25-08-2019 10:32 AM
بقلم :
حاولنا قطع الشارع للدخول إلى قصر العدل ... مارسنا أنا وزوجي عمليات مسك الأيدي والتشبث بالحياة أو الموت أمام عجلات المركبات الفاقدة لأدنى مقومات الذوق .
الناس معنا يصارعون ويحاولون اختراق عرض الطريق الذي لا يتجاوز عشرين مترا على الاتجاهين!
محاولات انتحارية مؤلمة للمشاة...من المحامين والمراجعين والألوف المؤلفة من البشر الذين يؤدون واجباتهم ويؤمون قصر العدل .
الكل يتقزز من موت بصيرة المسؤولين عن حماية المشاة . الكل يشتكي ويتوجع بحجم استسخاف مسؤولي سلامة المرور والمشاة في هذا الوطن كله .ولا من يستيقظ ويضحي بخطة عبقرية لحماية أرجل المشاة وكأن القيامة السوداء ستقوم لو تفتق عقل مسؤول عن مشروع ضاغط ملزم لاحترام المشاة .
لماذا نحتقر المشاة ونسترخص أرواح وكرامة الدم ونترك الطرق على عواهنها تشرم نفوس الناس ، وتتمتع المؤسسات المسؤولة بذعر المواطن ورعبه ثم تحطيمه وهرسه عند قطع طريق حيوي إلى مؤسسة حيوية مثل قصر العدل ؟ ثم يقولون المشاة مغامرون لا يحترمون الطريق!
ما الذي تتكبده البلدية وإدارات المرور والسير والأمن ، لو تدبرت فكرة استراتيجية بمنظومة هندسية صارمة بالألوان والشواخص الضابطة لفتح بصر السائقين باتجاه قيمة المشاة ! ما الذي يعتم على جباه أصحاب الرؤى والقرار أمام هذا الإهمال والاستخفاف بحق المشاة المنصوص والمنفذ على الطرق وأمام المؤسسات والمدارس والشوارع الطويلة والممتدة واللطيفة الموصله؟
يعلم كل مسؤول بأن حق المشاة في دول العالم مقدس...فلماذا نحن دون خلق الله نحتقر هذا الحق وتمضي العقود من السنين وتظل المطالبة بحق احترام المشاة تراوح بقعة الدم التي تتفجر تحت عجلات العميان من المسؤولين والسائقين ؟
يا فتاح يا عليم دهس الأم وابنتها لدى قيامهما برياضة المشي ومحاولة قطع الشارع للجانب الآخر ....
الخبر كان على نبض ... وكتبنا وناشدنا!
لكن إلى متى تستمر نداءات وتشنجات الناس المحزنة مطالبة بحق المشاة بسطور وممرات متخصصة ترغم سائق المركبة على التوقف فورا لدى وضع قدم الماشي على الممر المحفور الملون المرفوع على زاويته عمود عال بشاخصة ... ( ممر للمشاة ... توقف تحت طائلة المخالفة ) ...؟؟؟
أول أمس شاهدت سيدة وطفلها تحاول قطع الطريق في شارع الجاردنز ومن فتحة خاصة للمشاة مكسورة من الجزيرة أمام مخابز غيث تقريبا ...والممر أسود ملوث بهتت تلويناته التي تجذب انتباه السائق ...وبعدما حاولت عدة مرات وكانت تصارع نجحت وهي تجري والسيارات تتسابق على إطلاق الزوامير كأنها قامت القيامة لدى توقف سيارة لها على المسرب المحاذي للمحال التجاربة ... وبالفعل والشهود ينظرون صدمتهما سيارة كانت منطلقة من يمين السيارة التي توقفت لها ...وأمام عيني ... وانا أضع كيس الخبز في سيارتي المتوقفة أمام المخبز المسموح ... هرعت الشرطة من على دوار الواحة والناس تصرخ ... ( يا ويلي ... دم ... دم ... راحت البنت وأمها ) ...
وأنا أردد ضد العميان الطرشان المسؤولين على المرور والسلامة المرورية وهندسة المرور وسلامة الإنسان : منكم لله يا قتلة ... منكم لله يا مجرمين ... منكم لله يا جهلة ... منكم لله يا متخلفين !!!! هل هو مستحيل وعسير وكارثة هندسية وتخطيطية لو تم وضع خطة إنشائية تحفظ حق المشاة بقطع طريق مأهول أو حتى مهجور ؟؟؟ اعتقد أن العقول المسؤولة عن الطرق والمرور وشبكة النقل وحق الناس في الأرض بسلامة الدم هي لدينا مدهوسة مهروسة منكوبة بين الأمم!!!
أختم قولي بعبارة مكررة : منكم لله !!!
. والناس تصرخ ...
الله غالب ...