حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,8 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11298

رواية "ابنة المطر" ترى النور وتمطر كلمات رقراقة على الحضور في بداية صيف لاهب

رواية "ابنة المطر" ترى النور وتمطر كلمات رقراقة على الحضور في بداية صيف لاهب

رواية "ابنة المطر" ترى النور وتمطر كلمات رقراقة على الحضور في بداية صيف لاهب

25-04-2019 02:56 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

جرى في منتدى البيت العربي الثقافي في العاصمة عمان يوم الاربعاء 24/4/2019 حفل توقيع الاصدار الاول لرواية ابنة المطر من تاليف المعلمة والكاتبة الروائية حنين جمال ابو صبيح ، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والادبي في الاردن .

واشاد عدد من الحضور والنقاد بالمؤلفة ، واشاروا الى ان "ابنة المطر " تشير إلى نبوغ الكاتبة المبكر في هذا الجانب من الآداب والفنون، ونوع النصوص وفكرتها التي اعتمدت كليا في كتابتها على ثقافتها وتوجهاتها الفكرية القائمة على ارث يعتمد على الخلفية العلمية والتقنية إلى جانب هواياتها في مجال التصوير الفوتوغرافي والادب العربي وقراءاتها الباكرة في مجال اللغة العربية والآداب والقصص العلمية .

واضافوا ان هنالك مؤشر مهم جعل ابو صبيح متمكنة من ناحية اللغة والكتابة التي تقوم على الخيال، يتمثل في أنها قارئة متميزة ، إلى جانب اشتراكها في دورات متعددة لتنمية مهاراتها كما أنها منذ بدايتها التعليمية الأكاديمية كانت قارئة متميزة مرت بمراحل القراءات المتعددة والمتنوعة، هذا إلى جانب اهتماماتها بمواكبة التطورات التقنية خاصة في جانب متابعة المستجدات في هذا المجال وهي مستخدمة جيدة لتقنية الحاسب الآلي وبرامجه .

و حرصت الكاتبة ابو صبيح على مداومة هواياتها واهتماماتها بقراءة القصص والروايات المتنوعة المحلية والعالمية منها، والكتابة والتأليف بجانب التزامها الأكاديمي بل والتفوق فيه، واستطاعت وهي معلمة للغة العربية من تأليف رواية اخرى اطلقت عليها اسم "عذراء القلب" ما زالت تحت الطباعة مستغلة أوقات فراغها حيث شرعت في الإعداد وكتابة اول سلسلة من الروايات وبشكل عام فإن روايتها القادمة يمكنها أن تسهم في إنعاش المكتبة الوطنية الاردنية .

وحظيت الكاتبة ابو صبيح بجمهور لافت خلال توقيع رواية ابنة المطر التي كانت بحضور الناقد خالد السبتي ، وادراة الاحتفال الشابة راما يحيى بتالق، الامر الذي يشير الى وصولها لقلوب الكثيرين ممن عرفو عن الرواية وتعرفوا عليها شخصيا ، من خلال ظهورها على عدد من القنوات الفضائية العربية والمحلية والاذاعات كان اخرها اذاعة الزرقاء .

بدوره قدم الشاعر و الناقد خالد السبتي ورقه نقدية قال فيها : في نيسان تخوض عشتار رحلتها ويستقيظ تموز عابرا العالم السفلي فيمتلأ المكان بالخصب وفي نيسان تولد البدايات ويستمر المطر بالهطول ليعانق العشب في ثنائية جدلية.

واضاف السبتي ، وفي الشارع المؤدي إلى اللاشيء تقف هناك وهي تحمل كتابا تضمه إلى صدرها كأم تعانق بكرها بعد عناء طويل ومعركة مع المجهول ... ترقص أوراق الشجر حولها ويحتفل بها الغيم كيف لا وهي (ابنة المطر) حنينن أبو صبيح .

وقال : قبل البدء بهذه الدراسة النقدية فإنني أبارك للكاتبة حنين أبو صبيح صدور عملها الروائي الأول رواية (ابنة المطر) والتي كانت ملأى بالمطر حقيقة ومجازا وعبّرت عن همّ فردي جمعي نقلتنا معها في أجواء من القلق والحزن والحب والفراق من أكتوبر حتى أكتوبر الذي يليه ثم إلى يناير/كانون الثاني ونحن نرافقها من البيت للمكتبة لعملها الأول والثاني لحفلاتها ونعدّ القهوة معها ونشعر بمذاقها يتسلل إلى الجوف مع كمّ الضياع والتشتت التي وضعتنا به (ليلى) بطلة الرواية .

وكرر السبتي المباركة للكاتبة ابو صبيح وشكرها على ثقتها به ليكون ناقدًا في حفل الإشهار هذا ، وأعتقد أن من واجبي كناقد وقبل البدء بالحديث عن الرواية التنويهَ أن من وظائف النقد والناقد إبراز الأعمال الأدبية وتسليط الضوء على جمالياتها وما فيها من تميز وإبداع وهو عمل ليس بالسهل وقد أحتاج مني وقتا وتعددا في القراءات؛ فالقراءة الأولى للاستمتاع وقد حصل وأما الثانية فكانت للغوص في التفاصيل والثالثة للتحليل والنقد.

وأعترف السبتي أن الكاتبة قد أجبرتني أن أعيد قراءة بعض النصوص والروايات لتقاطعها معها في أكثر من موضع، حيث إن الناقد الحقيقي كما تعلمون هو من يمتلك معرفة أكثر من المؤلف وإلا لما استطاع سبر أغوار العمل والوصول إلى ما فيه من جماليات ومن ثغرات أيضا.

واستمر بنقده يقول : وما بين التجلي والخفاء يبرز دور النقد لا بصفته زينةً للعمل بل بصفة المتتبع والمدقق لخيوط العمل والمؤدي به إلى نسيج كلي يمثل رؤيةً ، سواء أتّفقت مع المتلقي أم أضاءت له جوانب لم يرها أم خالفته في فهم المعطيات وقصدها ودلالاتها.

ومرة أخرى وقبل البدء في بالحديث عن رواية (ابنة المطر) في هذه العجالة ...فلا بد لمن يقرأ رواية حنين أن يتذكر بدر شاكر السياب في قصيدته المشهورة ( أنشودة المطر) حيث تتقاطع الدلالتان ما بين السياب وحنين في رمزية (المطر) الذي قد يظنه الظان رمزا للخصب والحياة والأمل ولكنه لديهما جاء محملا (بالحزنِ والألم والمعاناة والفراق والموت ليس على الصعيد الفيزيائي بل على الصعيد العاطفي أو النفسي إن جاز التعبير) يقول السياب:


وقد كانت الكاتبة موفقة منذ البداية وذلك في اختيارها لصورة الغلاف فقد بدت اللوحة مشعرة بحالة من الضياع والتيه في طقس من طقوس الشتاء حيث اختفى المارة وبقيت هي تحت مظلتها تحت المطر تواجه حالة التشظي بين خيارين لا تعرف أيهما سيخرجها من حالة المطر تلك وأيهما سيأخذ بيدها إلى ما تعتقد أنه سيكون صحوا وربيعا.

وقال السبتي : في هذه اللوحة يتسلل البرد ليخالط الروح ليست أي روح وإنما هي الروح العاشقة التي تبحث عن ذاتها وعن الآخر وأما الآخر فهو في حالة تمرد حالة (أربعينية) كما وصفتها الكاتبة تشي بأن شيئا قد يتغير في القلب ولو للمرة الأخيرة.

ومما يُضاف لنجاح صورة الغلاف تلك الكلمات التي وُفقت الكاتبة في اختيارها على الغلاف من الخلف فكانت تلك الكلمات بمثابة الرسالة التي أرادت الكاتبة إيصالها للمتلقين وقد عبّرت عن صراع داخلي الوقت ذاته عن صراع بين عالمين اقتربت المسافة بينهما حد اللمس وابتعدت في نفس اللحظة فكانا كقطبين متنافرين حتى لكأنّ اللقاء بات أمرا شبه مستحيل.

وانتقل السبتي من الغلاف إلى الإهداء والذي جاء حاملا خجل الأنثى وخوفها من الآخر ليس الآخر (هو) ذلك الذي نسجت معه خيوط علاقة العشق وإنما هو (المجتمع) الذي يقف بعاداته وموروثه حائلا بين العشاق ...فاكتفت الكاتبة في أهدائها بالاعتذار من كل شيء إلا (له) حين قالت : (فعذرًا للورق، ولزهرةِ السّوسنة، ولجميع مسميات الكون،وعذراً لها ولهم.....!!)

واستمر بنقده يقول : ننتقل الآن إلى متن (الرواية) والتي بدأت بالمقدمة إذ على غير عادة الروائيين بدأت (حنين) روايتها بعنوان (المقدمة) وكأنها تريد منا أن نستشعر بأن نهاية ما لا بد أن تكون على صعيد الروي .

واضاف انه و في المقدمة برز زمن الرواية جليًّا حيث صرحت به في السطر الأول قائلة: (في ليلة من ليالي أكتوبر والهدوء الحالم ينتشر في السماء) فالأحداث بدأت في أجواء الشتاء وضمن حوار بينها وبين الكتاب الذي بدا وكأنه شخص حيّ ومن هنا بدأت الصراعات بالتشكل متخذة ثلاثة أبعاد على مستوى البناء الدرامي (صراعا خارجيا بين البطلة ومجتمعها و بين البطلة والكاتب الذي تدخل معه في علاقة الحب رغم كل قناعاتها وصراعا داخليا بين البطلة ونفسها في محاولة للتغلب على كل ما يؤرقها ويسير ضد رغبتها)

وهكذا نستطيع ومن خلال تتبع أحداث الرواية أن نحدد الزمن من بدايته إلى نهايته حيث إن الأحداث كما أسلفت تبدأ في أكتوبر حتى يناير/كانون الثاني ، وهنا تجدر الإشارة أن زمن القص استمر لخمس سنوات فهي تقول في نهاية الرواية: ( فلنعدْ بالأحداث خمس سنوات للوراء، في الليلة الفارغة بإحدى مساءات تشرين، التي اقتنيتُ بها أول كتاب من مالي،ومن عرق جبيني،كنتُ فرحةً به كأمٍّ رأتْ مولودها الأول بعد عقمٍ كاد أن يكون وشيكًا،حينها لم أكن أعلم أن اسمك مختبئ هناك،كان نائمًا يلتحفُ غلاف الكتاب يتدفأُ بحرارة حروفه) فهي كما يظهر تعني باسمك اسم الكاتب وهو الواضح من خلال العبارات التي تلت ذلك فمعنى ذلك أننا أمام افتراض أن هو خمس سنوات وذلك افتراض تشي به تلك العبارة أي أن زمن العلاقة امتد لخمس سنوات شهدنا خلالها كمًّا من الأحداث وتعددا في الأزمات وصولا إلى عدة ذروات في العقد واستمرارا حتى النهاية، وهي تشير إلى ذلك مرة أخرى بقولها: ( تلك الليلة التي كان فيها المطر يراقص غيم السماء،واشتدَّ عندما فتحتُ الكتاب وقرأت اسمك كغريبٍ،لتصبحَ لاحقًا أقرب من حبل الوريد،لتعودَ بليلة ماطرة -بعد خمسة أعوام- غريبًا).

ثم قسّمت الكاتبة الرواية بعد المقدمة إلى ثلاثة أقسام ولم تكن تلك الأقسام عبثا أو ضرْبا من التزيين فقد كانت المقدمة هي بمثابة الخيوط التي أدت إلى تلك العلاقة مع ذلك الكاتب الذي استخدمت الكاتبة تقنية الوصف الخالي من الزمن لتتشكل صورته أمامنا وبصورة إبداعية حين قالت: (وعندما وصلتُ المكتبة رأيته، يرتدي بذلةً سوداء، طويل القامة، نحيل الجسد، شعره أسود يكسوه وقار البياض، يداه كبيرتان فكان يكفيه يدًا واحدة لحملي والهرب بي)

هذا الوصف لم يكن خاليا من المشاعر بل كان مؤججا لها حيث تبدو هنا البطلة (ليلى) وكأنها تبحث عن الحب بكل ما فيها من شغف له وهي تصور كفَّه التي لو أراد لكانت تكفيه لحملها بها وكأنها تريد ذلك وإن كانت لا تستطيع البوح بما ترغب.

وعودة للأقسام الثلاثة فقد قدمت الكاتبة لها لتجعل المتلقي شريكا لها في الأحداث التي ستتوالى عبر تلك الأقسام وهي بذلك تشتغل بذكاء على عنصر روائي مهم وإن كان غير ملموس ألا وهو التشويق، تقول الكاتبة بعد انتهاء المقدمة : (بيني وبينك...ثلاثة لقاءات .....ورابع من الخيال، وافتراض هذه الحكاية حكاية ابنة المطر..)

ولنمعن في عبارة (وافتراض هذه الحكاية) فكأنها تريد التنصل أو الهروب مما حصل أو عزل الواقع عن الروي في ما لا يمكن على الحقيقة. وهنا يجب التنويه إلى أن بعض النقاد يرون أن الرواية انعكاس للواقع ليس كل الواقع بتفاصيله ولكن لا بد أن يكون لها ارتباطٌ به سواء أكان الكاتب صاحبَ التجربة أو كانت تجربةً لشخص تربطه به علاقة وثيقة.

وتبع الأقسام الثلاثة النهاية بقسم قصير أسمته (نهاية المطاف) وربطته مع اسم الرواية (ابنة المطر).

واستمر بقوله أما المكان فلا شك أن المتتبع لأحداث الرواية يجد أن الأمكنة تتعدد في الرواية وهذا طبيعي لطول الفترة الزمنية ، فالمكان المحوري كان منزل (ليلى) ثم تنتقل الأحداث لأماكن أخرى(العمل، المكتبة، مكان عمل الكاتب، معرض الكتاب، الحفل، المطعم.. ) لتبقى ضمن مدينتها التي لم نعرف اسمها كما لم نعرف للكاتب الذي شاركها البطولة اسما كاتبها ولا ندري ما السبب الذي دعا الكاتبة لإخفاء اسم المدينة واسم الكاتب؟ّ!...وهذا ما يدعم نظرية أن الكاتبة ورغم ذكرها أن الحكاية افتراض إلا أنها تبدو انعكاسا للواقع ولو كانت تنحى منحى رومانسيا خياليا أحيانا ...بالإضافة إلى أن لفظة الحكاية (أيضا) جاء استخداما ذكيا ...حيث إننا نعرف أن الحكاية نوع من القص منه الخرافي أو الأسطوري أو الخيالي والتي لا يُعرَف مؤلفها فكأن (حنين) أرادت أن تكون هي وروايتها بعيدة عن الواقع وقريبة منه في الوقت ذاته وتبقى ابنة المطر مختبئة تحت مظلتها دون أن نعرف من تكون ...إذ إن ليلى بما يحمله الاسم من رمزية في موروثنا الثقافي هي رمز للعشق وليس أي عشق ذلك العشق الأسطوري الذي يتحدى كل الدنيا ولكن العاشقَين لا يصلان إلى غايتهما .

واضاف الناقد خالد السبتي ، أما على صعيد الشخوص : فنستطيع أن نقول أن الشخصية الرئيسة المحورية هي ليلى والكاتب فكلاهما تشارك البطولة وإن كانت ليلى قد قامت بدور إضافي وهو الروي فهي التي سردت لنا أحداث الرواية ، والقاريء للرواية يلاحظ أن السرد هو العنصر الأكثر تكرارا في الرواية وهي (أعني ليلى) التي كانت تسير بنا من حدث إلى حدث، وهي راوية كلية العلم أي أنها تروي لنا الأحداث بعد حصولها .

وتعتبر شخصية الكاتب شخصية محورية ثابتة؛ إذ إنه وبعد أن أعلن حبه لها ظل مصرًّا على أن تكون للعلاقة ديموتها رغم كل المعيقات، وكان خيار الزواج هو خياره الأمثل ليحافظ على حبه وبقي على وفائه حتى اختارت (ليلى) أن تتركه.

أما (ليلى) فكانت شخصية محورية نامية فهي التي أحبت الكاتب ثم عادت لتنقلب على نفسها وتدخل في علاقة مع (شادي) وتعلن رغم كم الحب الكبير للكاتب أنها لن تكمل معه وتعود للواقع الذي يمنعها عن علاقة تراها غير صائبة لوجود طرف ثالث بينها وبين الكاتب وهي أسرته فتتركه قائلة : (اخرج من حياتي وصلنا إلى نهاية المطاف يا سيدي، فغادرني دون وداع ولا مجادلة).

أما الشخصيات الثانوية فقد تعددت ومنها ( جمانة صديقة ليلى ورفيف صديقتها الجديدة وأحمد صديق رفيف وأم ليلى وأخواتها وشادية زوجة الكاتب وأطفاله والعم أبو يوسف صاحب المكتبة وشادي ) كلها تعتبر شخصيات ثانوية أسهمت في بناء الحدث وتأزمه.

وعلى صعيد الذروة فقد طالعتنا الكاتبة بعدة أزمات حتى وصلنا لذروة التأزم: فهل ستسمر في العلاقة مع الكاتب برغم مخالفة العلاقة لمعتقداتها وتوافقها مع قلبها النابض بالحب والمحاط بالمطر؟ أم ستتخلى عن شادي الذي هو حالة الواقع والحل الأكثر سهولة برغم الحب الذي يبدو مهربا من الكاتب وليس عشقا حقيقيا؟ أم ماذا؟

وتأتي النهاية غائمة ومقلقة ومشوقة فهي على الظاهر أنهت علاقتها مع قلبها وهو الكاتب وامتدت بالعلاقة بعقلها مع شادي، ولكنها احتفظت ورغم كلماتها للكاتب بخط الرجعة في داخلها حين قالت :( فأنا لم أنجُ من وجود الكاتب في عمقي،ما زلتُ غارقة لآخري،ما زلتُ أحتاجه،ما زلتُ أريدهُ،أصحيحٌ انتهينا؟لوهلة كنتُ سأخبرُ شادي أنّنا لم ننتهِ،هكذا نحن نغيب ونعود،نفترق لنلتقي،نبتعدُ ونراقبُ بعضنا،ونبقى نحيا على أمل العودة،وإن لم نعدْ كلانا يعلمُ بأنّه يحيا بداخل الآخر)
وعادت لتؤكد ذلك بقولها : ( كلاهما رحل وتركاني أتخبطُ،ولكنّني كنتُ أعرف في قرارة نفسي،أنّ كليهما عائدٌ إليّ،وكنتُ أعلم أنّ ثلاثتنا يراقبُ الآخر من وراء ستارة الحب، ثلاثتنا يختبئُ وراء الصمت).

ثم تلا ذلك عودتها لشادي وقرار العقل الذي ينهي خوفها ولكنه في الحقيقة يعبر عن الاستسلام لشرقية المجتمع ولأفكاره ولصعوبة تغيير الواقع كما نحب أو كما ينبغي أن يكون.

و انتقل السبتي بنقده للرواية سريعا إلى باب مهم كان حضوره لافتا في الرواية وهو باب (التناص) سواء ما جاء منه حرفيا أو منثورا بلغة الكاتبة ، وبالمحصلة فإن مجمل التناصات عبّرت عن ثقافة الكاتبة بل وامتلاكها لموروث ديني ثري كان له أثر على الرواية ، ونستطيع أن نقسم التناصات إلى :

أولا : التناص مع القرآن الكريم :
في قولها : (ولن أنساكِ ولو بلغت من الكبر عتيا ولو اشتعل الرأس شيبا ولن تحتل مكانك امرأةٌ ولو كانت تشبه بجمالها جمال يوسف الصديق وطاهرة كطهر مريم العذراء)

وقولها : ( فالحب أحيانا يجرّنا للأذى الذي تستلذُّ به أرواحنا وكأنها تقول : هل من مزيد؟)

وقولها : ( فهو يحيا من أجل ثلاثة وهي رابعهم والفقر والحاجة خامسهم ، وجئت بعد سبات عميق لأكون سادسهم المؤقت، ومن ثم أعود لكهفي المعتم والبعيد فأنا رغم الحب لن أستطيع معه صبرا)
وقولها : ( يطنون أنني أحببتك لعام أو لعامين ليتهم يعلمون بأن اللحظة معك لألف سنة مما يعدون).

وقولها : ( تلك الليلة كان فيها المطر يراقص غيم السماء واشتدّ عندما فتحتُ الكتاب قرأتُ اسمك كغريب لتصبح لاحقا أقرب من حبل الوريد لتعود بعد ليلة ماطرة بعد خمسة أعوام غريبا) وقد تميزت التناصات مع القرآن بأنها موافقة للدلالة في بعض مواضعها وفي بعضها الآخر بدت مستثمرة للدلالة لتعبر من خلالها عن حالتها الخاصة.

ثانيا : التناص مع الحديث والتاريخ :

وختم السبتي نقده للرواية : تقول الكاتبة : ( وأصبحت أشكو له ضعفي وقلة حيلتي) وتقول : (بقيتُ متقوقعة على نفسي،وكأنّني أقفُ على شفا حفرة عالية، أمامي بحر وخلفي نار تحرق الأخضر قبل اليابس). وأعود وأكرر إن رواية (ابنة المطر) للكاتبة حنين تدل على موهبة ولو تمّ استمرار تدفقها ستتجاوز نفسها وآخرين، وهي تحمل رسالة في طياتها تلك الرسالة التي أشارت لها مدققة رواية (ابنة المطر) (أسيل السعدي) والتي علقت في نهاية الرواية قائلة : (هذه الرّواية (ابنة المطر) ليست فقط قصّة وجع وفراق وأنين، إنّها تروي معاناة فتاة أحبّت، كما لم تحبّ فتاة من قبل، مع تمسكّها بكامل مبادئها التي لطالما آمنت بها، بل ودافعت عنها. )

كما انهى السبتي نقد الرواية بقوله : أودّ أن أقرأ على مسامعكم تعريف الكاتبة للحب وقد عرفته في أكثر من موضع ليعبر عما في داخل البطلة من حب ورغبة متضادة :

(الحبُ كما الطفل يولدُ وله شهادةُ ميلادٍ تُسجَّلُ بين دفتي القلب ويحفظها عن ظهر قلب،تاريخٌ لا ينسى،يبقى محفورًا في الذاكرة،وتقامُ له مواسم احتفال بكل عامٍ،وتمرُّ ذكرياتهِ كالشّريطِ في بال القلب،يبتسمُ له تارةً ويحزنُ أخرى)


ويتوقع أن تلقى رواية "عذراء القلب" التي من المتوقع ان تصدر رسميا خلال عام على الاقل إقبالا جيدا من قبل القراء والمهتمين بمثل هكذا روايات والتي ظلت تسجل غيابا طويلا بينما يلجأ المتابعون لروايات المغامرات والخيال إلى المكتبة العربية والعالمية .

يشار الى ان ابو صبيح شاركت في العديد من الندوات الادبية على مستوى محافظة الزرقاء والعاصمة عمان ، الامر الذي اسهم في تعرف النقاد عليها ومشاركتها في عدد من الكتب المشتركة التي صدرت مؤخرا وتم عرضها في المعرض الدولي للكتاب السابق والذي لاقا رواجا واسعا بين زوار ورواد المعرض بحسب الكاتبة ابو صبيح .

وفي نهاية الحفل كرم رئيس المنتدى الثقافي العربي صالح جعافرة بتكريم الكاتبة والروائية حنين ابو صبيح والشاعر والناقد خالد السبتي .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 11298

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم