حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7079

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

الكرامة تجذرت في الذاكرة والوجدان

26-03-2018 12:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
كما هو معلوم ،خاض العرب في تاريخهم الطويل، معارك عديدة خلدها التاريخ ، مع الروم والفرس والفرنجة والمغول والتتار ، قبل الاسلام وبعده ، اما في التاريخ المعاصر خضنا معارك مع المستعمر الأوروبي ، الذي جاء باليهود والصهاينة من شتات الأرض ، ليسكنهم فلسطين ، مقولة نرددها ، ويرددها كل من عرف الحقيقة ، ولديه بقية من ضمير ، من لا يملك اعطى من لا يستحق .
قيام الكيان الاسرائيلي ، اضحى خنجرا مؤلما في الخاصرة العربية ، كل قوى الشر والطغيان في الدنيا آزرت الجاني ، وتجاهلت حقوق الضحية ، بل ضحايا الظلم والقهر ، الذين تهجروا من ديارهم قسرا وظلما وعدوانا ، أضحوا لاجئين في بقاع الأرض .
حينما كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية في ستينات القرن الماضي ، كانت وحدة الضفتين قائمة ، كان المد القومي في اشدّه ، الجماهير العربية بات شغلها الشاغل تحرير فلسطين ، فقامت حرب حزيران في العام 1967 ، وللأسف هُزمت جيوشنا العربية ،هزيمة منكرة ، فازداد الطين بلّة ، وخسرنا القدس والضفة الغربية واجزاء من سوريا ومصر .
في الحادي والثلاثين من آذار العام 1968 ، ازداد الصلف الاسرائيلي ، فحشدوا جيشا جرارا ، يمتلك احدث انواع الاسلحة الفتاكة ، وراحوا يعبرون النهر من عدة اتجاهات ، ونصب اعينهم تدمير الجيش العربي الأردني ، الذي كان في تلك الفترة العصيبة ، ما زال يعيد ترتيب قطعاته وصفوفه ، والتزود بالأسلحة حسب الامكانيات المتواضعة ، فكانت الاسود التي تربض على الجنبات ، كما وصفها المغفور له الملك حسين ، تزأر لمواجهة المد الأسود ، الذي اوهم نفسه انه قادر على احتلال الأغوار ، والصعود الى الجبال لفرض امر واقع جديد .
قاد المعركة تلك المرحوم الفريق مشهور حديثة الجازي ، الذي ابلى وضباطه وجنوده البواسل بلاء حسنا ، في التصدي للعدوان ، موقعين يه خسائر فادحة في الارواح والمعدات ، لم يكن يتوقعها على الاطلاق ، قادة العدو طلبوا وقف اطلاق النار عدة مرات تحت ثقل الرد العربي العنيف ، الملك حسين رحمه الله ، رفض هذا الطلب بشدة ، ما دام صهيوني واحد شرق النهر .
في صباح اليوم التالي للمعركة ، هرع عدد كبير من المواطنين الفرحين بالنصر ، الى قرية الكرامة ، حواجز من الجيش كانت تمنع المرور الى ارض المعارك ، خشية ان يكون العدو قد زرعها بالالغام ، او بما يسمى بمصائد المغفلين ، وهي مواد متفجرة قاتلة، ليست على شكل قنابل ، بل تشبه الالعاب والهدايا والاقلام ، بمجرد لمسها تنفجر .
كاتب هذه السطور كان في ذلك الصباح المنتشي بالنصر ، من بين الذين هرعوا ، سيرا على الاقدام ، بين الاودية والجبال والمزارع ، حتى تمكنا بعد مشقة من الوصول الى ارض المعركة في الكرامة ، وشاهدت بأم عيني معدات العدو وآلياته المدمرة ، وما زال الدخان يتصاعد منها ، ورايت فيما رأيت جنديا صهيونيا ، كان تفحم حرقا داخل دبابته ، وقدمه مربوطة بجنزير معدني ، كي لا يهرب على ما اعتقد .
معركة الكرامة اسم على مسمى ، قدمت كوكبة اخرى من شهداء الأردن ، شهد لهم العدو قبل الصديق ، شجاعتهم النادرة ، فاعادت جزءا كبيرا من الكرامة المفقودة في حرب حزيران ، ليس للاردنيين فحسب ، بل للعرب جميعا ، وبقيت ذكراها متجذّرة في الذاكرة والوجدان ، متطلعين الى معركة فاصلة كمثلها ، تعيد لنا القدس وكافة ارضنا المحتلة .










طباعة
  • المشاهدات: 7079
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم