حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,10 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 112510

ليس دفاعا عن الدكتور احمد هليل لكن

ليس دفاعا عن الدكتور احمد هليل لكن

ليس دفاعا عن الدكتور احمد هليل لكن

22-01-2017 09:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جمال التميمي
منذ يوم الجمعة وأنا اتابع ردود الفعل جزء منها متعقل وكثير منها متعجل متخوف مشكك وأغلب الردود تعرضت لشخصه ولأسرته ولعرضه وشرفه سبا وقدحا وشتما وكأننا في شارع عام وثقافة أولاد حارات نعارض لكننا لا نعي معنى المعارضة ونسُب الناس ونطعن بأعراضهم وننتهك خصوصياتهم ولم يتعرض كثير من الذين اساءوا للاردن لما تعرض له سماحة الدكتور .

طلب مني الكثير ان أكتب ونصحني كثير ان أترك الكتابة بحجة أننا نتزاحم في الولاء وعلى المعارضة فتركت الامر وانتظرت وقرأت ورصدت ردود الفعل التي شطحت نحو اليسار أو اليمين وردود الفعل الصامتة المتعقلة التي غُيبت أو تغيبت عن الساحة .

مامنعني من الكتابة أنني قاض في دائرة قاضي القضاة والدكتور احمد هليل قاضي القضاة فخفت ان يقال أنني اجامل من أجل مصلحة أو كسرة منصب هنا لكن يشهد الله أنني لست بحاجة شيء واكبر من أُشترى أو أُباع لكنها كلمة حق في وقت ضاق بالحق بسبب الفقر والجوع والحاجة وأجرأ من يقولها قاض لايخاف لوم بل يخضع لرقابة السماء .

عانى المواطن الاردني كثيرا ومازال يعاني ومازال يشد الأحزمة حزام تلو حزام ويرحل أزماته ويرقع يومه كما ترقع الأم الثكلى ثوب صغيرها وغيرنا يتنعم حدوده آمنه وتذاكر سفره مؤمنة يقضي جُل وقته في اوروبا ويعرف متاجر لندن أكثر من معرفته بتضاريس بلده ويرتدي فاره الثياب وزلال الشراب يحمل سيارته الى لندن ويشارك في سباق هجن يكلف الملايين ونحن نتمسمر أمام شاشات التلفاز نتابع الفرج فيخرج علينا رئيس حكومة يقول الاقتصاد يحتضر وآخر يقول الاقتصاد في الانعاش وآخر يقول رواتب شهر شباط في خطر ونشد على البطون .

تناول الدكتور احمد هليل خطاب سياسي شعبي ووضع نفسه "بوز مدفع" إن جاز التعبير للذين يحكمون العاطفة فقط وكان بإمكانه أن ينأى بنفسه عن ذلك ويتناول في خطبته حقوق الطفل أو التعاون أو حب العمل أو غزوة بدر لكنه أبى أن يكون مجرد عدد ومجرد يوم يمر كما يمر غيره من الايام وتناول ونبش موضوع مهم ليس استجداء بل حق فكلنا لايؤمن بالحدود التي قسمت الوطن العربي وكلنا يؤمن اننا شركاء في التاريخ والمصير فكيف يترك الشريك شريكه يجوع ويعاني وهو في بيته يتنعم بما لذ وطاب ودولة كالاردن ترسخ تحت مديونية مهولة أرقامها تشعل في الرأس شيب .

ذهبت العراق وهاهي سوريا تلحقها وفلسطين سبقت فهل ينتظر اخوتنا في الخليج مصيرا محتوما للاردن لتلحق الركب لاسمح الله وقدر وهل دول الخليج بمنأى عما يحدث في الاردن وأين كل ذلك من عدو متربص مستفيد من كل الأزمات ؟؟!!.

طرح سماحته عدة اسئلة لعل من أهمها إلى أي حد يمكن للاردن أن يحتمل في ظل قلة السيولة النقدية وفي ظل وضع إقليمي جعل الاردن في عين العاصفة ومن سيتأثر فهي صرخة حق في زمان أخرق .

إخوتي الذين يقولون تجوع الحرة ولا تأكل بثديها والاردني لايشحد أقول لكم صدقتم نجوع ولا نشحد لكن من قال أن خطبة الجمعة كانت من هذا الباب ومن قال أن الدول تقوم مصالحها وادارتها على ماتقوم به علاقات الاشخاص والافراد فالهاشميون كانوا هناك وكانوا سادة نجد والحجاز والهاشمي لايشحد والهاشمي حادي ركب في صف وطنه وأمته لكنها السياسة التي تقوم على المصالح .

من غير المعقول أن يستقبل الاردن كل عربي مشرد ويفتح الاردني بيته وقلبه لإخوته يقاسمهم لقمة العيش التي شحت وكأس الماء الذي قارب أن يجف ودول عربية ترمي لنا فتات خبز مليون هنا ومليون هناك وبشروط تعجيزية تماما كما نعمل نحن مع الفقير نعطيه قمح وشعير ونعيب عليه إن اشترى شاشة تلفاز أو حتى تلفون ؛ نريد للفقير أن يبقى فقير .
الذين يقولون أن الاردن يشحد وخطبة الجمعة كانت من هذا الباب تناسى هؤلاء ان الاردن يحمي أكبر بوابة لدول الخليج وان الاردن وجيشه ساهم في عدم ذوبان دول بأكملها في الخليج وان الاردني كان المعلم والمهندس والطبيب في الخليج وان الاردني عندما كان يقول بعض اخوتنا في الخليج نريد أن نرتقي شجرة الحنطة كانت البيادر الاردنية مليئة باكوام القمح والشعير فالاردني لايشحد والاردن لايمن على اخوته لكن من ساعد في ماوصلت اليه الاوضاع في سوريا ولم يستطع في ظل الصراع الدولي ان يساهم في حل النزاع وفرض منطق القوة للمعارضة فكان ان انهزمت المعارضة امام البطش الأسدي والروسي والنتيجة الاردن تأثر .
الاردن يحمي الاف كيلو مترات من الحدود العربية يستحق وقفة شرف ويستحق دعما نفطيا ويستحق ابناء الاردن ان تفتح لهم أبواب العمالة هناك فعند ما يقول العرب الفزعة لن يقول بنغالي أو هندي ابشروا بل ستجدون الاردني يقول ابشر احنا فزعتك .
أما من أخذ على سماحة الدكتور أنه تحدث عن جانب وترك جانب الفساد أقول لهم صدقتم لكن هل يعقل في خطاب سياسي نقول فيه للاخر مد يدك لنا ونحن نستحق المساعدة لاننا قدمنا ومازلنا نقدم للوطن والأمة ونقول له في الاردن فساد نحن لانستحق المساعدة !! . تخبط وضحالة في الخطاب السياسي
في الاردن فساد نعم وأجزم أن أخطر ملف يواجهه الاردن وأكبر تحدي هو ملف الفساد وأجزم أن الكل بات يعرف أين مكمن الفساد وكيف يمكن معالجته لكن لكل حادث حديث ولك مقام مقال فمكافحة الفساد بحاجة لجد واجتهاد ومكاشفة ومصارحة وحوار بناء ونحن في خطر وأجزم ليس بسبب المديونية رغم خطورتها وليس بسبب داعش رغم دمويته بل بسبب تلاشي الثقة .
اخطاء الداخل كثيرة بل وكثيرة جدا من توريث المناصب الى تقليب الوجوه وتلزيم العطاءات والصفقات والخصخصة وغيرها لكن هذا حديث داخلي يُحل في البيت الاردني بالضغط الشعبي ومساندة جهود الملك في حلحلة طبقة الفسادأما حديث سماحته فرسالة خارجية دولية عربية تنذر بخطر الانهيار ليس للاردن فحسب بل للدول العربية








طباعة
  • المشاهدات: 112510
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم