01-12-2018 12:48 PM
بقلم : روشان الكايد
قامة الأردن الحية والمتغلغلة في وجدان الشعب ، وابن شاعر الوطن مصطفى وهبي التل (عرار) ..
وصفي الذي عاصر تحولات ومراحل الوطن الصعبة ، وواجه ملفات وقضايا محورية ليست بالهينة ، شخصية لا تتكرر ، تغدق بالوطنية والقومية والاخلاص ..
كل دولة تحظى بمخزون وافر من رموزها وبناة نهضتها والعابرين بها نحو ضفاف الأمن في نظام دولي ، ولكن وصفي يتخطى مرحلة الرمز ، ليتحول الى بصمة في جدار الوطن ، لم ولن تمحوها السنوات مهما طال الزمن ..
ولمن يبحث في حقيقة وعمق الانتماء الذي امتلكه وصفي ، فعليه الجلوس بين رجال من الزمن الجميل من مناطق متفرقة بهذا الوطن ، ستجدهم يمتلكون حكايتين على الاقل عن وصفي وهم ما قراؤا الذي بالكتب ، والسير الذاتية ، ستجدوهم يعرفون كيف عشق ثرى هذا الوطن ، وكيف آمن بالزراعة وأن المزارع هو المنتج الحقيقي وصانع التطور لهذا الوطن ، وأن قطاع الزراعة خط أحمر لا مجال لفرض الضرائب عليه أو استغلال مزاوليه ..
وصفي لم يكن مسؤولا من وراء المكتب يتحدث ، بل هو الذي كان يجوب هنا وهناك ويستقبل الشكاوى ، ولم يكن المتحدث والمهتم على الصعيد المحلي فقط ، بل حمل معه القضية الفلسطينية أينما حل وارتحل في المحافل الدولية ، وهذه من احدى العناصر التي يفتقر اليها رؤساء حكومات هذا الزمن في أردننا ولربما في الشرق الأوسط بأكمله ..
وصفي هو الرفيق للحسين رحمهما الله والصديق والأخ ، وهو المفكر والعسكري الفذ والشخصية العريقة ، وهو صاحب الحلم العميق لرفعة هذا الوطن ، ومثل شخصه وقوته وسطوته على التسيب والظلم والفساد لا ولم نجد في ردهات مؤسساتنا حتى اللحظة ..
إن الحروف في وصفي عاجزة عن وصفه ، فهل سنجد حروفا تصف رئيس وزراء استشهد مدافعا عن وطنه ومتمسكا بعروبته وقوميته وحاملا هم قضية كل العرب ( القضية الفلسطينية ) ..
وصفي الحاضر والمتجدد الحضور في أذهان الشعب الأردني ، صاحب الوطنية الخالدة ، والمشروع المتكامل الذي ما اكتمل ، الذي أراد دولة عادلة قوية ومنتجة ، وهو صاحب الرؤيا والعمل ، والمؤمن الحقيقي بالأرض وقيمة الأرض ..
فلا تحدثونا اليوم عن الاصلاح ، فلا ولن نجد اصلاحا من خارج صندوق وصفي ، الذي أكد على ان الانتاج حقيقة ومطلب لتحقيق الاستقلال والقوة وذلك ما نحققه بالزراعة ومنها نبني وطننا الغالي ..
رحمك الله يا من زرعت في قلوبنا حب الوطن ، وبقيت خالدا في وجداننا ، وان غبت جسدا ، فإن روحك بيننا ، وأفكارك ورؤاك تحيط بنا . .