03-11-2017 06:49 PM
بقلم :
في عرف الأردني وموروثه وعاداته مثل راسخ يقول "مزح الرجال جد"، وهذه العبارة أو المثل معناها أعمق مما يعتقد البعض ، فهي قاعدة سلوكية مجتمعية للرجل وتعني أن على الرجل أن يتنبه لكل كلمة تصدر عنه حتى لو كانت على سبيل المزاح ، لأن الآخرين ليسوا بالتأكيد محللين نفسيين ليعرفوا ما يضمر الشخص حينما يتكلم ، وليس المطلوب منهم مراجعة الشخص في كل ما يصدر عنه ليتاكدوا من جديته فيما نطق به.
..ولأن الرجل في المجتمع الأردني من سماته الجدية وعدم الإستهتار والاستخفاف بالأمور الحياتية البسيطة فما بالكم بالقضايا المهمة والحساسة التي لا يقبل فيها المزاح حتى لو أعلن قبل الكلام أنه يمزح ، فإن قواعد أخرى عبرت عنها أمثال وأقوال قد اشتهرت بين الناس حتى بات يعرفها من لم يبلغ الحلم ، مثل "لسانك حصانك إن صنته صانك " ومقولة البدو "الرجل مقتله بين حناكه " .
..هذه قواعد سلوك ومبادئ رجولة في مجتمعنا الأردني مطالب بالتحلي بها ومراعاتها الرجل العادي حتى لا يفقد إحترام المجتمع ويتعرض لعقوباته والتي منها في أحسن الأحوال (نبذ المجتمع ) للرجل الذي لا يضبط لسانه ولا يفكر فيما ينطق به ولا يقدر أثر الكلام على الملأ وما قد ينتج عنه من إشاعات وأقاويل وما قد يتفاقم إلى حد الفتنة التي هي أشد من القتل.
..هذا بالنسبة للرجل العادي الذي لا صفة عامة له ولا يمثل إلا نفسه حين يتحدث ، فكيف يكون الحال عندما لا يلتزم بهذه القواعد البسيطة من له صفة ناطق بإسم الحكومة وهو من حصر القانون هذه الصفة به ، وأعطاه هذه الصلاحية ليكون الوحيد الذي يجب أن يستمع لكلامه كل أفراد المجتمع ومؤسساته الرسمية والمدنية ، وكيف يبرر ما ينطق به بإسم الولاية العامة بأنه "مجرد مزاح " ، وكيف للجمهور وللشارع وللمجتمع بأسره أن يتقبل هذا العبث بمصداقية دولته وأن يطلب منه تجاوز هذا الخطأ -وليس الأول - على أنه هفوة أو زلة تحدث ولا يجب الوقوف عندها ؟ ؟ ؟ ؟ !!!!!!
..رحم الله وصفي التل صاحب المبدأ والنهج اللذان اختزلهما بمقولته :"عندما يتعلق الأمر بالوطن ، فالخطأ والخيانة سيان لأن النتيجة واحدة ".
..ووصفي عندما يتعلق الأمر بعجوز بدوية في خربوشها في عمق الصحراء لا يمزح فكيف إذا كان حين قالها هو الوطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2017 06:49 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |