حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8720

تقويم الإعلام أولًا، ثم التطوير

تقويم الإعلام أولًا، ثم التطوير

تقويم الإعلام أولًا، ثم التطوير

07-01-2020 03:47 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ابراهيم الساحوري
يعتبر الإعلام وأدواته أحد أهم واجهات الدول، والسبب الأول لرسم الإنطباعات عنها، فتجد العديد من الدول وخاصة الغربية، تسعى دومًا إلى تقويم إعلامها ومواكبة التطورات المتسارعة في العالم، إلى جانب تطوير التشريعات الناظمة للعمل الصحفي والإعلامي، ويعتبر هذا الإجراء عامل أساسي في حفظ الدولة من الداخل والخارج.

ولأن العالم لم يعد قادر على إستيعاب ضخامة أعداد المحتويات المختلفة، التي تتدفق إلى المجتمعات عبر مختلف قنوات التواصل، والتي غالبًا تكون بلا رقيب أو حسيب، أصبح الإعلام بمختلف أدواته محركًا للرأي العام، وركيزةً أساسية لتشكيل الثقافات لدى المتلقي من مختلف المستويات والمرجعيات.

وعند تخلي الرقابة وأهل الإختصاص عن دورهم لعدة أسباب، من الطبيعيى أن تشاهد "عجب العجاب" في المحتوى المتداول، مما ينعكس سلبًا على المجتمعات، ويخالف فكرة أن الإعلام رسالة سامية نفتقر إليها بشدة في أيامنا هذه، بل ويسمح لمن "هب ودب" أن يتصدر منابر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلامي "ليهرف بما لا يعرف"، بحثًا عن عدد المتابعين والإعجابات.

وإذا نظرنا إلى حال الإعلام في الأردن، نجد العديد من السلبيات والسلوكيات المنبوذة، قد تصدرت تلك المنابر وأصبحت الأكثر متابعة، بعد ظهور ما يسمى "بالمؤثرين" وتصدر المنابر الإعلامية من قبلهم، وقبل الهواة الذين يمتلئون بالمحتوى الفارغ، إلى جانب غياب الدور الرقابي لكافة المؤسسات المعنية بشؤون الصحافة والإعلام، فمن السهل أن نلمس الإنحدار الذي أعتبره خطرًا يواجه المجتمع.

مؤخرًا بدأت ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية تنتشر بشكل ملحوظ في الأردن، لكن هذا الإنتشار لا يزال بطيئًا ويحتاج إلى وقت ليشكل حالة في المجتمع المحلي، لكن تلك الثقافة تحتاج الإسناد من كافة المؤسسات والقطاعات وكذلك التشريعات، خاصة نقابة الصحفيين التي لا تزال متمسكة بفكرة إقصاء خريجي الصحافة والإعلام من مكانهم الطبيعي، الذين يمتلكون القدرة على الإرتقاء بهذا القطاع من كافة الجوانب.

بالمحصلة نجد أن الحديث عن تطويرالإعلام في الأردن، يحتاج إلى التقويم أولًا وفق خطوات متسلسلة لا يمكن التغاضي عن أي منها، تبدأ من التشريعات التي تنظم قطاع الصحافة والإعلام وتحمي حريته، مرورًا بتفعيل الدور الرقابي الحقيقي للمؤسسات، وتنتهي بتثقيف العاملين به والمجتمع المتلقي،وهذا من شأنه أن ينعكس إيجابًا على دور الإعلام ورسالته السامية، وحماية المجتمع من المحتوى السلبي والضار، علنا نصل إلى إعلام وطني حقيقي يعالج القضايا بمهنية، ويساهم بتنمية ثقافة المجتمع وتطوره.








طباعة
  • المشاهدات: 8720
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم