون شبابنا بسبغة الانتقام من الوطن لانهم فقراء يعدون لقمة الخبز بالملح والزيت من زيتون البركة ويتهمونهم بأنهم يحرقون الكروم التي يسقونها بالسهر والدم والدمع والحمى .....
هؤلاء الرماة بالتهم ... عليهم الرجاء بالتوقف عن جرم التبرير والإسقاط الإرهابي وإلا فسيظهر فعلا من يقف في وجوههم من الابرياء الغاضبين ....
لأنه حتى هذه اللحظة لم يتم التأكد من انهمار المحرومين نحو الانتقام ... وإنما يتضح كل يوم بأن الإجرام الإرهابي تخلق عناصره قوى ثرية وتموله لمجرمين أغنياء يتاجرون بالدم ... لتتعاظم فاحشة الثراء والشيطان ... كي ينخر في شعوب يفقرها أغنياؤها وتبقى تحفظ قيمة الأرض والعرض بشعبها ...
اهلها يفرحون بالمطر والرياح الهبوب ونسمات الله على ارض ندية اسمها الاردن .وسياج الوطن من الذين ذكرتهم يستزيدون من ابتسامته وصبره على ناهبيه .... نعرف أن المواقع والمناصب يستزيدون منها ويطمعون بأكثر لاولادهم واولاد اولادهم ..
والله إني أستحي حتى من عبارة تهديد مفادها ضدهم ( إن للباطل جولة ) ... كي لا أعتمد واستمد للوطن نبرة وعيد ونار كما يشعلون ..
ولكن الله بتمديده لأعمارهم وطوابيرهم ...يبارك الوطن والوطن ينظر إليهم ... وهم لا يدركون أنه يتأملهم واحداً واحداً ، لحية لحية وشارباً شارباً ولاهفاً لاهفاً ، ولا يظهر في نفوسهم أنهم يدركون ، فالوطن لا يظهر إلا في نفوس المؤمنين بالله والحاملين في قلوبهم إيماناً بالضبط مثل إيمان العجائز !!
الوطن لا يخاف من اهله الصابرين ... وأهله الكرماء يعرفون اسرار التكوين ... وكما يخشى الله من عباده العلماء !!
فالشعب عالم يخشى الله في مكنون تبر أرضه ويتفاءل بشمس تشرق في كل فجر ينتظر ... فهل في رجالاتنا علماء يقودون البلاد ويدركون ان الوطن لكل روح هائمة في هواه وطاعة سمائه التي تظلل أرضه مهما كانت قاحلة مجدبة ؟؟يستيقظون و يرضون بالشجر والحجر وتربة الكرامة الفطرية ويستبسلون في حمايته ... وتجار الشريانات غافلون ...
ارجو الله ان يكون في هذه البلد رجال يحبونه وشعبه ويؤمنون به كإيمان العجائز !!!