بقلم : د.عائشة الخواجا الرازم
سأسرد بالمقابل حادثة تشبه القصة حدثت معي أنا وزوجي في بلاد المجرمين الكفرة اولاد الشفرة :
كنت أتكزدر أنا وزوجي في حدائق ديترويت ونمشي الهوينا ... وإذ بنا نشاهد على الضفة الأخرى مقابلنا كرنفالا يرتفع فيه علم فلسطين ...وترتفع أصوات موسيقى وأغاني لامست قلوبنا.
فما كان منا إلا أن رجعنا لسيارتنا السياحية المستأجرة لمدة أسبوع ، وبحثنا بأنفسنا عن طريق يوصلنا ويؤدي للمشهد غير البعيد ..
وجدنا أنفسنا في نفق وزوجي يقود السيارة وكان في وسط النفق نقطة تفتيش رسمية .
سألونا إن كان معنا ممنوعات أو دخان أو سلاح فأجبنا بالطبع لا ...ولم يتم طلب أية وثيقة أو تفتيش . غير السؤال .
....
وصلنا الكرنفال وتمتعنا وتناولنا الغداء والتقطنا الصور واكتشفنا أننا في كندا !!!
وعند العودة ...شاهدنا طوابير من السيارات تخرج من النفق المغاير الفخم والطويل ونقاط أمن وشرطة وتفتيش دقيق ... ولفت انتباهنا أن الشرطة تدقق في كل وثائق وجوازات سفر الخارجين المغادرين من كندا وتختم الجوازات ...
المهم ... وصل دور سيارتنا بعد عناء ...وحينما اقتربت الضابطة برتبة مقدم ومدت يدها لنسلمها جوازات سفرنا أسوة بالتصرف العادي للمغادرين ... قال لها زوجي :
لا نحمل جوازات سفر ...وضحك وأنا كنت غارقة ويلي أضحك وويلي أرتعش من الغباء والغفلة وقلة الإدراك التي أصابتنا دون تمحيص عند دخول كندا!!! دون أن نعرف أننا دخلنا كندا ...هكذا ...عالتسابيح ...
سبقت أبو حسين حينما مدت يدها مستعجلة والجو مكتظ :
Passports
قلت بسرعة قبل أبو حسين وأنا لا أستطيع أن أمنع نفسي من الضحك والهبل : You will
Laugh if u realise the ....
قالت لي : why r u
laughing mam
قلت : we've done something crazy
....
قاطعني أبو حسين قبل أن أضرب صحبة مع ضابطة الحدود قائلا بالعربي لي :
ممكن تتوكلي على الله وتخليني أشرح المصيبة اللي احنا فيها ...الموضوع مش مزحة ونكتة !
وقال لها باحترام :
Well Good afternoon Sir ...we entered Canada by mistake... we don't carry our passports
أدركت الضابطة أن في الأمر إن ...!
كانت الضابطة تحول مسار سيارتنا إلى جانب مخصص لتتمكن من تشخيص البلية العجيبة !
اتفقت أنا وأبو حسين أن أتحدث أنا لأغلف الموضوع بالحقيقة الدرامية بأسلوبي ...فضرب كفا بكف وقال : هسهست أم حسين ... يا عائشة احنا في ورطة مرتبة ... كيف نحول الموضوع لدراما ؟ كيف ؟ يعني نشرح أننا أعجبنا بحفل ألفيس بريسلي ( كان الحفل في ذكرى بريسلي قريبا من حفل راية ودبكة فلسطين ) ...ودخلنا عالسبهللة ...هيك بدك يعني ؟ بتفكري هذا الحكي وين بنباع ؟ على أمن ومخابرات كندا ؟
قلت : أرجوك خليني أحكي أنا !

اقتربت الضابطة الطويلة الجميلة العابسة بعد أن نظمت بعض الأمور بطوابير المركبات التي أبعدتنا عنها إلى موقف جانبي وبدأ الحوار ومعها ضابطان :
شرحنا لها عفوية الدخول وأخبرناها بأن جوازات سفرنا موجودة في الحقيبة اليدوية في غرفة كذا وفندق حياة وأخبرها زوجي أنه كابتن طيار على رحلة رقم .... وأننا سنعود إلى الأردن بعد غد ...
سجلت كل الإفادة وهي تهز رأسها وأنا اتحدث وأضحك وهي تقابلني بالضحك قائلة : That's a very strange Story

أجبتها أنا سأكتبها ... وأنا أزداد ضحكا وأمد رأسي ليرتطم بكتف أبو حسين وأبو حسين مكشر فقالت : your wife is so friendly Cool down
أخذت اسم الفندق ورقم الغرفة ومكان حفظ الجوازات بدقة !
طلبت منا النزول للاستراحة استأذنت من زملائها وأخذنا الحديث عن الأردن والجو وتمنت زيارة البترا وسألت أي فصل أنسب لها لزيارة الأردن ...فأخبرناها بأن الربيع هو أجمل الفصول وخلاب .وتعهدنا باستقبالها هي وعائلتها وندور بها في ربيع الأردن ... واستبقلتنا مع الضباط الآخرين في الاستراحة والماء والقهوة ...والدردشات ...وبعد أن أخذوا كامل تفاصيل موضع جوازات السفر توجهت سيارة أمن خاصة إلى الفندق وأحضروا الجوازات.. وكان ضابط الأمن يسرع ويلوح الجوازات ضاحكا أيضا : We got them !!!
وحينما طلبت الذهاب إلى الحمام رافقتني شرطية لتدلني بكل احترام ووالله لم يتم تفتيش أجسادنا ولا ملابسنا ولا سيارتنا! والله !
وبالفعل كانت من سويعات المخاطرات والمغامرات الرائعة والتي تكشف حجم إدارة البشر الرفيعة ...
صدقوني أن كل كادر الحدود عرف بقصتنا ويمزحون معنا ويضحكون ونحن نكتة ورا نكتة ...واطعمونا بسكويت ورا بسكويت... وخلال الدردشات قلنا لهم ( دغ بلغ ) إننا تناولنا أيضا الغداء الشعبي في حفل فلسطيني كندي وتحدثنا قليلا عن أكلات فلسطين ( ما ظلش في حياتنا غيرها ) مع مشاهدة حفل بريسلي ...وصافحناهم وشكرناهم ... وبعضهم أعطانا اسمه والضابطة لوحت بابتسامة لنا ونحن نقول: Hoping to see u in Jordan soon وهم معها يلوحون بكل حنان :
Take care of yourself
God bless
...!!!
تلك هي بلاد الكافرين ونحن الكبار المؤمنين!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا