01-01-2020 02:00 PM
بقلم : شادي خليفات
ينتفض الأردنيين هذه الأيام وبكل ما أوتوا من العزم ضد أتفاقيةُ الغاز المبرمة مع الكيان الإسرائيلي المتواجد على أرض فلسطين الحبيبة، والذين يعبرون عن رفضهم لهذه الأتفاقية وما شابهها من ألاتفاقيات، لِما شابها من اعتراضات تتقاطع مع الكثير الكثير من الثوابت الأردنية الفلسطينية خصوصاً والعربية والانسانية عمومآ ، فيصدحون بحناجرٍ حديدية رافضين هذه الأتفاقية ومُعلنينَ إنها أتفاقيةُ دمٍّ لا أتفاقيةُ غازٍ.
وهنا يسجل التاريخ بأعرض صفحاته موقفاً يقف من خلاله وِقفة إكبارٍ و إجلالٍ لشعبٍ رغم شدة عوزه وقلة ذات يده الا انه يرفض غازا" لوثَ طهر دم ارتوت به اقدس ارض عرفت اقدس البشر، ويقف وقفة عزٍ لمثل هذا الموقف ومحاولة الشعب ثني حكومتة عن الإستمرار بتنفيذ بنود هذا الإتفاق المشين بحق كل أردني غيور على بلده وعلى فلسطين التي ننتمي لها كلنا كعربٍ، إما عقيدة أو اصولا.
فكيف لنا أن نستخدم غاز كيانٍ إعتلا على أطهر بِقاع الأرض واقدسها وأزال من الوجود اسماء مدن وقرى كانت محفورة عالحجر فأصبحت ذكرى عند البشر، غازٌ ينبع من أرض ارتوت حد الثمالة من دم العرب جميعا، شرقة بغربه، حتى تكاد الأرض ان ضربتها بمعولٍ تنفرُ دما طاهرا زكيا مذكراً العرب شعوبا وقاداتٍ بوجوده حيا تحت الثرى، لا بل منادياً ومُناجياً اياهم، ألا اكرمتموني يا أحبتي. ينادي لعله يُسمع ان كان بينهمُ من سامعٍ.
في خضم هذا الرفض يتجلى موقف الشارع الأردني الموحَد المتوحِد فيخرج بأبهى صُوَرِه، ويساندهم النوابَ في مجلسهم وفي رأيهم ان الدمَ لا يصبحُ غازً، وإن عهدنا لشُهدائنا في مكانه ثابتٌ كجبل الزيتون، واضحٌ كالمسجد الأقصى، صعبً كدربِ الآلام، صادحً كالمهد والقيامة، لا يتزعزع حتى القيامة، فبرغم ألالم يزداد الأمل وبرغم الجوع والعَوز، يرفضون ويرفضون وسيبقى الشعب يرفض إلى أن يُؤتى عليها فتُرفَض.
الشعب الرافض للاتفاقية الجالس بغياهب تفاصيلها، السامع عنها الجاهل بها، يصرخ ويصرخ والنواب يصرخون والجميع يصرخ.... وانابيب الغاز تمتدُ وتمتد.. فيا طريق البترول قد أصبحت طريق الغاز.. فأن رأيتم ان الغاز احمرَ اللون.. فلا تسألن عن السبب..
شادي خليفات