07-09-2019 03:02 PM
بقلم :
الأزمة ليست أزمة شعب والخطر الحقيقي لن يواجهه الشعب حتى وإن كان الجوع والذل والقمع والجهل والأمراض وإنعدام الأمن وأي آفة أو كارثة ، فالشعوب مهما تعرضت لكل تلك الأشياء لا تموت ولا تتغير ليأتي غيرها في أرض وقطر ...!!!
..فهل يعرف أحد شعبا قتل وأفني بأكمله ..؟ وهل سمع أحد عن شعب سجن بأكمله..؟ وهل مر على أحد منذ بدء الخليقة أن شعبا مات من الجوع عن بكرة أبيه..؟ وهل ذكر في التاريخ من الأزل أن سلطة مهما بلغت قوتها إستطاعت نفي شعب بأكمله خارج بلاده وإستبدلته بغيره ..؟ وهل سجل التاريخ الإنساني أن حلت كارثة بشعب فأدت لإنقراضه..؟
..الشعوب إذا تحكم ، تضعف ، تقمع ، تجوع ، تستعبد ،ينتشر بينها الجهل والأمراض ، تحل بها الكوارث ، تحتل وتجتاحها الجيوش ، لكنها تبقى حيث هي ، تتكاثر ، تنتج أجيالا تلو الأجيال ، تتوارث الأمراض وتتوارث الأفكار السيئة والحسنة ، تتغير قيمها ، تجوع وتشبع ، تحزن وتفرح ، تضرب وتستعبد ، تحتل وتتحرر ، لكنها لا تموت ولا تنفى ولا تغير ولا تنقرض ..!!!
..لكن الطرف الآخر أو الفريق الآخر للعقد الإجتماعي وهي الأنظمة أو السلطات أو من يحكم الشعوب أو يتحكم بها ، فيعتريهم كل ما لا ينهي الشعوب ، فتغيرهم الأحداث ومرور السنين فيهرمون ويموتون ، وينهيهم المرض او الموت أو النفي أو كارثة وكل ذلك قد يحدث ، بسبب الجهل أو الطمع أو سوء الحظ حتى ...!!!
الشعب ثابت إلى قيام الساعة لأن الأفراد بشر يفنون لكن الشعب كشعب ليس بشرا لينتهي ، أما الحكم والسلطة والظلم والقمع فهي إما فرد وإما مجموعة أفراد (طبقة ) وهي بشر وأضعف من أن تتحدى جرثومة مرض ..!
..لذا فالأزمة عمليا وفي عمقها ليست أزمة شعب والخطر لا يداهم وجوده ، بل هي أزمة وجود وبقاء السلطة فردا كانت أم طبقة والخطر كل الخطر على من يعبث مع شعب ..!