28-01-2017 09:37 AM
بقلم :
أثار حفيظتي بعض الأصوات والأقلام التي تطلب من الأردن الاستفادة من العروض المقدمة من بعض دول الإقليم لبناء علاقات اقتصادية تحت عنوان السياحة الدينية لتكون مدخلا للفكر الذي تنطلق منه .
فمن ميزات الأردن أنه عروبي النشئة والهوى منذ اللحظة الأولى لنشوء الدولة الأردنية الحديثة تحت أسم "إمارة شرق الأردن" فمنذ تلك اللحظة كان يتخذ مواقفه من هذا المنطلق بعيدا عن حسابات الربح والخسارة التي ينطلق منها غيره من الأشقاء العرب عبر حساباتهم الخاصة ، ولم تتغير مواقفه من القضايا العربية المصيرية التي تتعلق بالأمن القومي العربي فجعلها من أولوياته القصوى رغم ظلم ذوي القربى وعسرة ذات اليد .
وعبر مسيرته تعرض لظلم ذوي القربى بالهمز واللمز والتشكيك بمواقفه والمزايدة عليها ، ورغم كل ذلك كان دائما يقف مع العرب في مشرقهم ومغربهم في قضاياهم وهجراتهم المتكررة والمتعاقبة ومآسيهم التي أعيت القاصي والداني، فوقف منها موقف الداعم والمؤيد والمغيث والمجير رغم شح الموارد وقلة الإمكانيات ، وكأن قدر هذا البلد أن يكون الملاذ لكل ملهوف او مستجير .
وما زال رغم مواقفه الإنسانية والقومية يتعرض للابتزاز السياسي والاقتصادي بين الفينة والأخرى من القريب مرة، ومن البعيد مرة بهدف التأثير عليه لتغيير خطه ونهجه ، ونسمع في هذه الأيام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة من يدعو لبناء علاقات مع إيران أو بعض الدول ذات المواقف المعادية للقضايا العربية بدواعي الضرورة الاقتصادية ، ولا شك أن الثبات على الرؤية الأردنية ثبت عبر السنوات الطويلة سلامة هذه الرؤية ، وسلامة الخط العروبي تجاه كل القضايا العربية " فالحرة تجوع ولا تأكل بثدييها" .