30-10-2019 09:40 AM
بقلم : محمد الطرودي
عَبْدُ اللّهِ الثّاني بْنُ الحُسَيْن بْنُ طَلالٍ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنُ الحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ القُرَشِيّ هو ملك المملكة الأردنية الهاشمية منذ 7 فبراير شباط عام خلف أبيه الملك الحسين بن طلال في الحكم بعد وفاته. يعود الملك عبد الله الثاني بنسبه إلى بني هاشم وتحديدا إلى الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب من ابنه الخليفة الراشد الخامس الحسن بن علي حفيد النبي محمد من طريق ابنته فاطمة الزهراء؛ إذ هو فرد من السلالة الهاشمية الحاكمة التي حكمت الاردن منذ 1921، والتي تُعدُّ كذلك ثاني أقدم عائلة حاكمة في التاريخ بعد العائلة الإمبراطورية اليابانية لم يزل أفرادها يتناوبون على الحكم وذلك منذ بداية حكمهم باسم شرافة مكة
وُلد الملك عبد الله الثاني في عمّان ليكون النجل الأول لوالده؛ الملك الحسين بن طلال من زوجته الثانية ذات الأصل البريطاني الأميرة منى الحسين. بعد ولادته بفترة قصيرة وبكونه النجل الأكبر للملك السابق آنذاك، حمل عبدالله لقب ولي العهد إلى حين نقل الملك الحسين ولاية العهد إلى أخيه الحسن في عام 1965 م بسبب الظروف المحيطة بالأردن آنذاك، ومن ثم أعادها لإبنه عبد الله مرة أخرى عام 1999 م، وذلك قبيل وفاته بمدة قصيرة لا تتجاوز أسابيع قليلة. بدأ الملك عبد الله دراسته في عمّان، وأكمل تعليمه في الخارج. وبدأ الملك مسيرته العسكريةعام 1980 م بكونه ضابط متدرب في الجيش العربي، وليكون بعدها في عام 1994 م قائدا لقيادة العمليات الخاصة الأردنية، كما ترفع فيرتبته عام 1998 م ليصبح عقيدا. تزوج الملك عام 1993 م من زوجته الوحيدة رانيا الياسين ذات الأصل الفلسطيني والتي حملت بعد زواجها اسم رانيا العبد الله. وقد أنجبا أربعة أبناء هم، الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد المملكة، وإيمان بنت عبد الله الثاني وسلمى بنت عبد الله الثاني وهاشم بن عبد الله الثاني.
الملك عبد الله الثاني، وبكونه الملك الدستوري للبلاد، عمل على الانفتاح الاقتصادي عند اعتلاءه العرش، وهو الشيء الذي ما زال محط انتقاد من قبل الشعب الأردني على الرغم أن الاقتصاد أصابه في السنوات الأولى ازدهار استمر إلى عام 2008 م. وفي السنوات اللاحقة على ذلك عانى الاقتصاد الأردني من صعوبات جمة نتجت عن الركود الاقتصادي عام 2008 م وما اصطلح على تسميته باسم الربيع العربي الذي كانت قويا ومنتشرا بشكل كبير؛ متضمنا انقطاعا في الإمدادات النفطية والغازية من الدول المجاورة وانهيار في التجارة معها كذلك. عام 2011 م عمت مظاهرات واسعة الشوراع في مختلف مناطق الوطن العربي. وعلى الرغم من كون الكثير من تلك الانتفاضات قادت لحروب أهلية في تلك الدول، إلا أن الملك عبد الله استجاب سريعا للاحتجاجات في الأردن عبر تغيير الحكومة وإدخال تعديلات وإصلاحات تشريعية ودستورية على الحياة السياسية والحريات في البلاد. في عام 2016 م أعيد إدخال نظام الانتخاب النسبي مجددا، الشيء الذي قيل عنه أنه يُعدّ خطوة إلى الأمام من أجل إعادة الحكومات المنتخبة للبلاد مجددا. تلك الإصلاحات أخذت مكانها في جو مضطرب في الإقليم غير المستقر، بما في ذلك دخول 1.4 مليون لاجئ سوري للبلاد التي توصف من قبل البعض بكونها محدودة الموارد، والتهديدات التي أخذ تنظيم الدولة يمثلها على الأردن من حدودها الشمالية فالشرقية.
يُعد الملك عبد الله الثاني شخصية مشهورة على الصعد المحلية والإقليمية والدولية في إدارته للبلاد والحفاظ على استقرارها، كما يعرف بدوره في الترويج لحوار الأديان بهدف التعايش الديني بين أتباع الديانات دون سفك للدماء والحروب، كذلك يعرف بكونه محاربا للغلو والتطرف وداعيا إلى الوسطية الإسلامية الحقيقية. وبكونه صاحب ثالث أطول مدة حكم بين زعماء الدول المسلمة، فقد عده المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية الشخصية المسلمة الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2016 وذلك في القائمة التي يصدرها المركز متضمنة الخمسمائة المسلمون الأكثر تأثيراً. والملك عبد الله هو الوصي على المقدسات في القدس؛ الإسلامية والمسيحية منها على السواء. تلك الوصاية التي حملها الهاشميون منذ 1924 م.