حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15971

عندما تدمع عيون الابطال

عندما تدمع عيون الابطال

عندما تدمع عيون الابطال

01-11-2017 09:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين

يبث التلفزيون الأردني مشكورا، بين فينة اخرى ، لقاءات مع ضباط وضباط صف وافراد ، من الجيش العربي الأردني ، الذين ساهموا في معارك فلسطين عامة ، والقتال المستميت على ارض القدس على وجه الخصوص ، من هؤلاء المتحدثين ، الدكتور غازي ربابعة ، كان احد ضباط الجيش العربي ، في القدس قبل واثناء حرب حزيران العام 1967 .
وثمة غيره من تحدث عن معارك 1948، اذ ان الكثير من شبابنا، يجهل هذه البطولات الجماعية أو الفردية ، ولا بد من الاشارة الى ان الضباط الانجليز في حرب العام 1948 ، كانوا هم المسيطرون على قيادة الجيش ، وعلى رأسهم الضابط جلوب باشا ، الذي اجاد التحدث باللغة العربية باللهجة البدوية .
الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله ، يومها ، اعطى الأوامر للجيش للدفاع عن عروبة القدس ، لكن الضبط قادة الألوية والكتائب الانجليز ، كانوا في كثير من الأحيان يتلكئون في تنفيذ هذه الأوامر ، ما دفع بعض الضباط الأردنيين ،الذين هم بطبيعة الحال، اقل رُتبة من قادتهم الانجليز ، اخذوا على عاتقهم ، الاشتباك مع افراد العصابات الصهيونية ، التي كانت تشن هجماتها المسعورة ، على القدس من عدة محاور ، وكانت تمتلك اسلحة ومعدات ، تتفوق على تلك التي مع الجيش العربي بكثير ، بيد ان شجاعة الضباط وضباط الصف والجنود العرب ، كانت في كثير من الأحيان تصد عصابات بني صهيون ، وتردهم على اعقابهم .
ردة فعل الضباط الانجليز ، تراوحت بين التقريع والمحاكمة ، والأسوأ من ذلك ، ابعاد بعض الضباط عن مواقع التماس ، واعادتهم الى معسكرات الضفة الشرقية .
التاريخ شهد ان هؤلاء الابطال حافظوا على القدس الشرقية، والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، بالدم والنار ومواقفهم البطولية ، وسوف تبقى حديث الأجيال ، الى ما شاء الله ، فالدماء الزكية الطاهرة التي روت ارض القدس الشريف ، في باب الواد ،والشيخ جراح ، ووادي الجوز ، واسوار المدينة القديمة ومحيطها ، سوف تظل شاهدة على شجاعة هؤلاء الابطال ، الذين وصلت بهم الأمور، ان يشتبكوا مع العدو بالسلاح الأبيض ، وبالأيدي ، واستطاعوا ان يلقنوا عدوهم دروسا في الشجاعة والاقدام .
اعود الى الفكرة الاساسية في المقال ، فبينما كان يتحدث الضابط (سابقا) غازي ربابعة ، اليوم هو دكتور استاذ جامعي ، من ضمن ما رواه عن حرب العام 1967 ، كان ما زال ضابطا في ريعان الشباب ، قائدا لسرية عسكرية ، قرب ما كانت تسمى ببوابة مندلوم ، يومها ، حاولت قوة اسرائيلية ، مدججة بالسلاح الحديث ، التقدم باتجاه الشيخ جراح ، واختراق الدفاعات والكمائن الاردنية ، الا ان هذا البطل ورفاقه ، تصدوا لهم بقوة وبشجاعة مرات ومرات،ليلا ونهارا ، وافشلوا تقدم العدو ، لكن الكثرة غلبت الشجاعة ، العدو قام هذه المرة بالتقدم بآليات ثقيلة ومدرعة وباعداد كبيرة من المشاة ، يتحصنون خلف هذه الآليات ، فقام هذا الضابط الفذ ، وامر بانسحاب افراد سريته ، الى موقع آخر ،حيث قاتلوا عدوهم ببسالة ولثلاثة ايام متتالية ، فاستشهد عدد منهم ، وظلوا صامدين في مواقعهم حتى نالوا الشهادة .
واثتاء حديث الدكتور غازي، اغرورقت عيناه بالدمع ، حزنا على القدس ، وحزنا على رفاقه الأشاوس الذين التحقوا بمواكب الشهداء ، وكذلك على الكرم الأصيل الذي لقيه من ابناء وبنات مدينة القدس ،الذين كانوا يمدونهم بالطعام والشراب طيلة ايام المعركة ، ويذكرهم بالاسم .
دموع الدكتور غازي ابن محافظة اربد ، ابن سهل حوران الأشم ، غالية على كل عربي حر ، يثّمن عاليا شرف الشهادة ، وشرف الذود عن القدس ، وعن العروبة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15971
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم