حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5785

الحكومة البرلمانية ، الحصان و العربة

الحكومة البرلمانية ، الحصان و العربة

الحكومة البرلمانية ، الحصان و العربة

10-06-2019 07:41 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لا يؤدّي تغيير منهجية و طريقة الحلّ في الرّياضيّات إلى الناتج المطلوب ما لم تتغيّر المعطيات .

الرّؤى جميعها و على كافّة المستويات تتطلّع إلى الحكومة البرلمانية ، و تختلف الإجتهادات في الطريق الموصل إليها لكنّ أقلّ الطّرق أماناً و أعلاها كُلفة هو أقصرها في هذا المقام إذا نشدنا الهدف دون دراسة المعطيات الموجودة على الأرض ، نقاط القوّة و الضَّعف ، القدرة على الإستمرار و الإنتاج .

فنحن اليوم نشهد حالة هلاميّة على مستوى القوى في الأحزاب و الشارع ، إذ لدينا أحزابٌ تمثّل الكمّ على حساب النّوع و هذا واضحٌ في غيابها عن الساحة أو غياب تأثيرها على العامّة ، و حراكاتٌ موسميّةٌ بلا رأسٍ أو مرجعيّة و بلا برامج ، تنادي بمطالب فضفاضة ولا تطرح حلولاً منطقية .

و بإضاءة أكثر على الواقع ، لنفترض أن تلك الحكومة المنشودة قد قامت حقّاً ، و لنُجِب بموضوعيّةٍ على الأسئلة التالية في إطارٍ تجميعيّ حيث كنت قد طرحتها متفرّقة في عدّة مقالاتٍ في مناسباتٍ سابقة :

هل تستطيع حكومة الأخوان المسلمين - مثالاً - إدارة شؤون الدولة مع دول الخليج و الجارة المصرية رغم تصنيفها لدى تلك الدول كـ" جماعة إرهابية " أو " محظورة " ؟ أم أنّنا نرتضي بأن نغامر و نفحص ما إذا كان رئيس الوزراء الأردنيّ - عندها - سيُستقبل في تلك البلدان أم سيُعتَذَر عن إستقباله ؟ و ما أثر علاقاتٍ من هذا النوع المتنافر على مصير الملفات المشتركة كالعمالة المتبادلة و التبادل التجاري و التعليمي و السياحيّ إلى آخر القائمة المُنجَزَة التي إستقرّت بجُهدٍ جهيد و حرصٍ شديد ؟

و هل بمقدور أحزاب اليسار أن تتعاطى بدبلوماسيّةٍ و موضوعيّة مع الأنظمة الليبرالية المسيطرة عالميّاً ؟ فرغم كفاءة منسوبيها في العمل العامّ داخليّاً تبقى مسألة العقيدة نقطة إستفهام على صعيد التحالفات و السياسة الخارجية و لا يُعلَم مدى قبولها لدى المُحيطَين القريب و البعيد و كم سيؤثر ذلك على الدّفة التي تُدارُ بتوازنٍ منذ عقود مع مُعَسكرَين متضادَّين ما زالا يقتسمان النّفوذ و يتنافسان في التوسُّع ؟

و الأهمّ ، كم ستبلغ كلفة إصلاح ما قد يفسد من تلك العلاقات و ما الوقت اللّازم لإعادتها إلى نصابها ؟

أمّا باقي فئات المنظومة الحزبية و التي شكّل بعضها إئتلافاتٍ شكليّة لغايات التجميع ، فما الذي أثبتته من قدرات على صعيد الملفات المحلّية من طرحٍ للبرامج و الحلول و الرّؤى الصالحة للتطبيق ؟


الجواب على جملة الأسئلة أعلاه ؛ لا تسير القافلة دون حصانٍ " لو وضعنا العربة أمام الحصان فلن تسير " ، و المعطيات أساسٌ نحو المطلوب و الترتيبُ هُنا ركنٌ تختلُّ المنظومة بإختلاله ، و إنّنا إذا أردنا حكومة برلمانية فعلينا أن نضمن الحسابات التي تحفظ على أقلّ تقدير ما أُنجِز و إستقرّ من معاملات مع محيطٍ صعبٍ بعضه متنافر و بعضه الآخر متغيّرٌ أو مُرشّحٌ للتغيير ، و عليه ؛ لا بدّ من المكاشفة الذاتية و الإقرار بأن المنظومة المتوفرة الآن لا تخدم الأهداف المرجوّة أو قد لا تحسن التعامل مع الزوايا الحادّة للمحيط صعب المِراس .

إنتخاباتٌ نزيهةٌ تقرر فيها القواعد إفراز الأصلح من التكتلات الفاعلة المؤهلة سيحدث الفارق ، و سيخلق بدلاً من الأقلّية النيابيّة المعارضة أغلبيّة متمكّنة تمثّل كلٌّ منها معارضةً مؤثّرة في القرار .

لم يكتب التاريخ السياسي ناتجاً إيجابيّاً فوريّاً معقول الكلفة لكل التغييرات الراديكالية ، فطالما أن الإجماع مستحيل و الأطماح مختلفة و الرغبات متفاوتة ، يكون على الدّقة أن تلازم الحسابات قدر المستطاع .

لا ننكر على الجميع حقهم في العمل العام ، لكنّ لدينا من لا تتناسب دقّة المرحلة و المصلحة العامّة تسلّمه دفّة الحكومة ، و قد يكون الأنسب في أن تلعب تلك الفئات دور المعارضة التصحيحية الناصحة مرحليّاً طالما أن الوطن و رفعته هي الغاية المنشودة لدى الجميع بصرف النظر عن المواقع .

ربما يكون هذا هو التصوّر الأكثر سلامة و الذي يفرضه المصير المشترك ما لم يظهر من القوى من هو أكثر موائمة للظروف خارج الحسابات أعلاه قبل الإنتخابات المقبلة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5785
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم