حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19787

قيس الشيخ نجيب: أنا لعنة "مسافة أمان" و"حرملك" أصابني بانفصام

قيس الشيخ نجيب: أنا لعنة "مسافة أمان" و"حرملك" أصابني بانفصام

قيس الشيخ نجيب: أنا لعنة "مسافة أمان" و"حرملك" أصابني بانفصام

10-06-2019 08:40 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بين الفانتازيا التاريخيّة "حرملك" والواقع الذي يرصد معاناة السوريين بعد الحرب "مسافة أمان"، يقف الممثل السّوري قيس الشيخ نجيب على مسافة واحدة من العملين. فكلاهما يرصد مرحلة حسّاسة من تاريخ المنطقة العربيّة، وكلاهما اشتغل عليه بشغف.
يتحدّث عن البطولات الجماعية في سوريا، حيث لا يكتب النص على قياس النّجوم، ويؤكّد أنّ هجرة الخبرات السوريّة أدّت إلى إضعاف الدراما التي عادت اليوم لتنتعش من جديد.
 

يتحدّث عن الحرب العنصريّة التي تدور على مواقع التواصل الاجتماعي بين الممثل اللبناني والسوري، ويؤكّد أنّ التعاون بين الطرفين هو تبادل خبرات قائم من الستينيات، داعياً زملاءه إلى عدم الانجرار في حرب كهذه.
قيس الذي حقّق نجاحاً في مسلسليه، يأخذ فترة من الراحة قبل أن يعاود تصوير الجزء الثاني من "حرملك".
عن السباق الدرامي، الدراما السوريّة، تداعيات الحرب عليه كممثل، وغيرها من الأمور كان لها هذا الحوار.


-تشارك هذا العام في مسلسلين مختلفين بالكامل، "حرملك" وهو من نوع الفانتازيا التاريخيّة، و"مسافة أمان" وهو واقعي يرصد معاناة السوريين بعد الحرب. أين تجد نفسك أكثر، في عمل يضيء على تاريخ منطقتنا، أم في عمل يرصد معاناة واقع يريد كثيرون الهروب منه؟
-التجربتان بالنسبة لي على درجة واحدة من المتعة، "مسافة أمان" يتحدّث عن الواقع السوري اليوم، تاريخ معاصر جداً، يرصد نتائج الحرب وتداعياتها على المواطن السّوري اجتماعياً، نفسياً، واقتصادياً، ولناحية الطموحات والأحلام التي تبدّلت بعد سنوات من الحرب، من خلال شخصيات المسلسل ومنها شخصية يوسف التي ألعبها. العمل مهم لأنّه يوثّق هذه المرحلة من تاريخ سوريا التي لم تضء عليها الأعمال السوريّة بهذه الدقّة في التعاطي بصدق مع مشاعر الإنسان السّوري لدرجة اللاوعي لديه. بالنسبة إلى "حرملك" هو عمل تاريخي يتحدّث عن حقبة الاحتلال العثماني، حيث كانت يقيم فتوحات خارج المنطقة العربيّة، ويتعرّض لضغوطات يفرضها بدوره على الناس من خلال الضرائب، وجمع الأموال، ومن خلال الضغط على العائلات اقتصادياً وجرّ الشباب نحو التجنيد. ثمّة أعمال كثيرة تناولت الاحتلال العثماني لمنطقتنا، لكن هذه الحقبة لم يحكَ عنها كثيراً، وإن حكي عنها كثيراً فلم تأخذ الأعمال حقّها كما "حرملك" الذي يعرض على شاشة mbc وعلى LBCI. كما أنّ وجود النجوم الكبار أضفى شعبيّة وجماهيريّة للمسلسل. 
 


-البطل في الدراما السورية هو النصّ وليس الممثل

قيس الشيخ نجيب

- كممثل خضت تجربة البطولة المطلقة والبطولة الجماعيّة، ما هي إيجابيّات هذه الأخيرة خصوصاً أنّ النجاح فيها يوزّع على الجميع كما الفشل؟
بالنسبة لي البطولة الجماعيّة بغضّ النظر عن الفشل والنّجاح هي أمتع بكثير، لأنّ مستوى المسلسل يرتفع، حيث تكون المنافسة داخل العمل نفسه لخدمة العمل ككل، وغالباً الدراما السوريّة قبل الحرب كانت مؤسسة على البطولة الجماعيّة. وأنا أذكر دوري في مسلسل "على حافية الهاوية" عام 2007 كان بطولة جماعيّة لعشرة نجوم من الصفّ الأوّل في سوريا، حصلت عنه على جائزة أفضل ممثّل دور أوّل في سوريا. يحفزني هذا العمل أكثر من البطولات الفرديّة.


-هل تخشى البطولات الفرديّة؟
لا أبداً، لكن أحبّ البطولات الجماعيّة حيث التنافس إيجابي ضمن العمل لخدمة العمل.




-لماذا لا نرى هذه البطولات الجماعيّة إلا في الدراما السوريّة؟ لماذا يتقبّل الممثل السوري هذه النوعيّة من الأعمال مقابل ميل لدى باقي الممثلين إلى الاستئثار بالبطولات المطلقة؟
الأساس دائماً كان المشروع الفنّي، هناك النصّ الجيّد غير المبني على تمجيد بطل أو ممثل إلا في أعمال السير الذاتيّة. أما في الأعمال الاجتماعيّة أو التاريخيّة، البطل هو الموضوع، النص الذي لا يفصّل على قياس الممثل بل العكس. نحن لخدمة العمل وليس العمل لخدمتنا. هذه سمة الدراما السوريّة التي انتشرت في العالم العربي، البطل فيها هو الموضوع وما يطرحه. إذاً النص هو الأساس، ولاحقاً يتّفق المخرج مع شركة الإنتاج على تنفيذ هذا النص.


-في مقابلة أجريناها مع الأستاذ سليمان عبد العزيز كاتب "حرملك"، أخبرنا أنّه لا يكتب نصاً على قياس ممثل، وأنّ هذا الأمر غير حرفي، هذا يسري على كل الدراما السورية؟
نعم، هذه هي طريقة العمل في سوريا، لا يكتب أي دور على قياس أي ممثل مهما بلغت درجة نجوميّته، وهذه واحدة من أسباب ريادة الدراما السوريّة.
 


-الحرب في سوريا أضعفت الدراما

مسلسل حرملك

-واحدة من المعضلات التي يشتكي منها الممثل العربي، أنّه يبدأ بتصوير مسلسل لا يزال في طور الكتابة، ما قد يؤدّي إلى انحراف الدور عن مساره، هل حصل معك شيء من هذا القبيل؟
-مسلسل "مسافة أمان" كانت الحلقات الأخيرة منه لا تزال في طور الكتابة عندما بدأنا بتصويره. لكن لم يحصل معي في المسلسل ولا في أي مسلسل شاركت فيه وكان لا يزال في طور الكتابة شيء من هذا القبيل، لأنّي فور استلامي النص، أكون قد اتفقت مع الكاتب والمخرج قبل بداية التصوير على تفاصيل الشخصية، من أين تبدأ وأين تنتهي، لأنّه من غير المنطقي أن أفاجىء أثناء التصوير بتغييرات جذريّة ظهرت على الشخصيّة.على الفنان أن يلمّ بكل خلفيات الشخصيّة ليتمكّن من تأديتها. أنا دائماً أراجع أدواري، أصحّح مشاهد وأضيف اقتراحات، نحن في العالم العربي نتفقد إلى النصّ الجيّد بشكلٍ عام، لأنّ النصّ الجيّد لا يصحّ أن يكتبه كاتب واحد فقط، بل ورشة كتّاب، فالكاتب لا يمكن أن يلمّ بكل الشخصيات التي يكتبها. الكتابة هي ورشة عمل وعلى مدّة طويلة. لذلك أنا بحكم دراستي النقد والأدب المسرحي من ضمن التمثيل، أعرف تماماً الدراما كيف تتطوّر، أتدخّل فيما يتعلّق بشخصيتي ولا أتدخّل بشخصيّات غيري، وأحياناً أكتب بعض المشاهد.
 

- ما رأيك بواقع الدراما السوريّة اليوم؟ هل لا تزال تحافظ على ريادتها؟
لا يمكننا الإنكار أنّ الحرب أثّرت كثيراً على الدراما وأدّت إلى تراجعها في السنوات الماضية لأسباب عدّة منها هجرة الخبرات، الحرب اندلعت فهاجر الكثير من الكتّاب والمخرجين، وتوقّفت عجلة الإنتاج، كما أنّه لم يعد ثمّة بيئة تحتضن الخبرات ليصبح لديها منتج إبداعي. هذا العام تألقت الدراما السوريّة، وعادت لتحتل موقعها وريادتها.


-لعنة يوسف


-"مسافة أمان" عمل حاز على أصداء إيجابيّة جداً، حدّثنا عن يوسف، شخصيتك في المسلسل، إلى أي مدى تشبهك بمعاناتها وهواجسها؟
يوسف يتقاطع مع قيس إلى حدٍ كبير. هو مصوّر محترف ورسام تشكليلي، لديه حساسيّة الفنان، وأنا أشترك معه في هذه الناحية. الفنانون من أكثر الناس حساسيّة في المجتمع، هم مرآة المجتمع وأحياناً مرآة الخيال، فما بالك بالمصوّر الذي يعاين الحرب ويوثّقها بصور مثل يوسف. في المصائر الشخصيّة ثمة اختلافات، يوسف عايش الحرب وأصيب بإحباطات، أنا شخصياً لا شيء يوقف حلمي. هو محاط بالمآسي، لدى قراءتي النص وكان لا يزال في طور الكتابة، قلت للمخرج أثناء تعديل النص أنّ يوسف لعنة، هو قنبلة موقوتة تمشي على الأرض كل من يقترب إليه يصيبه الموت. هو يشعر أنّه آلة موت متنقّلة، هو لعنة كل من يقترب منه، مات أهله، خطيبته، صديقه، هو غارق بالسوداوية، أنا لست كذلك، رغم أنّ الحرب أغرقتنا جميعاً بالسوداوية، البعض أكمل والبعض غرق.

-حالة الإحباط هي حالة عامّة في معظم البلاد العربيّة، الجمهور الغارق بهذا الكمّ من الإحباطات هل يقبل على مادّة واقعيّة ترصد الكآبة إلى هذا الحد؟
هنا نتحدّث عن النتائج. كنت أتوقّع أن يلمس "مسافة أمان" المواطن السوري بشكل خاص لأنّ ما نحكي عنه هو معاناة كل سوري يعيش داخل أو خارج سوريا. ما أذهلني أنّ هذا الطرح لمس كل مواطن عربي، لأنه كان صادقاً. واضح أنّنا في مجتمعاتنا العربيّة نعيش كآبة مزمنة، والخوف من المستقبل بدرجات مختلفة، لكن بشكل عام كلنا نعاني، وهذا سبب ملامسة المسلسل للجمهور من كلّ الدّول العربيّة.


أصبت بانفصام

قيس الشيخ نجيب

-عندما يلعب الممثل دورين في موسم درامي واحد هل ينحاز إلى أحدهما؟
بالنسبة لي الشخصيتان اللتان أدّيتهما هما أشبه بأولادي، لا يوجد أب يفضّل ولداً على آخر، كل أولاده في كفّة واحدة. ألعب شخصيتين مختلفتين، أوزّع عليهما الاهتمام بشكلٍ متساوٍ، ساعدني أنّ كل دور مختلف عن الآخر.


-صوّرت العملين في وقتٍ واحد، هل شعرت في مكان ما بالانفصام، وبأنّك لم تعد تميّز بين الشخصيّتين، وبين إحداهما وشخصيّتك الحقيقيّة؟
للأمانة هذا الأمر حصل معي في الفترة الأخيرة. في البداية، كان التصوير يسير بشكل منظّم، كنت حريصاً على تصوير 25 يوم لدور عامر في "حرملك"، و25 أخرى لدور يوسف في "مسافة أمان"، وقد نجحت في هذا الأمر. وبعدها اختلطت مواعيد التصوير عندما أصبح لدينا تسارع في تصوير الحلقات، وكنت اضطر للتصوير في سوريا ثم السفر إلى الإمارات لتصوير مسلسلي الثاني، هنا كدت أفقد السيطرة ولم أعد أستوعب لأنّ الأمر يحتاج إلى تهيئة نفسيّة.


-"حرملك" مستمر لجزءِ ثانٍ؟
نعم هو مستمر لجزء ثانٍ.
-هل تخاف من مسألة الأجزاء، خصوصاً أن بعض الأعمال عندما تمدّد لأجزاء تفقد وهجها؟
لا بالعكس، نحن أصلاً اتفاقنا الأساسي كان على أكثر من جزء، لأنّ الأحداث لا تنتهي بجزء واحد. وسنتوقّف لفترة عن التصوير لنعود ونصوّر بعد رمضان.


-تشاركك سلافة معمار في المسلسلين، كيف تصف علاقتك بها؟
هي صديقتي وعلاقتي بها وطيدة منذ زمن طويل.


حرب عنصريّة لبنانيّة سوريّة

بوستر حرملك

-بعض الممثلين يرفضون العمل مع زملاء لهم في حال كانت العلاقة الشخصيّة بينهم سيّئة بحجّة أنّ هذا الأمر يظهر على الشاشة، هل تتقبّل العمل مع ممثل علاقتك به سيّئة؟
حصل هذا الأمر أكثر من مرّة، ولم يظهر على الكاميرا، وتمكّنت من التغلّب على مشاعري.

-ثمّة حرب عنصريّة اندلعت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهم فيها البعض الممثل اللبناني بأنّه لا يجيد التمثيل وأنّ العامل السوري سبب انتشاره عربياً، هل الممثل اللبناني بالفعل لا يجيد التمثيل؟
ثمّة أسماء لبنانيّة عريقة لديها خبرات في التمثيل، وهذا التعميم ظالم جداً. تبادل الخبرات ليس بجديد بين اللبناني والسوري ومن يقرأ التاريخ يعرف أن دريد لحام ونهاد قلعي خلال الستينيات كانا يصوّران مسلسلاتهما في تلفزيون لبنان. التعميم لا يصح على كل الأصعدة. لكن أستطيع أن أقول لولا دخول العنصر الفنّي السوري إلى الدراما اللبنانية لما نهضت كما نرى اليوم. وكي نكون موضوعيين، المرحلة التي دخلت فيها الخبرات السورية على الدراما اللبنانية، لم تكن هذه الأخيرة بأفضل حالاتها. اللبنانيون مبدعون بالبرامج والغناء، أمّا صناعة الدراما فدخلت عليها خبرات سوريّة ساهمت في تطويرها، والقول إنّ اللبناني لا يجيد التمثيل غير صحيح، وأهم التجارب السينمائيّة العربيّة للبنانيين، هؤلاء أليسوا ممثلين؟




-الدراما اللبنانية في مكانٍ ما ألم توفّر عملاً للفنان السوري خلال الحرب؟
نعم، فهذا كما قلنا تعاون مشترك، سألوني في مؤتمر "مسافة أمان" عندما كنت في سوريا ماذا أضافت إليك الدراما المشتركة وماذا أخذت منك، الإجابة كانت أنّ الفائدة كانت مشتركة، كما أنّ العنصر السّوري خدم الصناعة اللبنانية وطوّرها، وكان المنتجون حريصين على إنتاج دراما مشتركة ولبنانية بحتة. وأهم المنتجين في العالم العربي لبنانيون. الفن هو لغة عالميّة، مثل الموسيقى نحن لا نسأل عن جنسية هذه الموسيقى بل نستمتع بما يقدّم إلينا فحسب، هوليوود نشأت ولم يكن فيها أميركيون. الحرب العنصرية بشعة جداً، والأبشع أن يتورّط بها الممثلون.
 
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19787

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم