18-12-2019 12:05 PM
والواقع مميت أ.أبناؤنا يقضون ثلثي النهار في أماكن مزرية عديمة التدفئة وعديمة مياه صحية وممنوع عليهم أن يشربوا....ومنافع تعج بالأوساخ والكراهات! فلا يتمكن أبناؤنا من قضاء الحاجة في المنافع الصحية ويتعرضون لأمراض الكلى والكبد ! وآن تناولوا الوجبة التي يحملونها فلا يمسكونها بأيد نظيفة ..ولا من يدرس الحالات الخطرة الناتجة عن سوء أوضاع المدارس ...ونحن نؤمن ونرسل أرواح بريئة لا يعلم حجم العذاب الذي تتعرض له تلك الأرواح .. والحرمان والارتجاف في الشتاء وأمراض المفاصل والقصبات...وفي الصيف اختناقات في الجسد والرئتين والتعرق وضيق الخلق والانهدام الجسدي والكسل نتيجة عدم توفر المناخ الملائم لحرارة الجسم .
نرسلهم كأننا آمنين مطمئنين أننا فرغنا بيوتنا منهم وأرسلناهم ليتلقوا العلم والتربية والبطيخ .
نرسلهم ... ونرتاح من تدريسهم وفوضاهم الجميلة لنتفرغ من هجمة الواجبات تجاههم لسويعات !
نرسلهم في امان الله دون أن نتحرى لوعة السويعات التي تهدر أعمارهم وصحة أجسادهم ونفسياتهم ومعاناتهم ! وكل ما نفعله بعد عودتهم من كيبوتسات التعليم والتغريم هو التدريس والقسوة والتحفيظ واللجوء لإبقائهم تحت ضغوطات تصل آلى التأنيب والعنف والشد ليرفعوا رؤوسنا المنخفضة بعلاماتهم .
(احفظ ادرس لا ترتاح ...ممنوع ...محروم امتحانات اختبارات معدلات ...واجبات مكتظة ...كتب ضخمة ...حقيبة لا يحملها حمار يحمل أسفارا ) نتعامل معهم ليس بأفضل من مستويات المنافع ودرجات حرارة الصفوف...ودرجات حرارة التقريع التربوي من الهيئات التدريسية التي لا تدرك معنى النفس الطريه في صدر أبنائنا! تلك الهيئات التي لا تحسن عند الخطأ سوى التعنيف والقصاص !
ونحن لا نعلم ما الذي جرى للمدارس من تمسكها بموضة القصاص ! فأنت تزور المدرسة وترى طلابا فتيان وأطفالا مقاصصين خارج العلب الصفية ...يقفون بذل وامتهان! القصاص !! هل يحل مشكلة ؟ القصاص يحرم ويقتص من قلب وصحة ونفسية ومعنويات التلميذ !! القصاص يؤشر على فشل تربوي مقرف ذريع في المدرسة وفي شخصية المدرس ..!
القصاص أيضا مثل حمامات المدارس ونفسيات المعلمين..الذين لا يعثرون في تربيتهم على أسلوب بناء جميل الأسلوب لحل مشاكل فلذات أكباد مسكينة مستكينة! سألت طفلا لماذا تقف خارج الصف يا حبيبي وترفع ساقك...وكدت اتدخل لأمسك معلمة الصف في الداخل من خناقها وأصبح مثلها :
قال : عشان مش لابس بنطلون المدرسة!
قلت :
يا ملعون أبو البنطلون !
أليس فيكم معلم أو مدير حليم ؟ أنت تحرم الطفل من حصته عشان بنطلون! أليس في إدارات المدارس شيء عظيم من حمام وماء ودفء واحترام وبديل لقصاص البنطلون ؟؟
هي إدارة بائسة خاسرة تلك التي ترى مقاصصة التلميذ وتباركه !
كله بائس! بؤس الجذور الميتة تحت تربة حية لم يسقها الزارع ولم يعلم بأن الزرع يسقى من ماء واحد ! هو العطف والحنان!
إن الداء الذي يتعرض له الجيل بعد الجيل! يتضخم ..! ونصرخ من مخرجات التعليم ..أناس مذلولين..مرضى ...عاهات...حاقدين ...يقلدون من رباهم ..يصبحون نسخا طبق الأصل عن من عنفهم وأذلهم وحرمهم!!
جيل بعد جيل ..ويستشري الوباء على جميع الأصعدة!
ناهيك عن الأمراض ...فنسبة إصابة أبنائنا بالتلف والتليف والسرطانات والكلى والكبد والروماتيزم و.....! كبيرة !
ونعلن عن أمراض تصيب الفتيان والأطفال ولا أحد يرجع لدراسة مضاعفات الإهمال في المدارس ! المناخات المدرسية تشبه المناخات الجامعية...تصبير وتسليك يؤتي بالتسليم بقدر الله ...ولكنه قدرة القائمين على جمع ملايين الأرواح في كانتونات غير ملائمة للغنم والمواشي !
حتى المدارس الخاصة لا يتوفر فيها حمامات صحية مستديمة النظافة والتعقيم ...ولا يتوفر فيها المياه الصحية باستمرار ...فالجفاف والعطش يدفع الطوابير من أبنائنا إلى أمراض تعرفها وزارة الصحة وحتى الآن لم ترفع سوية تدخلها ومسؤولياتها على خدمات المدارس اللوجستية..! وها نحن نتغنى باكتشافنا انفلونزا الخنازير وأننا كشفنا وعرفنا...!
المصيبة أن انفلونزا الخنازير تدمغ المدارس أولا ...فالجراثيم في يد التلميذ بعد دخوله المراحيض القذرة لا يجد الماء وإن عثر على الماء في قارورة تعطيها له امه ..فهو ممنوع من إدخالها الصف ..وإن حاول غسل يديه وقفاه فلا مجال لتطهير جراثيم الوباء عن جسده ويديه!
إنها وساخة القائمين على قتل الضمير والإحساس بالابرياء الذين غدا سيتحولون إلى ناس ..وأي ناس !