سرايا - موسى العجارمة - موهبة فنية فذة يستحق الوقوف عندها ووصفها بارقَ المفردات التعبيرية المنمقة ، لطالما تمكنت ان تكون نسخة طبق الأصل عن النجوم العالميين الذين يخلقون حالة فنية تعبيرية من مشهدٍ واحدٍ ،حلقت وإبدعت ولم تنظر على عدد المشاهد والورق ،انما طموحها الابرز يكمن بخلق حالة من الإبداع اللامتناهي .

تمكنت عبر أدواتها الاستثنائية التي من الاستحالة الوجود مثلهم ان تكون بطلة مطلقة في دوراً يقال عنه ثانِ ؛ وان تؤكد للجميع مصطلح النجومية ليس بكم الورق ومساحة الشخصية ،انما مفهومه يتعلق بالثقافة والفكر والاحساسيس التي ينبغي فهمها جيداً .

النجمة المصرية حنان مطاوع فتحت قلبها لـ"سرايا" وتحدثت عن الكثير من المواضيع الفنية والخاصة من خلال المقابلة التالية :

1- نتحدث بالبداية عن مسلسل لمس أكتاف الذي حقق نجاحاً كبيراً في شهر رمضان الماضي: 

أ- ما شعورك بالاصداء التي حققها المسلسل ؟

سعيدة للغاية ،مسلسل لمس أكتاف فاق كل أحلامي ،كون شخضية عايدة تم الاحتفاء بها من الجمهور والنقاد سواء على السوشال ميديا او في الشارع ، للأمانة وجدت تقديراً كبيراً بهذا المسلسل ،وهذا شيئاً مهماً بالنسبة لي ،لطالما عزاء الفنان ما بعد التعب والجهد هو النجاح والإقبال .

ب- كيف استطعتِ التعامل مع شخصية (عايدة) لكي تخرج بالصورة الجميلة التي نالت إعجاب المشاهدين؟

أسعى دائماً على مذاكرة شخصياتي بعناية كبيرة ،وعلى أن أطور من أدواتي ،ودائماَ أتخيل ان الفنان عبارة عن آلة تصوير تلتقط كل ما حولها من هموم وألم وأفراح الناس لذلك يصبح الفنان بداخله نماذج إنسانية ذات مخزون ضخم يتمكن من توظيفها عندما يجسد اي دور .

وينبغي على عاتق الفنان ان يرى ما بداخل الناس لكي تكون وظائفه التعبيرية دقيقة للغاية .


ج- زميلك ياسر جلال قال آنذاك :" شديت ظهري بحنان مطاوع "،ماذا يعني لكِ هذا ؟

كانت جملة مجازية بليغة ورقيقة منه ، كان مقصده إن وجودي مصدر قوة بالنسبة له ،ولكن أنا أرى العكس تماماً لأنه نجماً مهماً ولديه قاعدة جماهيرية عريضة ،وكان العمل معه فائدة هامة بالنسبة لي ، وياسر زميل عزيز على قلبي .

2- ما بعد هذه المسيرة الحافلة ،من اكثر زميل حققتِ معه معادلة صعبة  ؟

 أحرص دائماً  على خلق حالة إيجابية بين جميع زملائي وزميلاتي الذين أعمل معهم ،وأسعى على الاستفادة من تجاربهم بالقدر المستطاع ، وحتى لو كان الشخص الموجود أمامي يفتقر للموهبة التزم بخطي الدرامي وأركز على كركتر الشخصية التي رسمتها لنفسي .

واستمتعت بالعمل مع عدد من الفنانين كان منهم : الاستاذ فتحي عبد الوهاب والاستاذ ياسر جلال والدكتور يحيى الفخراني والاستاذ نبيل الحلفاوي والاستاذ نور الشريف رحمه الله ،والزميل الغالي على قلبي هاني سلامي ، وسعدت بالتعامل أيضاً مع أحمد داوود ومحمد فراج كونهم الأكثر موهبة من شباب جيلي .


3- كان لكِ تصريح صحفي بعنوان:" لم أرث الفن" ،هل يعقل بأن والديكِ لم يكن لهم دوراً بصقل موهبتك ؟

كان لهم دوراً كبيراً بتربيتي وفضلهم على رأسي من فوق ،كون ولادتي في منزل فني جعل برؤيتي صبغة فنية مميزة ،لأنه عندما يكون بداخل المنزل فناناً تصبح رؤية الاشياء بطريقة مختلفة ، وبفضل الله رؤيتي واستعابي للفن كانت مختلفة .

ودخولي للفن لم يكن له علاقة بوالدي كونه توفي قبل دخولي للفن اثناء دراستي الجامعية ،ووالدتي للامانة لم تقدم لي شيئاً بهذا الخصوص ، كوني بدأت الفن بأدوار صغيرة ،وأذكر دوري في مسلسل حديث الصباح والمساء كان (11) مشهداً ، بالتالي لا يعقل أبداً ان تتوسط لي سهير المرشدي بقامتها وأنال أدواراً صغيرة ، لأنه لو حدث ذلك بالفعل لكنت حصلت على أدوار ذات مساحات كبيرة في بداياتي ،وهذا لم يحدث مع جميع أبناء الفنانين ، وأصلاً انا ضد ان يكون الفن وراثة ،لأني لن أقبل ان أخذ حق غيري وأنا ابتدأت الفن بعمر صغير والفنان أصلاً من صناعة الجمهور وهذا الأمر الوحيد الذي ينصعه الشعب العربي بنفسه ، لذلك من الأولى منح الجهور الحق بصناعة الفنان الخاص به كون هناك أموراً عديدة مفروضة على المجتمع العربي .

وفي بداياتي كنت أريد ان اقنع المشاهدين بموهبتي بحال أقتنعوا سأكمل الطريق وإن لم يقتنعوا سأنسحب بهدوء .



4- لم يختلف اثنان على ادواتك المميزة وحضورك الراقي كممثلة :

أ-لماذا حنان مطاوع لم تأتِ بطولتها المطلقة بعد ؟

هذا السؤال الأفضل توجيهه للمنتجين والموزعين ،وليس لي ،لانه من يمتلك رأس مال يمتلك القرار ،لو أني كنت منتجة بالتأكيد لإنتجت لنفسي الأن .

ب-هل هذا القرار جاء بإرادتك ام فرض عليكِ ؟

أكيد لم يكن بإرادتي ،لانه بالتأكيد لم يعرض علي عمل جيد من بطولتي ورفضت واكتفيت بادوار صغيرة على مدار مسيرتي التي تتراوح الـ(17) عاماً ، وانا كنت اتعامل مع كل دور يطرح علي على انه بطولة مطلقة مهما كانت مساحته ولا استهين به ، وأسعى دوماً على تقديم الأفضل وتطوير أدائي  لكي أخرج بطريقة جميلة .

ج- لماذا معظم  مشاركاتك جاءت  بالادوار التراجيدية المركبة  ولم نرى لحنان مطاوع أعمالاً بطابع أخر؟

بالعكس قدمت عدة أعمال مختلفة وكان منها قبل عامين  مسلسل حلاوة الدنيا مع صديقتي الفنانة هند صبري قدمت من خلال العمل شخصية سارة صديقة البطلة التي كانت البسمة في المسلسل والعنصر الكوميدي الذي يسعى دائماً على رسم الابتسامة على وجه صديقتها من أجل مواساتها ومسلسل هذا المساء قدمت به شخصية عبلة شديدة الانسيابية مع المخرج تامر محسن وكان لي مشاركة في مسرحية كوميديا بعنوان انا الرئيس وحتى بالسينما قدمت فيلم كوميدي بعنوان "اوعى وشك " وغيرها  من الاعمال  . 

5- لقبت حنان مطاوع على السوشال ميديا (وحش التمثيل) ،ماذا يعني لكِ هذا اللقب ؟

شرف كبير بالنسبة لي ،وسعادة كبيرة عندما يتم منحي ألقاب مميزة من الجمهور ،للأمانة سعيدة بهذا اللقب وأتمنى ان اكون بحجمه .



6- اوصفي ما يلي :


-مسلسل الست أصيلة :

كانت تجربة جميلة ودافئة ،والجمهور احب العمل كثيراً وخاصة الست فيفي عبدة وطارق لطفي .

-مسلسل سارة :

مسلسل سارة كان وجه الخير علي ،وبداية الانطلاقة القوية ،والعمل نجح كثيراً ، حينها حنان ترك حققت نجاحاً كبيراً ، وكذلك الأمر مع أحمد رزق وأنا أيضاً نلت نجاحاً جميلاً ،وللأمانة مسلسل سارة وفيلم قص ولصق مع المخرجة هالة خليل أكثر عملين حققوا انتشارًا لي  .

-مسلسل حديث الصباح والمساء :

كان هذا المسلسل أول عمل لي ،تجربة مميزة ووسيلة تعارف بيني وبين كاميرا التلفزيون ،كونه اول مسلسل تلفزيوني لي مع نجوم كبار وكاتب مهم كنجيب محفوظ والسيناريست المرحوم محسن زايد ،كانت تجربة مهمه جداً ،والمسلسل ككل من أفضل المسلسلات التلفزيونية في أخر 20 سنة من الدراما المصرية.

7- من اكثر زميلة من جيلك حريصة على متابعة اعمالها ؟

هناك أسماء كثيرة ، وللأمانة  أحب كثيراً طريقة عمل رهام عبد الغفور وهند صبري ومنة شلبي ومنى زكي ، وأحترم أسلوب عملهم جداً . 

8- من الفنانة المصرية التي تنافس حنان مطاوع ؟

كل زميلة لي تنافسني منافسة شريفة وأتمنى التوفيق والتميز للجميع ،لأنه جميل جداً ان تكون بين وسطاً مميزاً ، ولكن المنافسة الحقيقية لي هي نفسي لأني دائماً أنظر عليها واسعى أن أطور من أدواتي وأتلاشى أخطائي ، وان تكون موهبتي أكثر نضجاً ومصداقية لأنه اذا مر عام او عامين وبقيت على ما انا عليه سأفشل  فشلاً ذريعاً ،لأن قانون الحياة هو التطور ،وأحزن كثيراً عندما ننظر الى الخارج ونجد نجوم أوروبا وهوليود يشرف على تطورهم شركات هامة ، والفنان العربي يعتمد فقط على جهوده الذاتية ومع ذلك أسعى جاهدة على  ان أطور من أدواتي لكي يفخر بنا المشاهد العربي ويرانا لا نختلف بشي عن الفنانين العالميين من حيث النضج والاداء .

عن قرب

9- قرار حنان مطاوع بتجسيد الادوار المحتشمة ،كان سبب رئيسي بتغيبها عن البطولة المطلقة ؟

فكرة الاحتشام بالقدر المستطاع ترتبط بتركيبتي الشخصية وقناعاتي ولا علاقة لها بأمور أخرى ولا حتى برؤيتي للأشخاص المختلفين عني ، وسأبقى محترمة كل شخص يقدم على رأي وقرارات واتجاهات عكس فكري ، ولا أعتقد ان هذه المسألة كانت سبب بذلك وأصلاً لم يفوت الآوان بعد مازال هناك وقتاً لتحقيق ذلك . 


10- هل صحيح ان حنان مطاوع لديها خلافات مع عدد من زميلاتها ؟

ضحكت ..وقالت :هذا السؤال يطرح علي لأول مرة ،كوني لم اخوض اي خلافات او مشاكل مع أي شخص  ،وأصلاً متعارف على اني إنسانة بحالي وليس لي اي خلافات مع أحد .

11- هل خصعت حنان لعمليات التجميل ؟

أبداً لم أجري اي عمليات تجميل وأصلاً شكلي لم يتغير منذ بداية مسيرتي الفنية ، أنما كان وزني يقل وأحياناً يرتفع وحتى تجاعيدي بقت على حالها ، للأمانة أخاف كثيراً من اللجوء الى التجميل لأن الوجه هو هوية الفنان التي يوصل بها تعابيره ويعتبر أداة هامة بالنسبه له .

12- هل انتِ مظلومة فنياً ؟

لا أبداً لست مظلومة فيناً وأنا أكرة السلبية والتبجح بالمواقف البطولية واستدراج عواطف الناس ،والإنسان يأخذ دائماً نصيبه لأنه من جد وجد وبفضل الله لدي مكانة مميزة لدى الناس وهذا الشيء يسعدني كثيراً وأعتز به جداً ، طموحي الفني كبير ،ولكن لا أجد نفسي مظلومة فنياً .

13- بعد مسيرة استمرت حوالي (18) عاماً ،كانت مكللة بالنجاحات في مصر وخارجها :

أ-ماهي ابرز التحديات والصعوبات التي مررت على حنان مطاوع ؟

التحديات كانت كبيرة والتحدي الابرز كان : كيف أطور من نفسي وأدواتي ،وأصبح فنانة تمتلك وعي وفكر وثقافة أكثر من قبل ، وكيف أعبر عن مشاكل وهموم الأخرين وأشعرهم بأني جزءاً لا يتجزء منهم  ،وكان هناك تحديات تتعلق بالوسط الفني والحصول على الفرصة كون الفنان أحياناً يكون بمثابة موضة يرشح بكافة الاعمال ،وبعد فترة وجيزة  تقلب الامور وينسى مهما كان مخزونه الفني ،لأنه للأسف لا يوجد مؤسسات  ترعى الفنان ، وللأمانة هذا التحدي مازال موجوداً ،ولكن بذات الوقت كان هناك نجاحات كبيرة نعتز بها  .

ب- ما هي المراحل التي شكلت لكِ علامة فخر واعتزاز ؟

من المراحل الفنية التي أعتز بها كانت من خلال مشاركتي في مسلسل سارة ، وفيلم قص ولصق الذي حصلت به على عدة جوائز دولية على الرغم من صغر مساحة دوري الذي كان مشهدين فقط ، ومسلسلي دهشة وونوس مع الدكتور يحيى الفخراني ، وحلاوة الدنيا مع هند صبري وإخراج حسن المنباوي  ،والمسرحية المهمه جداً السلطان الحائر التي لقبت بها سيدة المسرح العربي الجديدة ، ومسلسل هذا المساء مع المخرج تامر محسن ،وأخيراً وليس أخراً مسلسل لمس أكتاف مع المخرج حسن المنباوي حيث هذا العمل شكل علامة فارقة بالنسبة لي .

14- لو أصبح لديكِ القدرة على افتتاح شركة إنتاج معنية بالمسلسلات والافلام ،أي لوناً من الدراما تفضلين تقديمه ؟

أفضل الدراما الاجتماعية التي تلامس الناس وتعبر عنهم ، ولكن ليس من الضرورة ان اقوم بإنتاجها ،لأنني لو دخلت مجال الإنتاج سيصبح لدي حسابين بين التجارة والفن وليس من السهل تداركهما ،وحتى  اضمن الاستمرارية كمنتجة سأقوم بالبحث عن المواضيع التي تجذب المشاهدين .

15- بعيداً عن الفن حنان مطاوع الى من مشتاقة اليوم ؟

مشتاقة الى كل شخص كان له تأثيراً إيجابياً بحياتي وذهب ، ومن هؤلاء الناس والدي وخالي رحمهم الله ،وهناك شخصيات كانت مهمه في حياتي ولكن القدر المحتوم قام بقراقنا. 

الأسرة

16 - ماذا تخيرينا عن زوجك ؟

زوجي من أهم الأشخاص بحياتي ، بل هو توأم روحي وسندي وداعمي الأول برحلتي الفنية ،وصديق حقيقي لا يعوض من النعم التي وهبني الله بها .

17- هل تأخدين رأيه بعملية انتقاء المسلسلات المطروحة عليكِ ؟

حريصة على أخذ رأيه ، ولكن ليس بعملية انتقاء الأدوار ؛ أنما ما بعد عرض المسلسل ، لأن عملية الانتقاء يكمن دورها على عاتق الفنان ،كونه عندما يقرأ الفنان السيناريو  إذ لم يجد نفسه بالعمل من الإستحالة إن يشارك به، ولكن أحياناً يكون هناك استشارات فنية من والدتي وزوجي وبعض المستشارين الفنيين ولكن القرار الأول والأخير لي بهذه المسألة .

18 - هل مازالتِ عصبية أثناء قيادتك للسيارة ؟

ضحكت ..وقالت :نعم أحياناً وخاصة في مناطق الازدحام ولكن أنا عصبيتي مكتومة ولا الجأ للصراخ .

19- ماذا عن جديدك ؟

أنهيت مؤخراً فيلم سينمائي بعنوان مبدئي (يوم مصري) إخراج أيمن مكرم وتأليف يحيى فكري ويشارك بالفيلم خالد النبوي وأحمد الفيشاوي ودرة ،وفيلم أخر من بطولتي بعنوان (قابل للكسر) إخراج وتأليف أحمد رشوان. 

20- كلمة أخيرة لمحبينك في الاردن عبر وكالة سرايا الاخبارية ؟

أشكر وكالة سرايا التي أتاحت لي فرصة التواصل مع أهلي ومحبيني في الاردن وأوجه تحية لهم ، وأتمنى ان أكون عند حسن الظن ، وأزور الأردن مرة أخرى كوني زرتها عندما عرض فيلمي (بعد الطوفان) ، وان التقي مع الشعب الاردني الذي أتمنى له الفرح والسعادة والنجاح والسلام .