13-05-2016 09:21 PM
سرايا - سرايا- لا يزال قصر الملك عبدالعزيز في قبة الواقعة أقصى الشمال الشرقي من محافظة القصيم شاهداً على قصة "حرب التدخين" التي شهدتها مناطق مختلفة من السعودية منذ نحو 62 عاماً، حيث ترقد ثلاثة سيارات وسط القصر الحكومي الطيني بعد أن تمت مصادرتها لتهريبها أنواع من الدخان ومواد ممنوعة في ذلك الوقت.
مطلق العمشاوي، عضو المجلس البلدي بقبة سابقاً، تحدث عن ثلاث سيارات تمت مصادرتها قبل نحو 62 عاماً بعد أن تم القبض على أصحابها ومصادرتها آنذاك عند قيامها بعملية تهريب السجائر، وبالتالي حجزها في فناء القصر الطيني لتبقى شاهداً على تاريخ الحرب على السجائر.
مطاردات رمال قبة
القصر الطيني الكبير الذي يعرف باسم قصر الملك عبدالعزيز، والشبيه بقصر المصمك، كان مركزاً للإمارة وتنظيم العمل في قبة الواقعة في قلب النفود.
داخل القصر الذي يمتد على مساحة 5 آلاف متر، والمحاط بجدرانه العالية بقيت بعض مبانيه، كما هي حتى اليوم، كما تقع في زوايا القصر أبراج مراقبة، إضافة إلى المسجد والسجن، في حين توجد داخل فناء القصر سيارتان تم مصادرتهما من قبل الأمن في ذلك الوقت.
قال العمشاوي لـ "العربية.نت": إن مطاردات كثيرة وقعت في رمال قبة بين رجال الأمن وبعض المهربين، خصوصاً مهربي السجائر في ذلك الوقت قبل نحو 83 عاماً إبان توحيد المملكة.
تفاصيل القصة
تم مصادرة سيارتي "فورد" 1956- 1955م، نتيجة لتهريبها لفائف السجائر وبعض المواد التي يقوم مهربو تلك الفترة بإخفائها للتخلص من دفع الضرائب كما يروي أهالي قبة، حيث كان كل من العراق والكويت نافذة للمهربين لتلك المواد آنذاك، إلى جانب وقوع مركز قبة في شمال شرقي منطقة القصيم المتاخمة للمنطقة الشرقية السعودية.
وأضاف العشماوي: "هناك العديد من قصص المتهربين من دفع الضرائب أو من يقومون بتهريب بعض الممنوعات في ذلك الوقت وكانت قبة تعد أهم المراكز الأمنية في ذلك التاريخ".
ففي خمسينيات القرن الماضي، زودت السعودية قطاع خفر السواحل بمجموعة من السيارات الأميركية أطلقوا عليها اسم "العنتر ناش" التي سخر منها المهربون وشككوا في قدرتها على مجاراة سياراتهم "الهاف أو الونيت الفرت"، إلا أنها أثبتت قدرتها آنذاك في أن تكون نداً لهم، ولتحركاتهم.
يذكر أن غالبية المهربين، وثقوا تهريبهم بالشعر آنذاك سواءً من قبض عليه أو من نجا من قبضة الأمن آنذاك.
"العربية.نت" تنشر بعض مقاطع الرسالة التي سجلها أحد الذين تم تعيينهم من الحكومة آنذاك لمقاومة التهريب، ومنها تهريب الدخان ويسمى كما ذكر أهل قبة بـ "ابن ودمان"، وتقول في بعض منها رداً على أبيات شعر نسجها مهرب في تلك الفترة يدعى فهد الكحيلي:
سلاح الحد يوم الله عطاكم
لا تهابون الخطر والمخطريـّه
خلوا الرشاش مركوز حداكم
والمخازن وسطها النار الصليـّه
ربعنا صادوه عانه من وراكم
ما مشى ياكود ألف وخمسميـّه.