26-03-2018 08:38 AM
سرايا - ماذا لو اكتشفت أن كاميرات المراقبة الموجودة في مكتبك أو منزلك أو لمراقبة الأطفال قد بدأت بمراقبتك وأنك لا تستطيع التحكم بها؟ هذا الأمر حقيقي وليس جزءا من فيلم تجسس، حيث اكتشف باحثون لدى شركة «كاسبرسكي لاب» المتخصصة بالأمن الإلكتروني وجود ثغرات أمنية كثيرة في كاميرات ذكية شائعة تُستخدم عادة في أنظمة مراقبة الأطفال وفي المراقبة الأمنية للمكاتب والمنازل. وأظهرت الأبحاث أن العيوب المكشوفة قد تسمح للمهاجمين بالوصول عن بُعد إلى البث المرئي والمسموع الوارد من الكاميرات وتعطيل أنظمتها وتنفيذ عمليات تخريب عشوائية ببرمجيات خبيثة والقيام بأشياء أخرى كثيرة.
وتحتوي الكاميرات الذكية الحديثة على عدد من الوظائف المتقدمة التي تتيح للمستخدمين الاستفادة منها بطرق مختلفة، حيث يمكن استخدامها كأدوات مراقبة متطورة للأطفال أو في أنظمة المراقبة الأمنية لضبط أي متسللين محتملين في المنازل أو المكاتب أثناء خلوها من السكان والموظفين. وكانت عمليات تحليل سابقة أجرتها جهات أمنية كثيرة أظهرت أن الكاميرات الذكية عادة ما تحتوي على ثغرات أمنية بمستويات مختلفة من الخطورة. وعثر الخبراء على مجموعة كاملة من الكاميرات الذكية عُرضة لهجمات خطرة يمكن شنها عن بُعد، وذلك بسبب وجود ثغرات في نظام دعم سحابي الغرض منه تمكين مالكي هذه الكاميرات من الوصول عن بُعد من خلال أجهزتهم إلى ما تبثه من صوت وصورة، لكن وُجد أنه مصمم بطريقة غير آمنة.
ويستطيع المجرمون الرقميون استغلال تلك الثغرات الأمنية الموجودة في النظام للوصول إلى البث المرئي والمسموع الوارد من أي كاميرا متصلة بتلك الخدمة السحابية، والوصول عن بُعد إلى الكاميرا واستخدامها كقاعدة انطلاق لشن هجمات على أجهزة أخرى مرتبطة بالشبكات المنزلية أو شبكة المكتب أو أجهزة أخرى في الإنترنت، وتحميل برمجيات خبيثة عن بُعد واستخدامها في تنفيذ عمليات تخريب عشوائية، وسرقة معلومات شخصية للمستخدمين (مثل المعلومات الخاصة بالدخول إلى حسابات التواصل الاجتماعي)، بالإضافة إلى قدرتهم على تعطيل الكاميرات الضعيفة عن بعد وبيع هذه الآلية إلى مجرمين يرغبون بسرقة المنازل أو المكاتب.
ولا يمكن شن هذه الهجمات إلا إذا عرف المهاجمون الرقم التسلسلي للكاميرا المستهدفة، إلا أنه من السهل نسبيا الحصول على الأرقام التسلسلية من خلال ما يُعرف بهجمات «القوة الغاشمة» Brute Force التي لا تستطيع غالبية نظم تسجيل الكاميرات الحماية ضدها. واكتشف الباحثون ما يقرب من 2000 كاميرا متصلة بالإنترنت معرضة للخطر نتيجة وجود ثغرات فيها، ولكن كانت تلك فقط هي الكاميرات التي لها عنوان بروتوكول إنترنت IP خاص بها، مما جعلها متصلة اتصالا مباشرا بالإنترنت، وقد يكون العدد الحقيقي للكاميرات المتصلة بالإنترنت اتصالا غير مباشر من خلال أجهزة توجيه أو جدران نارية Firewall، أعلى بعدة أضعاف. وتستطيع الشركات المصنعة لنظم المراقبة هذه تحديث البرمجة لإصلاح الثغرات. وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون وظيفة غير موثقة، يمكن استخدامها من قبل الشركات المصنعة للكاميرات لأغراض إجراء الاختبارات النهائية على الكاميرات، والتي يمكن للمجرمين في الوقت نفسه استخدامها كمدخل خفي لإرسال إشارات خاطئة إلى أي كاميرا أو تغيير أي أمر كان قد أُرسل إليها.
وينصح الخبراء بتغيير كلمة المرور الأساسية واستخدام أخرى معقدة مع الحرص على تغييرها بانتظام، والانتباه للمشاكل الأمنية في الأجهزة المتصلة قبل شراء جهاز ذكي للمنزل أو المكتب، وعادة ما تكون المعلومات المتوفرة حول الثغرات المكتشفة والتي تم إصلاحها متاحة على الإنترنت ويسهل العثور عليها. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول هذا النوع من الاختراقات بزيارة الموقع التالي securelist.com-somebodys - watching - when - cameras - are - more - than - just - smart-84309