حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23197

السنة التحضيرية في التكنولوجيا و الاردنية .. لم؟ و الي اين؟!

السنة التحضيرية في التكنولوجيا و الاردنية .. لم؟ و الي اين؟!

السنة التحضيرية في التكنولوجيا و الاردنية  ..  لم؟ و الي اين؟!

18-07-2018 12:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. حازم العتوم

لقد تميزت الجامعات الاردنية عبر العقود الماضية بمستويات رفيعة في مخرجاتها التعليمية و الهندسية و الطبية. و بالرغم من ذلك فقد طالعتنا وزارة التعليم العالي و البحث العلمي منذ اشهر بقرار اجده غريبا و هو اقرار السنة التحضيرية لطلبة كلية الطب و طب الاسنان في جامعتي العلوم و التكنولوجيا و الجامعة الاردنية بحيث يتم قبول الطلبة بزيادة 20% على ان يتم عمل مفاضلة بعد مرور عام دراسي (فصلين دراسيين) و فرز نفس النسبة من ذوي المعدلات الادنى كي تغادر الكليتين المذكورتين الى تخصصات اخرى في نفس الجامعة.
و كوني امارس العمل الاكاديمي منذ اكثر من عشرين عاما فانني اضع بين ايديكم و بين يدي معالي وزير التعليم العالي و البحث العلمي عددا من التساؤلات:
اولا: اذا كان المعيار الاساسي المتبع في القبول في الجامعات هو امتحان الثانوية العامة و الذي ثبتت نجاعته و كفاءته الى حد بعيد و على مدى عقود طويلة فلم اللجوء الى اقحام الطلبة بمعدلات ادنى للخوض في غمار سنة اكاديمية تبدو نتائجها شبه محسومة بالنسبة لهم. و كيف لا ونحن و بكل فخر ما زلنا نتغنى بشهادة الثانوية الاردنية محليا و عربيا و اقليميا. واذا كانت هناك بعض السقطات في ازمنة سابقة فلا ضير و قد تم تدارك معظمها حيث كان لدولة الدكتور عمر الرزاز اثر جلي في ذلك عندما شغل منصب وزير التربية والتعليم.
ثانيا: اذا كان الهدف المعلن الرفع من كفاءة الخريجين في هذه التخصصات و بالذات في هاتين الجامعتين فاعتقد ان خريجي الطب و طب الاسنان في التكنولوجيا و الاردنية هم متميزون بالمجمل و اكبر دليل على ذلك الانجازات التي يحققونها مع اقرانهم من خريجي الجامعات الاردنية الاخرى محليا و اقليميا و دوليا. كان الاولى ان تكون التجربة في جامعات اخرى ان كان قد ظهر لدي وزارة التعليم العالي تصور بالحاجة الى تحسين مخرجات التعليم الطبي.
ثالثا: اما ان كان هناك تحفظ او اسباب لدى وزرارة التعليم العالي حول كفاءة مخرجات التعليم الثانوي فالاولى العمل على تحسين و تطوير التعليم الثانوي بالتعاون و التوافق مع وزرارة التربية و التعليم بدلا من السماح لطلبة هم اصلا بمعدلات اقل و من نفس المخرج التعليمي الثانوي.

و هنا لابد من تسجيل عدد من المحاذير :
اولا: تنفيذ قرار من هذا النوع سيجعل البيئة التعليمية في الجامعتين وفي التخصصين بيئة طاردة و ذلك لما سيحدث من عزوف عدد كبير من الطلاب المتميزين عن التسجيل في الجامعتين و الهروب الى الامام بالتسجيل في الجامعات الاخرى مما سيتسبب في انخفاض مستوى القبول في التخصصيين في كلتا الجامعتين و الذي بدوره يظهر و كانه عقوبة على التميز بعد تحسن واضح في ترتيب الجامعتين في التصنيفات العالمية.
ثانيا: ان تنفيذ القرار على الطلبة المتقدمين في البرنامج العادي و الموازي والدولي سيؤدي الى خفض مدخولات الجامعتين و خاصة ان عددا كبيرا من الطلبة هم من الدول الشقيقة و الصديقة. و بالمناسبة فان الجامعتين قد حققتا الاكتفاء الذاتي المالي و في حال تنفيذ القرار سينعكس ذلك سلبا من ناحية اقتصادية و اكاديمية حتى سياسية.
ثالثا: ان اجراء الامتحانات في المواد التي سيتم على اساسها اجراء المفاضلة بين الطلبة في نهاية السنة التحضيرية و رغم قناعتي التامة بشفافيتها و لكنها ستشكل عبءا ثقيلا على كاهل الجامعتين و رعبا كبيرا على اهالي الطلبة و قد تحدث مضاعفات اجتماعية نحن في غنى عنها. كيف لا و امتحان الثانوية العامة تستنفر فيه وزراة التربية و التعليم بقضها و قضيضها جنبا الى جنب مع الجهات الامنية المختلفة لتحقيق اعلى مستويات العدالة و الشفافية.
ومن هذا المنبر اتوجه الى معالي وزرير التعليم العالي و البحث العلمي و اعضاء المجلس الاعلى للتعليم العالي بمراجعة هذا القرار بالغائه او تجميده و اعطاء فرصة اكبر للتشاور مع الجامعات و كلنا ثقة بحكمتكم و قوة بصيرتكم سمو اهدافكم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23197
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم