حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5663

أثَر النُّكتَة عَلَى المُجْتَمَعِ الأردُني

أثَر النُّكتَة عَلَى المُجْتَمَعِ الأردُني

أثَر النُّكتَة عَلَى المُجْتَمَعِ الأردُني

26-10-2019 11:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. منذر عبد الكريم أحمد القضاة
التَّعَامل مَع الكثير مِن الأوضَاعِ في الأردُن أصبَح مِن خِلال تَداول النُّكتة وَنشْرِها، وَالتي أصبَحت للأسَف الشَّديد تَأخذ رَوَاجاً مُتَسَارعاً ، وَعلى نِطاقٍ وَاسعٍ ، والتي لم تَتْرُك بَاباً مُغلقاً إلا وَطرقته ؛ فَمنها مَا يتعلق بالأوضاع الاقتصادية ، أو السياسيَّة ، أو الاجتماعيَّة في المُجتمع ، وَحتَّى لَم تَسْلم مِنْهَا أمور الدِّين ، وَخاصة المُناسبات الإسلاميَّة ، وَعند اعلان شهر رَمضان ، أو الأعيَاد الإسلاميَّة من خلال تَداول النُّكات المُضحكة التي تَمس الإسْلام ، وَالتِي تَنْتَقِص مِن قِيمته، وَتؤدِّي إلى الطعنِ فيه .
وَقد استخدمت النُّكتة من قبل أعداء الأمَّة مُنذ زَمن طويل للتأثير على الشعوب العربيَّة ، وَزرع الفُرقة بينهم ، وَبناء الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد ، وهي سِلاحٌ خَطير يَعمل في الأغلب على تشويهِ الحقيقة بقُدرتها العَجيبة عَلى اختراقِ الفئاتِ الشعبية ، وَسَلب إرادة المُتعاطي مع النُّكتة ، وَالتَّسليم بالكاملِ لِمُحتَوياتها .
وَيتم تداول النُّكت في الوقت الحاضر على نطاقٍ واسع في الأردن ممَّا يُعتبر دَلالة واضحة على قبولِ الكثير من أفرادِ المُجتمع الأُردني لهذا الفكر المريض .
وَتجد النُّكتة تأخذ طريقها بين النَّاس من خلالِ تَسارع ٍكَبيرٍ مُمنهَج في وسائلِ التَّواصل الاجتمَاعي ، من خلال تداولها عبر أجهزة الهَاتف الذكي، وَنشر الفيديوهات المفبركة ، والصور ، وَالبوستات ، وَتنتشر النُّكتة بسرعةٍ كبيرةٍ ، وَبطريقةٍ تَهكميَّةٍ ، وَبلغةٍ عاميَّةٍ وَمُفرداتٍ بَسيطةٍ ، وَبغض النَّظر عَن من يَعتبر أنَّ النُّكتة هي وسيلة فعالة في إيصالِ رسائل متعددة تهدف إلى التغيير والتعبير عن الرأي ؛ فهي وسيلة غير شرعية ، وقانونية ؛ للتعبير عن الإحساسات ، والأفكار المُحرَّمة ، وَالمكبوتة ، وَالممنُوعة ، والنُّكتة في المجتمع الأردني في مُعظمها تَسير في اتجاهٍ مُعيَّن ، تَعكس حَالة سَلبيَّة من إظهارِ الرفض ، والاحتقان ، وَالغضب من تردِّي الأوضاع الاقتصاديَّة ، والتعليق المُتَجنِّي على الأحداث والأوضاع الاقتصادية التي تَشهدها الدَّولة الأردنية ، وَمن مَظاهر النكتة المنتشرة في المجتمع الأردني الصُّورة الهَزليَّة ، وَرسمة الكاريكاتير من خلال الترميز ، والإشارة ، والإيحاء ، والتورية ، والتهكُّم غير المباشر، والتي تساهم في فرض حالة رفض الواقع ، وَالشعور بالاكتِئَاب ، وَالمرارة ، وَغسيل المُخ ، والتأثير على الفِكر ، وَسَلب الإرادة .
وَالنكتَة في هذه الأيام انعَطفت بِشكلٍ خَطير ؛ لهدمِ قيمِ المُجْتَمع ، مِن خلال تَشويهٍ وَاضح لصورةِ الحاكم ، والمسؤول ، وَالشيخ ، وَعَالم الدِّين ، وَالدُّعاة ، والمُعلِّم ، وَرجال الجيش والأمن ، وَالزوجة ، وَكبار السِّن ، وغيرهم ، والتَقليل من قِيمتهم ، وَالحط مِن قَدرِهم ، وَجعلهم أداة للسخرية والتندر ، وَالتَّفكُّه في المجالس ، وبالتالي مارست النكتة دورها المطلوب من أعداء الأمة بقوة في تفكيك المجتمعات، والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد .
وأصبح الكثير ممَّن يتلقى هذه النُّكت في مجتمعنا الأُردني على اختِلافِ مُستوياتهم الثقافية ، والعمرية يَقوم بنِشرها ، بِدون أيِّ وازعٍ دينيٍ أو خُلُقي ، وَتفاقم الأمر بِشدَّة ، وَأصبح التشكيك في الإنجازات الوطنية ، وهدم القيم الاجتماعية ، واغتيال الشخصيَّات المُبرمج، وَصناعة النموذج السيء كقدوة ، وَالبحث عن السَّعَادة المَزعومة من أهم سِمات وَمُخرَجات النُّكتة الأُردنيَّة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5663
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم