12-08-2018 03:47 PM
بقلم : محمد الشواهين
افهم انه لا يوجد بلد في الدنيا محصن من الارهاب والتخريب ، الفعلة الشنيعة التي ارتكبها ثلة من الاشرار ، بحق رجال الأمن والدرك في بلدة الفحيص ، لا يقبلها عقل ، ولا يقرها دين ، ولا تمت للشجاعة والمروءة ، بأي صلة كانت ، بل هي حقيقة الامر ، عمل جبان ، استهدف ابرياء من حماة الوطن ، مهمتهم ان يواصلوا الليل والنهار ، للمحافظة على امن الوطن والمواطن على حد سواء .
ماذا استفادوا سوى انهم تسببوا بموت شاب في مقتبل العمر ، كل ذنبه انه من حماة الوطن ، يسهر من اجل راحتهم وراحة ابناء وطنه ، واتساءل بماذا اضركم الشاب قوقزة ابن محافظة جرش ،الذي سلبتم منه الحياة ، وسلبتم السعادة والهناء من اهله وذويه ، في وقت هم مقبلون على ابواب عيد الاضحى .
الاردنيون عادة ، ولا اقول هذا من قبيل المجاملة او المبالغة ، هم الاقل ميلا للجنوح نحو الجريمة اذا ما قورنوا بغيرهم ، وهذا الأمر له اسبابه ، ولا يتسع المجال للغوص فيها ، واكتفي بذكر سبب واحد ، وهو ان تماسك النسيج الاجتماعي ، والمحافظة على الوحدة الوطنية ، وتقوية الجبهة الداخلية ، هي في مقدمة الاسباب ، وخير دليل على ذلك ، ان محيطنا الجغرافي الملتهب ، لم يجرنا الى نفس التجربة المريرة ، وبقينا محافظين على امننا وطننا ، ليبقى واحة امن واستقرار ، يضرب به المثل .
اجهزتنا الأمنية بما هو معروف عنها ، من كفاءة ومهنية واحترافية ، استطاعت ان تصل الى وكر تلك الفئة الباغية ، التي كانت تنوي ان تعيث فسادا وخرابا ، بوطنها وشعبها ، غير مدركة انها تخرب بيتها بيديها الملطختين بالماء .
بعد غلطتهم الشنيعة ، كان المفروض ان تتحرك ضمائرهم نحو الندم والتوبة ، وان يسلموا انفسهم للعدالة معربين عن الندم والتوبة ، وعدم
العودة لمجرد التفكير بأي عمل من شأنه تعكير صفو أمن الوطن ، الذي هو اغلى ما نملك .
لكن يبدو ان الشيطان ، اعمى بصرهم وبصيرتهم ، وصمموا على عقد حلف غير مقدس معه ، فقاموا بمقاومة رجال الامن بقوة السلاح ، وتفجير البيت الذي كانوا يتحصنون به ، واوقعوا قتلى وجرحى في صفوف من يقومون بالواجبات الموكولة لهم خير قيام ، نسال الله ان يتقبلهم شهداء في عليين .
عزاؤنا ، ان جميع الاردنيين بفسيفسائهم الجميلة ، كلهم يقفون صفا واحدا خلق القيادة ، والاجهزة الامنية ، بمختف قطاعاتها ، يشجبون ويستنكرون بشدة مثل هذه الاعمال الاجرامية ، البعيدة كل البعد عن اخلاقنا وتربيتنا وتعاليم ديننا .