14-11-2017 01:46 PM
بقلم : محمد الشواهين
كل التقديرات والتوقعات تشير الى ان المنطقة مرشحة لتطوراات وتغييرات دراماتيكية ، وعليه اسوق بعض هذه التطورات وليس كلها ، استقالة الشيخ سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية ، التي اعلنت من الرياض على الهواء مباشرة ، لها اكثر من دلالة ، اعلان الاستقالة من الرياض وليس من بيروت ، لم تأت صدفة ولا من فراغ ، الرئيس الحريري قالها بالفم المليان ان تدخل ايران في شؤون لبنان ،والدول العربية بشكل عام ، سوف يخلق اشكالات وكوارث لها اول وليس لها آخر ،والده المرحوم رفيق الحريري الذي تم اغتياله وسط موكبه الرسمي ، كان اكثر قوة وشعبية من ابنه سعد ، ومع هذا كان التفجير الفظيع الذي اودى بحياته يفوق كل التوقعات .
على ذمة المراقبين ، اشاروا في غير مناسبة ، الى ان ايران باتت تتحكم في كل مفاصل الدولة اللبنانية ، بواسطة ذراعها حزب الله ،الذي يمتلك القوة والنفوذ ، واضحى دولة داخل دولة ، بالتأكيد ، ادرك الشيخ سعد ، انه اذا لم ينصع لتعليمات ورغبات النظام السوري وحليفه الأقوى ايران ، فان حياته سوف تبقى مهددة بالخطر في اي لحظة .
الأمور في المنطقة باتت تتكشف أكثر فأكثر ، هزيمة داعش في العراق وسوريا ، امست حتمية ، الجيش السوري بمساندة قوية من حلفائة ، الروس وايران وحزب الله ، راح يستعيد الكثير من الاراضي ،والمدن، والقرى، التي خسرها في السنوات القليلة الماضية . هزيمة داعش تدفع المرء الى التساؤل ، اين ستذهب هذه الاعداد من مقاتليهم ، وماذا سيكون مصيرهم ، والى اي ارض سوف يتجهون ، واي دول في المنطقة ،سوف تتأثر بالمستجدات على الساحة !
اقليم كردستان الذي اعلن استقلاله من جانب واحد ، احدث ضجيجا مزعجا ، ما اثار بشكل مباشر حفيظة حكومة بغداد المركزية ، وكذلك تركيا، وبشكل غير مباشر ، دولا اخرى في الإقليم وخارجه ، المشكلة ما زالت تتفاعل على صفيح ساخن ، ولم تتبلور الأمور لغاية هذه اللحظة ، لا أحد يعلم الى اين سوف تصل ، واية نتائج سوف تسفر عنه الاتصالات العلنية والسرية في هذه الأزمة ، التي قد تقود الى الصدام المسلح على نطاق واسع .
من جانب آخر ذات صلة بالتطورات الهامة على الساحة العربية ، الأوامر الملكية الصارمة لخادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز ، في موضوع محاربة الفساد ، والتطاول على المال العام ،وُصفت هذه الخطوة الجريئة ، بمثابة زلزال اطاح بأمراء ووزراء ومتنفذين ورجال اعمال ، في سابقة لم يشهد المراقبون لها مثيلا في المملكة ، منذ اغتيال المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز على يد ابن اخيه ، حتى يومنا هذا ، وفي المحصلة هو شأن سعودي داخلي ، لا يسعنا الا ان نحترمه .
الحوثيون في اليمن ، الذين باتوا يسيطرون على معظم المدن والقرى اليمنية ، في انقلاب على الشرعية ، اطلقوا بالأمس القريب صاروخا بالستيا ، استهدف مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض ، وسبق هذا الصاروخ صواريخ أخرى ، احداها كان استهدف مكة المكرمة ، لكن الدفاعات السعودية كانت لها جميعا بالمرصاد ، اسقطتها قبل ان تصيب اهدافها .
المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ، من شأنها اعادة اللحمة السياسية، بين الضفة والقطاع ، الأمر الذي لاقى استحسانا عربيا ، على المستويين الرسمي والشعبي ، بادرة طيبة نشهدها ، الحرس الرئاسي تسلم ادارة المعابر ، وحكومة الوفاق الوطني بدأت خطواتها الاولى ، لاعادة المياه الى مجاريها .
اكتفي بهذا القدر من التطورات والمستجدات ، ولا استبعد ما اشار اليه المراقبون ، من ان المنطقة حُبلى بالأحداث ، وانها مقبلة على تطورات متعددة ، سوف تتكشف شيئا فشيئا ، في غضون الاسابيع والأشهر القادمة .. وان غدا لناظره قريب .