حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15874

كم نظلمك با وطن

كم نظلمك با وطن

كم نظلمك با وطن

24-04-2017 10:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
من حق كل انسان ان يعتز بوطنه ، ليس من باب الاقليمية والعنصرية ، لا بل باب المشاعر التي فٌطرنا عليها كبشر ، لأنه الحضن الدافي والملاذ الآمن الذي يرتاح له الجسد والوجدان ، ان تجد شخصا او فئة تزاود بحبها للوطن بشكل مبالغ فيه عن غيرهم أمر طبيعي ، وليس بذي قيمة ، فلهم ذلك ، المهم في الأمر مدى القيمة التي يقدمها كل منا كمواطنين في سبيل خدمته ورفعته ، ومدى احترامنا لقوانينه ، والحفاظ على سمعته .
الذين اتيحت لهم الفرص لزيارة بلدان كثيرة من الشرق والغرب ، عربا واعاجم ، من مختلف الأعراق واللغات والمعتقدات ، يلمس حقيقة وهي ان كل الشعوب يحبون اوطانهم كل بطريقته وحسب ثقافته الموروثة والمكتسبة ، لدرجة انه قلما تجد شخصا يلقي بعقب سيجارته في الشارع العام حفاظا على نظافته ،وظهوره بالمظهر اللائق ، لكن لو حصلت من زائر مهما كانت جنسيته ، فتحرر له مخالفة ملزمة للدفع الفوري والا سيق الى السجن .
وليس الأمر مقصورا على النظافة فحسب ، بل مراعاة كافة الانظمة والقوانين المرعية عن قناعة ورضى خاطر، في كافة مناحي الحياة ، بما في ذلك منظومة القيم والاخلاق في التعامل مع الآخرين ، وبذل الجهد والاخلاص في العمل، وصون أمن البلد ومقدراته .
هناك لن تجد شخصا يعتبر نفسه فوق القانون مهما علا منصبه ، الكل خاضع للمساءلة ، من يُحسن يُثاب ، ومن يتجاوز يلقى عقابه كائنا ما كان ، أما هذا ابوه فلان وعمه علان ، لا تجدها الا في المجتمعات المتخلفة حضاريا .
لا اود ان اسهب كثيرا ، فالمجال لا يتسع لمزيد من التفاصيل المقيتة ، فعندما اقارن ما نحن فيه من ثقافات وسلوكيات مع غيرنا من بلاد العالم ، تصيبني غصة مؤلمة ، كما هي غصة غيري من ابناء المجتمع الأردني على وجه الخصوص ، والعربي على وجه العموم ، وهذا ليس معناه ان اللوم في كل هذه السلبيات يقع على عاتق المواطنين ، وتبرئة الحكومات التي تعيث فسادا ، ولا الانظمة الشمولية التي تمارس الاستبداد في ابشع صوره واشكاله .

الواسطة والمحسوبية ، ليس لها وجود في الدول المتحضرة ، ولا تجد (سحيجة او ماسحي جوخ ) لهذا المسؤول او ذاك ، قد تجد هناك مسؤولا على درجة عالية من الأهمية، يقف في طابور الصراف الآلي، دون ان يتودد اليه أحد ويمنحه دوره .
افراد المجتمع هناك متساوون في الحقوق والواجبات ، لا محاباة ولا تهميش ولا اقصاء ، الحياة تسير بشكل طبيعي وسلس ، لا مشاجرات ولا فزعات ، ولا ولائم من اجل الصيت او التزلف لكسب رضى علية القوم .
يحزنني تاريخنا العربي ، الذي يشير الى ان اجدادنا الأولين في بغداد والأندلس ، حكاما ومحكومين ، وصلوا الى قمة الحضارة والرقي ، في وقت كانت شعوب اوروبا تعيش في دياجير الجهل والظلام ، استغرب ما الذي قلب هذه المعادلة اليوم ؟
هذا التراجع المؤلم الذي حل بنا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا ،ويسير من سيء الى اسوأ ، اوصل الكثير من شبابنا الى درجة الاحباط ، ما دفعهم نحو التطرف والانخراط في صفوف التنظيمات الارهابية كداعش وغيرها ، بعض المراقبين ذكروا ، ان ما يزيد على اربعة آلاف عنصر من عصابات داعش هم اردنيون ، أفبعد هذا الحديث كله ،هل ثمة من يستغرب سبب غصتي بل غصة الأردنيين !!









طباعة
  • المشاهدات: 15874
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم