حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9354

الإرهاب لا يكافح بأكواب الشراب .

الإرهاب لا يكافح بأكواب الشراب .

الإرهاب لا يكافح بأكواب الشراب .

18-08-2018 09:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رايق المجالي
(Terrorism)
كلمة انجليزية تعني (الإرهاب) نشأت وعرفت كمصطلح وكمفهوم وكسلوك للمتطرفين في آرائهم وسلوكياتهم واخذت الشكل العسكري النوعي كأسلوب العصابات في التخريب واختراق الأمن المجتمعي والوطني للدول قبل زمن طويل وفي ثقافات وحضارات ومجتمعات اخرى ،وقبل أن يعرفه العرب والمسلمون كاصطلاح أو مفهوم او سلوك لجماعات او أفراد أو ظاهرة في مجتمع ما .

..واسبقية المصطلح الإنجليزي على المصطلح العربي دليل عقلي على أنه ليس عربيا إسلاميا ، اذا ما عرفنا كيف تنشأ المصطلحات والمفاهيم والظواهر ، وإذا ما تذكرنا أن الثابت في نقل وترجمة المصطلحات -وليس المفردات - بين اللغات والحضارات دائمآ ما تأخذ اللاحقة من السابقة المصطلح كما هو وكما ينطقه اهل اللغة ويستخدم ويشاع وإن اختلفت النبرة او طريقة اللفظ حسب اللسان الناطق ، والأمثلة لا حصر لها ، والبحث في هذا السياق يطول ويدعمه من الحجج الكثير الكثير عند أهل الاختصاص .

..هذا بالنسبة للغة الإصطلاحات وتناقلها بين الأمم ، أما بالنسبة للأسبقية التاريخية لهذا السلوك ولنشوء مثل هذه التنظيمات وما يحمله افرادها من فكر على المستوى الفردي والجماعي واساليب التعبير عنه ومظاهر انتشاره واخلاله بالمنظومة الأمنية ، فالتاريخ السياسي كذلك للمجتمعات الأوروبية أسبق بزمن طويل في إنتاج ووجود هذا الفكر الذي ينتج سلوك التطرف بكل الأساليب التي نعرفها اليوم والتي تبتدعها العقلية الإجرامية المنحرفة لأفراد تجمع كل العلوم والعلماء والمجتمعات الواعية بعوامها قبل نخبها على أنهم اشخاص غير اسوياء نفسيا ، وترفض هذه السلوكيات وهذا الإجرام الذي يناقض الفطرة والطبيعة الإنسانية ، وفي هذا السياق أيضا لا حاجة إلى سرد وتعداد الأمثلة هنا ، لأنها كثيرة جدا ويستطيع أي شخص بسهولة وخلال دقائق استخراج كما هائلا من الامثلة والأحداث والتاريخ الأسود لهذه التنظيمات في الحضارات الأخرى والمجتمعات الغربية ،من خلال الواسطة الأسهل والغربية أيضا وهي (النت ) ومحرك البحث (غوغل) ويمكن لمساعدة البعض ان نقترح عليهم مثالا واحدا يبدأون به ، بكتابة "الجيش الايرلندي السري" ثم ستأخذهم التكنلوجيا إلى عوالم وأحداث وتواريخ كلها أبعد ما تكون عن منطقتنا جغرافيا وأسبق بردح طويل من زمن ظهور هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية.

..هذه حقائق كالشمس ، والمثل العربي يقول :"الشمس ما بتتغطى بغربال " وكل ما نسمعه ونقرأه ونردده دون تفكير عن الإرهاب ومصدره ونشاته ،ليس إلا غربال متشابك الخيوط -بغض النظر عن نوعها - لا يحجب الشمس إلا عن الذين لا يستطيعون في الأصل الرؤيا لعطب في قرنياتهم .

..لكن الموجع في الأمر والذي يدعو للاستغراب أيضا ، أن الانظمة العربية بكل علمائها وأفتائها وإعلامها الموجه للخارج والداخل ، لا تمارس مكافحة تهمة الإرهاب التي الصقت بالإسلام حديثا ولأغراض لم تعد تخفى على البهائم قبل البشر ، بل هي تمارس ما يعد نوعا من الإعتراف والتسليم بنسبة هذه التهمة للإسلام ، ثم تبني خططها على قاعدة الإعتذار عن هذه التهمة وهذه الأفعال أو الفكر الظلامي ، ولكن من خلال خطاب تافه وقاصر ينفي التهمة عن فئات من المسلمين ولا ينفيها عن الاسلام بالمطلق ، فالقبول بالتصنيف الصهيوني للمسلمين كمعتدلين ومتطرفين والذي قبلت به كل الانظمة العربية ، هو إعتراف بإدانة الثقافة الإسلامية وعلماء المسلمين ، وتكريس لأفكار خاطئة وغير بريئة أراد اعداء الاسلام ترسيخها عن الإسلام لدى شعوب العالم .

..وللأسف الشديد فإن الانظمة العربية بكل أدواتها ، وهي تحاول نفي هذه التهمة ومحاربة هذا الفكر لم تحاول ولو بأقل جهد أن تعيد نشر مذاهب علماء الأمة الإسلامية وإن تشيع آراء الفقهاء والمشايخ عند أهل السنة والجماعة وتشرحها ، والتي تجمع دون أن يخرج عالم أو فقيه واحد على حرمة كل هذه الأفعال البشعة ، وعلى انحراف هذا الفكر الظلامي عن ابسط طباع البشر وعن كل مبدأ أو حكم شرعيي أصولي إسلامي عند اهل السنة والجماعة في كل عصر منذ البعثة .
..وللأسف الشديد والمخجل أيضا ، حتى بعض ابناء الملة من العوام أو المستغربين ،صاروا يرددون - كطرم الكلاب - تلك التهم التي تلصق بالإسلام وعلمائه ، دون أن يكلف احد نفسه - قبل ان يردد كالببغاء - بمحاولة الاطلاع على فكر وآراء من يفترى عليهم من علماء الأمة .

..أنا شخصيا لا أعتب على غير المسلم لجهله بديننا وبشريعتنا ولكني يتملكني شعور بالقرف من المسلم الذي يتطرق إلى مناقشة موقف الإسلام وعلماءه ورموزه الدينية من الإرهاب وتلك الجماعات التي زرعت في مجتمعاتنا دون ان يبحث ويقرأ ويفكر ويقارن ، لكنه يردد فقط ما يراد له أن يردده .

"قل هل يستوي الذين يعلمون ،والذين لا يعلمون "صدق الله العظيم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9354
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم