بقلم : أحمد عبد الباسط الرجوب

يا قائد الوطن ... العذر منك لمخاطبتك بما يجول بخاطري والملايين من شعبك الأردني الصابر، فانت حامي المسيرة وقبطان سفينته الى بر الأمان بأذن الله ... شعبك احبك وينتظر موجة اصلاحاتك، لقد احبك شعبك بإخلاص، ... شعبك ينتظر منك وقفة والدكم الحسين الخالد (طيب الله ثراه) وقفة حسينية هاشمية قرشية ...

يا قائد الوطن ... الفساد الاداري والمالي هما من اكثر مسببات الاحتقان والسخط الشعبي في بلادنا ، وحيث انني اطرح هذا الموضوع لتداول الجميع وما وصلنا اليه في بلادنا من تفشي ظاهرة الفساد المالي والاداري ، تكون خير البداية بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قال (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم عظيمهم تركوه وإذا سرق فقيرهم عاقبوه ) وقال : (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) والفساد هو منهجي ومؤسسي لأنه قائم علي الذين هم في السلطة وهم يحابون أقربائهم وإخوانهم ولذلك سينتشر الفساد وسيؤدي بنا إلي الهلاك لأن ما يحدث معناه أن الفساد صار متاحا وترك له الحبل على الغارب؟؟

يا قائد الوطن ... الأوراق النقاشية الملكية والتي لم يصدر أعمق وأوضح من هذه الاوراق حيث احتوت على نظرة استشرافية شمولية واضحة لمستقبل البلاد وتصورا متكاملا للإصلاح تناولت في معظمها مسارات بعينها وهى خرائط طرق نحو عمليات الاصلاح التي تحتاجها البلاد والتي يقود في مجملها للنهوض بالحالة الادارية لجهاز الدولة وتطوير وتحديث الممارسات الناظمة للحياة الديموقراطية والدور المطلوب لا بل والمأمول من جميع اطراف العملية السياسة ) التنفيذي والتشريعي والقضائي ( في البلاد وما يؤل في النهاية الى الاستقرار المستدام والمستقبل الواعد وحصول جميع فئات الشعب على حقوقهم كما ضمنها دستور البلاد ودونما تميز بين احد على احد... وكان المأمول من حكوماتنا تفعيل العمل بهذه الأوراق لما فيه صلاح البلاد والعباد...

يا قائد الوطن ... إن تغول الفساد الاداري والمالي وعدم تجفيف منابعة وقطع جذوره والمتمثل في انتهاك القوانين والانحراف عن تأدية الواجبــــــــات الرسمية في القطاع العام لتحقيق مكسب مالي شخصي ، وما يعرف من خلال المفهوم الواسع بانه الإخلال بشرف الوظيفة ومهنيتها وبالقيم والمعتقدات التي يؤمن بها الشخص ، وما يؤول إلى اخضاع المصلحة العامة للمصالح الشخصية ، وغالبــاً ما يكون مباشرا أو عن طريق وسطاء ، وهنا يكمن الخوف بأن تغول الفساد سيكون من محركات التطرف التي يجب على حكومتنا العتيدة التصدي له وبلا هوادة والضرب بيد من حديد على من انتفخت بطونهم بمال الشعب لا سامحهم الله …

يا قائد الوطن ... شعبك صبر عشرات السنين وما زال يتأوه من وطأة القوانين وظلم الفاسدين المترفين الذين شيدوا قصورا وحسابات مثخنة بالملايين من خير بلادنا ...

يا قائد الوطن ... المحتجين على الرابع غالبيتهم ليسوا مسيسين او مدفوعين من اي جهة ، منهم المئات بل الالوف الذين يذرفون الدمع من الم البطالة المتفشية وحرقة الجوع والعوز ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )...

يا قائد الوطن ... من جثم على صدور هؤلاء الجموع من شعبك ' من المسؤولين العارضين الذين لا يعرفون حاجة الناس ولا عوزهم ... هم من اوصلوهم الى ضرب رؤوسهم (بالحيط) ... هؤلاء شعبك الذي احبك يا سيدي يقولون كلمة الحق والصدق ولا ينافقون عليك بل ينتصرون (هم وعوائلهم) للهاشميين ولسيد البلاد...

يا قائد الوطن ... معاناة المواطنين اصبحت ظاهرة للعيان ولا تحتاج لتعليق أو تقرير يتم كتابته أو رفعه بل صار تدني الخدمات محل سخط وسخرية من كل فئات المجتمع لا بل أضحوكة وكثيرا ما وصف مسؤوليها بالفاشلين ، وفي كثير من الأحيان إلى افتقاد أسس العدالة والموضوعية في تعامل الأجهزة الإدارية مع المواطنين ، وتعمد الإساءة لشعورهم والسخرية منهم ، وإيلامهم بطريقة تزيد من غضب المواطن ونفوره من هذه الأجهزة ، وعدم ثقته بها ، وعدم احترامه للنظام الإداري وتهربه من أداء التزامه نحوها مما يضطر المواطنين في بلادنا الى اللجوء الى اذاعات الاهازيج الصباحية لتوصيلهم بالمسؤولين بأسلوب الاستجداء المغلف بالدعابة لحل قضاياهم … والسؤال هنا هل تطبيق القانون يحتاج الى الواسطة عبر الاثير .؟؟ واما بالنسبة للانحراف الإداري المتفشي بين أجهزة الإدارة العامة للدولة فإنه يؤدي إلى انعدام الكفاءة الإدارية في الأجهزة الحكومية كما يؤدي إلى هجرة القيادات الإدارية وأصحاب الخبرات والكفاءات العلمية والفنية والبحث عن فرص عمل خارج البلاد!!

يا قائد الوطن ... تحولت النخب السياسية الى حام لأفرادها في وجه الدولة والقانون (صارت التعيينات تتم عن طريق هؤلاء المتنفذين) وصار ولاء الموظف لهم وليس للدولة وصارت محاسبة الموظف محاسبة لهم، فتساقطت قوانين الرقابة والحساب والعقاب، وتحول الموظف الي محمية لهؤلاء، وتراجعت الإنتاجية وعمت الواسطة، فحيث لا رقابة ولا محاسبة تسود ... ان الاستبداد الإداري يوازي الاستبداد السياسي ، وان الديموقراطية تفرض المساواة بين الناس وكثيرا ما يكره المواطن دولته بسبب معاملة الموظفين له وكثيرا ما تكبر الهوة بين الناس والحكم بسبب استعلاء الموظف على المواطن، وشعور المواطن بأن الإدارة هي عدوة وليست راعية ، أما افة الفساد الذي يحول الادارة من مفهوم الخدمة العامة الى مفهوم الإثراء غير المشروع ، ويصبح المال هو المحرك ، وتصبح الرشوة والسرقة والواسطة قواعد عمل ادارية متعارفا عليها الى درجة يقتنع معها المواطن بأنه لا يمكنه ان يصل الى حقه اذا لم يدفع المال اللازم أو اذا لم يتدخل لمصلحته الشخص النافذ...

يا قائد الوطن ... ستظل مآثركم آل البيت من قريش خالدة في ذاكرة الأدب والتاريخ وعلى مر السنين في أردن العروبة والاصالة والتاريخ... فأنت سيد البلاد وملاذنا، رسالتي ليست استعطافا او تملقا بقدر ما هي حالة نعيشها في بلادنا وكثرة ظواهر الاحتجاج من المواطنين، ونحن مع الاحتجاج السلمي الهادف لإيصال الرسائل لمن يهمهم الامر على ان لا يتعدى العبث الى مقدرات الوطن الذي بناه الرواد الأوائل وعلى امتداد عشرات السنين ...

عاشت بلادنا عزيزة منيعة من كل شر بقيادتكم ابا الحسين ... فيكم وبكم الامل دوما وجيشنا العربي واجهزتنا الامنية الغر الميامين...

السلام عليكم ،،،

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا