حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5660

متحدثون: الموسى سدّ الطريق على كتبة التاريخ الاتهامي أو التبريري

متحدثون: الموسى سدّ الطريق على كتبة التاريخ الاتهامي أو التبريري

متحدثون: الموسى سدّ الطريق على كتبة التاريخ الاتهامي أو التبريري

26-07-2018 09:03 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - احتفل مؤرخون وأكاديميّون في كليّة الآداب بالجامعة الأردنيّة بقاعة المؤرخ سليمان
الموسى التي افتتحت برعاية رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت، وحضور نائب
رئيس الجامعة الدكتور أحمد مجدوبة، حيث ألقيت كلمات أظهرت جهود الراحل في كتابة
تاريخ الأردن والانحياز للوطن وفق موضوعيّة الباحث الحقيقي الذي دفع عن الأردن تهماً
ومغالطات كثيرة.
البخيت: تصدّى لمحاولات التشويه
وقال البخيت إنّ الاحتفال بافتتاح قاعة سليمان الموسى هو سلوك حضاري ومستحب
وتكريم مستحق لرائد ومؤسس على خلق رفيع، والتزام مبدئي بالأمانة العلمية، معرباً
عن شكره للجامعة الأردنية وكلية الآداب وأنجال الموسى المثابرين، مستحضراً الجهود
المباركة، والإسهامات المهمة، بل والتأسيسية للعلامة سليمان الموسى، عالماً، ومؤرخاً
جاداً، وباحثاً محتكماً للعلم والخلق، وجندياً مخلصاً في الذود عن تاريخ الأردن الحديث،
والتصدي لمحاولات التشويه أو التجاهل التي طالته، وتطاولت على رموزه.
واستذكر البخيت المؤرخ الموسى الذي رحل بعد تسعين عاماً من العمل والتربية
الصالحة، ليترك لنا إرثاً علمياً وأكاديمياً ضخماً، هو مكتبة متكاملة، في تاريخ الأردن ورجالاته
وإسهاماته في القضايا العربية، وهو الإرث الذي يُعدّ عزاءنا الكبير، بوصفه جزءاً أصيلاً من
المكتبة العربية، يلجأ إليه الباحثون الثقات، والمهتمون وطلاب العلم.
وقال: "أقولها هنا، بصراحة وبكل أمانة، إنّه لولا سليمان الموسى، وجهوده الاستثنائية،
لضاع جزء كبير من تاريخنا، ولكانت الصورة النمطية هي سيدة الموقف، ولبقينا تحت
رحمة الانطباعات، وكتبة
ّالكبرى، بالإضافة إلى تراجم وسير رجالات الثورة العربية والأردن، حيث انبرى، بشكل خاص،
لتوثيق دور الأردن في المنعطفات التاريخية الرئيسية، ومن ضمنها حرب 1948 ،مقدماً
كتاباً فريداً، جامعاً مانعاً، يرد، بلغة العلم والوثائق، على منطق التبرير والاتهام، الذي صاغ
محاولات ليّ عنق التاريخ، وتقديم روايات مشوّهه، للحرب وأحداثها، وعلى حساب الحقيقة
والعلم.
وأكّد أنّ الوفاء كان عنواناً رئيسياً من عناوين الراحل، ومسيرته الحافلة، وبالإضافة لوفائه
العميق لوطنه ورسالته، فقد كان الوفاء دافعة لإنصاف رجالات الأردن، والرد على مغالطات
أحاطت بإسهماتهم وجهودهم. ومن ذلك، كتابه ( لورنس، وجهة نظر عربية)، وتأريخه
لرجالات الأردن الكبار مثل هزاع المجالي، سليمان النابلسي، ووصفي التل.
وقال البخيت إنّه شخصيّاً أتيحت له فرصه التعرف على المؤرخ الراحل، عندما كان طالباً في
مرحلة الدكتوراه في بريطانيا، في منتصف الثمانينات يزور مكتباتها ويطالع مراجعهاً،
وفي مرحلة معينة، كان يذهب يومياً إلى مركز الوثائق البريطاني في غرب لندن public
Gardens kew office Record وخلال مده حوالي 3 أشهر وحينما كان يصل إلى المركز
بحدود الساعة العاشرة صباحاً كان يجد الراحل سليمان الموسى أمامه، ويمضي حوالي 4-
5 ساعات يومياً ( مع ملاحظة أن التصوير كان ممنوعاً في ذلك الوقت لأغلب الوثائق)،
مضيفاً: وأغادر ويبقى الموسى بعدي، وكنت في الواقع أغبطة على هذا الجلد والمثابرة
مع ملاحظة فارق السن فأنا في ذلك الوقت في الأربعينات وهو في السبعينات".
كما أكّد أنّ الموسى الذي قدم لوطنه تاريخاً تستحقه نضالات الأردنيين وتضحياتهم،
استحق وفاء بوفاء، وكان تكريمه من قبل جلالة الملك عبداالله الثاني، بمنحة الأوسمة
الرفيعة، والإيعاز بطباعة بعض كتبة ومؤلفاته على نفقة الديوان الملكي العامر، لتكون
في متناول الأجيال المتعاقبة، وفي السياق ذاته يأتي حفل افتتاح قاعة سليمان الموسى
في الجامعة الأم، الجامعة الأردنيّة.
محافظة: مرجع في تاريخ الأردن
وأكّد أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنيّة الدكتور علي محافظة عصاميّة الموسى، الذي شق
طريقه معتمداً على نفسه حتى أصبح أديباً أردنياً ومؤرخاً مختصاً بتاريخ العرب المعاصر
بعامة وبتاريخ الأردن المعاصر بخاصة، مثلما ألف العديد من الكتب التي تناولت تاريخ الثورة
العربية الكبرى وما سبقها وما تلاها من أحداث وتطورات.

وقال إنّ الموسى أبدع في دراسته المميزة عن لورنس: وجهة نظر عربية، الذي ترجم إلى
عدد من اللغات الأجنبية، ومازال كتابه تاريخ الأردن في القرن العشرين بجزأيه مرجعاً مهماً
في تاريخ الأردن المعاصر، حيث أرخ للحرب العربية- اليهودية الأولى (1947-1949 (وخلد
بكتابه هذا دور الجيش العربي الأردني فيها من خلال اعتماده التاريخ الشفوي، وكان مبرزاً
في هذا الميدان.
وتحدث محافظة عن الموسى الذي نال أوسمة وتقديراً من الحسين بن طلال، وكرمته
أمانة العاصمة الأردنية بتخصيص جناح في مبناها الرئيسي في رأس العين لمكتبته
الثمينة التي أصبحت ملتقى للباحثين في تاريخ الأردن الحديث والمعاصر.
وأشاد بأنجال الموسى الدكتور عصام، في كلية الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك،
والدكتور مروان في كلية العلوم في جامعة مؤتة والمهندس يوسف والمهندس سهيل،
مثنياً على جهود ابنتيه عبلة وأمل، ودور العائلة الكبير في التحضير لمكتبته في مبنى
أمانة العاصمة وجمع مؤلفاته وكتبه وكل ما يتصل بحياته الفكرية، وسعيهم إلى إعادة
نشر مؤلفاته بعد أن نفدت طبعاتها من الأسواق.
كما أشاد بالجهود وراء القاعة التي تحمل اسم الموسى في كلية الآداب في الجامعة
الأردنية، مستذكراً الموسى وأعماله الجليلة التي ساهمت بصورة فعالة في دراسة تاريخنا
المعاصر وفي تعريف الأجيال الأردنية والعربية به بصورة منهجية وعلمية تبعث على
الاعتزاز والفخر بجهوده.
وتحدث عميد كليّة الآداب في الجامعة الأردنيّة الدكتور محمد القضاة عن المؤرخ الموسى،
علماً أردنياً بارزاً ومؤرخاً ثبتاً، يقترن اسمه بالأردنّ وطنًا وإنسانًا، وما انْفَكَّ طيلة عمره يحفر
سيرة هذه البُقعة المباركة في سِفْرِ التأريخ، ويكْتبها سطرًا فسطرًا وحرفًا فحرفا، حتى
رَبَتْ كتبه على خمسينَ مؤلَّفًا يَعْتَدُّ بها المؤلّفونَ وَيَقتاتُ على مادَّتِها العلميّة والتأريخيّة
الباحثون والدارسون والطلبة والمعلّمون، ورأى أنّ إطلاق اسمه على القاعةِ هو بعض
الوفاء الذي يستحقُّه، و

تَخَرَّج فيها العُلماء والأدباء والمؤرّخون والشُّعراء والكُتّاب والبُلغاء، الذين أرسوا بُنيان
الأردنِّ الحديث، فضلاً عن سِياسِييه واقتصادييه وَمُثقّفيه وَمُفكّريه.
أبو رمان: قدّم الرواية الأردنية الصادقة
واستذكر الوزير الأسبق الكاتب عبداالله أبو رمان سيرة المؤرخ وجهوده العلمية
والمنهجية، على مدى عقود طويلة قضاها حارساً للحقيقة، وباحثاً جاداً دؤوباً، يصل النهار
بحثاً في الوثائق وجمع الروايات وتمحيصها؛ بصوت آلته الطابعة ليلاً، يسجل تاريخ بلدٍ
ليس معجزة بحد ذاته. ولكنه بلدٌ استطاع بهمة أبنائه وإيمانهم برسالة القيادة الشريفة
أن يحقق المعجزات؛ بناءً ونهضةً وواحةً للأمن وملاذاً لأحرار الأمةِ وشرفائها.
وقال إنّ انحياز سليمان الموسى للعدل وللحقيقة كان دافعاً ضميرياً في رد الأذى عن
الأردن، ومجابهة حملات التشويه الدعائية، بالوقائع والحقائق ولغة العلم، حيث قاده تعمقه
في حيثيات تاريخ الأردن وتفاصيله وتاريخ الثورة العربية الكبرى ومبادئها، آلياً، إلى إنصاف
رجالات الأردن الكبار، رجالات الرعيل الأول ومن لحقهم وسار على دربهم من أردنيين
مخلصين، آمنوا بالأردن وطناً في حجم بعض الورد، وقاعدةً للنهضة وبناء النموذج
والوحدة.
وقال إنّ الموسى قدم صوراً فريده، تؤكدها الوثائق والوقائع، وتبرهن أن أبناء الأردن كانوا
دائماً في المقدمة، دفاعاً عن قضايا الأمة العادلة، وعن كبرياء الأردن ومسيرته، حيث يضيق
المجال للتفصيل حول الظروف الإقليمية والدولية، وحالة الاستقطاب السياسي وقوة
وسائل الدعاية والغوغائية في التجني على الأردن ومسيرته، خلال عقود الخمسينات
والستينات والسبعينات من القرن الفائت، ولذلك، كان العلم سلاحاً أردنياً، ينسجم مع
رسالة هذا البلد وبنيانه الأخلاقي القيمي في التعرض لهذه الحملات وردها وتقديم الرواية
الأردنية الصادقة والعميقة.
وقال إنّ الموسى كان فارساً من فرسان المعرفة، في تقدمه الصفوف مدافعاً عن الحق، مع
كوكبةٍ من رجالات الأردن في ميادين الإعلام والأدب والسياسة، انبروا لهذه المهمة؛ ولذلك،
لا نستغرب أن يقدم الشهيد وصفي التل في أكثر من مرة لمؤلفات المؤرخ الموسى،
ويسجل في تقديمه لكتاب الموسى "تاريخ إمارة شرق الأردن" قراءة عاجلة، ولكنها عميقة،
لشخصية الملك المؤسس وسياق التأسيس وحيثياته.

وقال إنّ سليمان الموسى وبقدر انحيازه للأردن وطنياً ووجداناً، كان منحازاً للعلم والحقيقة
ضميراً ومنهجاً، وكان يردد في كل مجال" إن المؤرخ الحقيقي هو في جوهره قاضٍ، لا بد
أن يتسم بالنزاهة والعدالة والأمانة"، فلولا ما قام به الموسى وتركه لنا وللأجيال القادمة،
لضاع كثيرٌ من تاريخنا وأرشيفنا، وقد كان اهتماماً شخصياً، شكل هاجساً وهماً شخصياً
له، فلم يحصل مقابله على مكاسب مادية أو ترقيات. وإنما كان في كثيرٍ من الأحيان
يتكلف من جيبه ووقته ووقت عائلته.
وتحدث أبو رمان عن الدور المتقدم للأردنيين المسيحيين في خدمة وجمع وتوثيق التاريخ
الأردني، الشفوي والاجتماعي والسياسي والثقافي، وهي مَهمة بدأ بها الراحل روكس
العزيزي مروراً بالمؤرخ سليمان الموسى ويعقوب العودات والدور المهم الذي قام به الفنان
توفيق النمري في جمع وإحياء الفلكلور الغنائي الأردني، لافتاً إلى الجهود الكبيرة
والنتاجات الفكرية التي قام بها الشهيد ناهض حتر.
وارتجل رئيس رابطة الكتاب الأردنيين محمود الضمور كلمةً أشاد فيها بمنجز الراحل
الموسى وجهوده القيّمة، مبيّناً دور رابطة الكتاب في الاحتفاء بشخصيّة كبيرة ووطنيّة
بحجم الموسى في ذكرى رحيله العاشرة، وذلك بإقامة ندوة متخصصة وقفت على آثاره
وكتبه ودوره الريادي، خصوصاً وقد دوّن تاريخ الوطن ونضالات الأردنيين، لافتاً إلى صورة
الموسى التي عُلّقت في قاعة الرابطة احتفاءً واستذكاراً لعطائه الوطني.
وأعرب الدكتور مروان الموسى الذي أدار الحفل، عن شكره للمتحدثين وللجامعة الأردنيّة
ورئيس لجنة طباعة كتب الموسى المؤرخ الدكتور علي محافظة، وأعضاء اللجنة، لافتاً إلى
الذكرى العاشرة لرحيله واستذكار آثاره في كتابة تاريخ الأردن.
وألقى كلمة عائلة الموسى المهندس يوسف الموسى، الذي أكّد أهميّة الاحتفالية،
بحضورنخبة من رجال الفكر وقادته، في حضرة مؤرخ الأردن والثورة العربية الكبرى،
سليمان الموسى، في ذكرى رحيله العاشرة، لسداد بعض دينه الكبير، في قاعته التي
كهدية متواضعة تحمل اسمه النبيل، لصرح العلم الأعلى في الأردن، الجامعة الأردنية،
لتناقش بها رسائل جامعية، وتدار بها ندوات علمية. لمن كرس حياته للكتابة عن الوطن
ورجالاته وتاريخه الحديث.
وقال إنّ مؤلفات سليمان الموسى لم تكن ملك أسرته الصغيرة ، بل هي ملك أسرته
الأردنية، ولهذا فإننا بعد رحيله، وتركه لنا وللأردنيين وللعرب 50 كتاباً عن الأردن والثورة

العربية، فقد أقدمنا وبتشجيع من رجال الفكر والقلم والسياسة، وعلى رأسهم جلالة
الملك عبد االله الثاني، الذي استقبل والدنا وكرمه في حياته ومنحه أعلى الأوسمة، وأمر
بعد وفاته بطباعة كتبه كلها تقديراً لمنجزه الفكري،.. ومن والدتنا ، وبدعم من
المؤسسات الرسمية والأهلية، على إعادة طباعة16 مجلداً في سلسلة الأعمال الكاملة،
حيث أطلق مجلس أمانة عمان الكبرى اسم الموسى في مركز الحسين الثقافي على
المكتبه المعروفة باسم (مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن)، مساهماً مع
وزارة الثقافة في إطلاق مشروع سلسلة الأعمال الكاملة، حيث كان باحثاً ميدانياً، يلتقي
بالمعنيين من الأردن وخارجه، وحين كتب كتابه عن لورنس الذي ترجم لثلاث لغات رئيسة
وأوصله للعالمية، ذهب إلى موقع معارك الثورة العربية وعاينها وسار على أرضها، مثلما
تألم عند زيارته لضريح الشهيد سعيد العاص المناضل العربي الذي خاض معارك الثورة
العربية والسورية وانتهى شهيداً في فلسطين لحالة الإهمال التي وجد فيها قبره فدعم
إقامة ضريح محترم في قرية الخضر في فلسطين الأسيرة، مستنكراً بحسه القومي أن
يكون اسم بلدتين في الأردن "الاجفور والجفايف" تعريباً لH4و H5 ،فاتصل بوزير البلديات،
فتحولتا إلى "الصفاوي ورويشد".
وقال إنّ الموسى كان همّه الأردن وإعلاء شأنه، كما أنّ منهجيّته أعجبت دار أوكسفورد
البريطانية، فنشرت كتبه–باللغات الانجليزية والفرنسية واليابانية،ناقلاص ما قاله يوجين
روغان المؤرخ في جامعة أوكسفورد في وصف الموسى: Jordan of master great The
history
وفي الحفل الذي عرض فيه فيلم قصير عن حياة الموسى، اطلع الحضور على أركان القاعة
المزيّنة بصور لشخصيّتها الموسى ومقتنياته وآثاره وكتبه، كقاعة متخصصة لطلاب
العلم والمعرفة والمهتمين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5660

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم