31-08-2019 11:36 AM
بقلم : روشان الكايد
في الواقع آخذ نفسا عميقا قبل الكتابة ؛ حيث أجد أن الواقع في بلدي مليء بالحكايا التي تستحق السرد للعامة ، بل وإنه من الواجب تسليط الضوء عليها ، لكن يبدو أن الأمور في قنوات الحياة وأساليب العيش قد بدات تكتظ وتتجمع بصورة سريعة لا سلطة لايقافها ولا فرامل لإبطاء تسارعها الجنوني ..
المشهد دائما ثنائي الفكرة ، مملوء بالتناقض ، شعب شقي ومخذول ، وغني راغد بالعيش ومسؤول ، في كل مرة نراهن على طاولة الأمل بالحكومة الجديدة ، نعبر كاللاجئين بهمومنا واشتداد الحياة معنا وعلينا صانعين للتفاؤل حضور بحضور الوجه الجديد الذي سيقود المركب من جديد ..
اليوم الدولة تشكو التضخم في ازماتها الاقتصادية والاقليمية ، المؤامرات تحدها من كل صوب ، الغرف السياسية الكبيرة لا تجد حلولا عملية ونقية بعيدة عن الايادي الفاسدة ، رائحة الفساد باتت منتشرة بشكل علني وواضح وبصورة لا تطاق ، اصبحت شوارع درة الشرق وبوابة العرب عمان مزدحمة بيافطات البيع ، شركات كبيرة انسحبت من الاسواق ، تجار كبار وصغار ، مبتدئين وعمالقة ومخضرمين في عالم المال والتجارة والاعمال والعقار أعلنوا الاستسلام أمام كل هذه التحديات ، فحلول الحكومة باتت مستنسخة للمرة الألف كمسلسل قديم حفظت كل حلقاته بالهمسة والدمعة والابتسامة والجيئة والذهاب ..
الدولة التي يمارس فيها مجلس الامة سلطاته التشريعية وقدراته الخاصة في استخلاص اعذب القرارات من مسالك القانون لتتواءم مع مطالبهم الخاصة واستحقاقاتهم غير العادلة على بطولاتهم الرمزية في مضامير الوطن كالجدلية الجديدة حول احقية النواب بشمولهم بالضمان ، في الوقت الذي تخرج فيه الضرائب من الواقع والميدان لتجتاح الواقع الافتراضي وتصنع تمركزا جديدا وشريانا مغذيا لجسد الفساد من خلال التحصيل الجديد المفروض على الفئة التي تبحث عن لقمة العيش عبر التجارة الالكترونية بعد ان اغلقت الاكشاك والمحلات والمطاعم والشركات والمصانع وتقلصت وانكمشت التعيينات وبقيت وفق معيار ( ابشر ! ) ، إن مثل هذا الواقع لايمكن أن يخرج منه حلا منفرجا لحجم الملفات المتراكمة ..
هل يعقل حجم التغييب الوطني وغياب الضمير الذي يعيشه المسؤول ؟!
هل هنالك من يصدق أن آلافا من الأسر اليوم باتت تتمنى الموت بدلا من مر الحياة وذلها ؟!
هل هنالك من يصنع حلا لشعب بات يحيا عيشة المديون المعدم الذي لا حول له أو قوة ؟!
هل هذا ما تأملناه من الحكومة الحالية والتي سبقتها .. وسبقتها .. ؟!
لا أعلم متى ستقوم المؤسسات المعنية بايجاد حلول اقتصادية ناجعة ومتى ستبدأ الحكومة السخية الوهوبة في نثر عطاياها على ابناء الشعب المتعب صبرا وانتظارا بدلا من مواصلة تكديس جيوب المسؤولين وارصدتهم التي كالنار تأكل ولا تشبع ..
نسأل الله السلامة لهذا الوطن
والصبر لأبناء هذا الوطن