حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11509

صيام وأعمال خيرية تتزامن مع بداية "ليالي ذي الحجة"

صيام وأعمال خيرية تتزامن مع بداية "ليالي ذي الحجة"

صيام وأعمال خيرية تتزامن مع بداية "ليالي ذي الحجة"

13-08-2018 12:40 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بدأت أمس أول أيام "ذي الحجة"، التي تتخذ منها أغلب العائلات أجواءً وطقوساً روحانية، وكأن شهر رمضان المبارك يعود من جديد، فيزداد عدد الصائمين، وتكثر الأعمال التطوعية احتفاء باقتراب عيد الأضحى المبارك.

وعلى الرغم من أن الصيام "ليس فرضاً من فروض ذي الحجة"، إلا أن هناك نسبة كبيرة من الناس تحرص على الصيام وقيام الليل والإكثار من العبادات في أيامه، لما لها من أجر كبير، فهي الأيام التي أقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز بقوله "والفجر، وليالٍ عشر"، وهذا دليل على أهميتها شرعاً.

وفي خضم بحث الجميع عن أجواء مبهجة وكسر روتين الحياة اليومية، ومع استمرار أيام العطلة الصيفية كذلك، يحاول الكثيرون جعل هذه الأيام فرصة للخروج من المنزل، فيزداد التفاعل الاجتماعي بين العائلات أوقات الإفطار، إلى جانب الحركة الشرائية التي تسبق أيام عيد الأضحى.

عدا عن تعمد الكثير من الناس إلى تعليق الزينة الخاصة بأجواء عيد الأضحى والحج والأضحية في الأيام العشرة من ذي الحجة في منازلهم أو على النوافذ والأبواب، خاصة ممن لديهم أفراد قصدوا زيارة الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، مما يعكس أجواء البهجة والروحانية في أنحاء "الحي" بأكمله، وليس فقط في الأسرة.

كما تستعد أغلب المحال التجارية هذه الفترة لتسويق المنتج المناسب لأجواء العيد والعشر من ذي الحجة، ومنها، عروض "طرود الخير" التي يقوم العديد من "فاعلي الخير" بشرائها وتقديمها للعائلات المحتاجة، بالإضافة إلى محال بيع الحلويات، والملابس، التي تقوم في الوقت ذاته بتزيين أبواب المحال والشوارع، جذبا للزبائن وابتهاجا بحلول العيد.

ميسون خطاب، استعدت والدتها لصيام "أيام ذي الحجة"، منذ إعلان أول أيامه، بعد أن اعتادت على ذلك منذ سنوات عدة، بيد أنها في كل عام يزيد احتفاء الأسرة بهذه الفترة "الروحانية" العظيمة، كما تقول ميسون، والتي تنوي أن تصوم أياما عدة فقط، تسبق يوم عرفة، وتتعاون مع عائلتها في تحضير وجبة الإفطار، وما يتخلل هذه الأيام من أوقات السحور.

وتعتبر ميسون هذه الأيام من أجمل أيام السنة؛ حيث الصيام والتعبد فيها في أيام معدودة، لا تشعر فيها بالإجهاد، وكذلك القدرة على خلق أجواء جميلة برفقة العائلة، وما يتخللها من إقامة "العزائم" بين الأخوة، أو الخروج لتناول الإفطار في أحد المطاعم، خاصة وأنها لا تعاني من الازدحام في المطاعم وقت الإفطار، كما في شهر رمضان المبارك.

هذا الأيام المباركة، هي من أحب الأيام إلى الله تعالى، ولها وقعها الخاص والواضح على العائلات والحياة الاجتماعية التي تتداخل فيها الأجواء الروحانية مع الأسرية في الوقت ذاته، كما يوضح استشاري علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان، مشدداً على أن الله تعالى خص هذه الأيام دوناً عن غيرها في الفضل على مدار العام، وفيها فريضة عظيمة يسعى كل المسلمين في العالم إلى تأديتها.

ويضيف سرحان، أن هذه الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة جعل الله تعالى فيها يوم عرفة، وهو من أعظم الأيام كذلك عند الله تعالى؛ حيث إن صومه فيه تكفير عن ذنوب سنة كاملة، عدا عن أن الكثير من الناس يبدؤون بصيام تسعة أيام من ذي الحجة، ونجد أن الكثير من الناس يقبلون على الطاعات فيها، حيث الأجر الكبير من الله تعالى، كما جاء في الحديث النبوي الشريف "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".

واستعدت روان العبادي للصيام هذا العام، برفقة عائلتها بأكملها التي اعتادت على هذا الطقس منذ طفولتها، وتقول روان وهي موظفة، إن أجواء الصيام والاجتماع على مائدة الإفطار مجدداً لمدة تسعة أيام هي فرصة جميلة لاستعادة بهجة رمضان وتغيير أجواء البيت.

كما تقوم روان هذه الأيام بتكثيف أعمال الخير التي قد "تقصر فيها باقي أيام العام"، على حد تعبيرها، مثل قراءة القرآن، والذكر، وتشارك والدتها في استقبال ضيوف المنزل من خالاتها وعماتها، التي يعمد والدها إلى دعوتهن على مائدة الإفطار، خاصة وأن العديد من أقاربها المغتربين متواجدون هذه الأوقات، فهي فرصة للاجتماع في أجواء عائلية جميلة يتخللها طقوس صيام وسهر واحتفاء بقدوم العيد.

وفي الوقت ذاته، تقوم العديد من العائلات التي تنوي أداء سنة "تقديم الأضحية" بالبحث عن الأضحية المناسبة؛ حيث تقوم الحاجة أم زهير برفقة أحد أبنائها بالبحث عن مكان مناسب لبيع الأضاحي واختيار أضحية مناسبة، لأن تكون كافية للتوزيع على الجيران والمقربين، وتوزيع جزء منها للعائلات "العفيفة".

وتقول أم زهير التي اعتادت على تقديم الأضحية منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً، إنها تقوم بتجميع سعر الأضحية منذ فترة طويلة من الوقت الذي يسبق عيد الأضحى، من أجل أن تتمكن من شراء أضحية مناسبة، وهذا "طقس ديني" يُشعرها بالفرح والابتهاج، خاصة وأنها تصوم أيام ذي الحجة، وتنهي هذه الطاعات بالعيد وتقديم الأضحية.

ويشدد سرحان على أهمية استغلال هذه الأيام في كل لحظة فيها، من خلال أعمال بسيطة لا تتطلب الكثير، مثل الذكر والتسبيح والتكبير، والصدقة بما يستطيع الإنسان، وكذلك تشديد أواصر صلة الرحم في العائلات، والتي يجب أن تكون هذه الأيام فرصة للتجمع والتواصل الذي يخلق بهجة بين العائلات ويزيد من فرحة هذه الأيام وعيد الأضحى.

كما يرى سرحان أن قيام الإنسان بأعمال الخير التي يتشارك فيها مع غيره من المسلمين في شتى أنحاء العالم، وخاصة ممن لم يتمكن من أداء فريضة الحج، لها طابع خاص وشعور بالمتعة ومشاركة الأجر مع الحجاج، فرحة العيد كذلك، في يوم تقديم الأضحية لوجه الله تعالى.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11509

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم