حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,5 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 25824

الصحابي سعد بن الربيع: النقيب الشهيد المُحِبُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم

الصحابي سعد بن الربيع: النقيب الشهيد المُحِبُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم

الصحابي سعد بن الربيع: النقيب الشهيد المُحِبُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم

28-04-2016 10:00 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير الأنصاريُّ الخزرجي الحارثي البدريُّ النقيب الشهيد الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعزم على أن يُعطى عبد الرحمن شطر ماله، وَيُطَلِّقَ إحدى زوجتيه، ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له!! أرأيتم إيثاراً يدانى هذا الإيثار؟!!.

قصته:

كان سعْد بن الربيع أحد النقباء ليلة العقبة.. ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.. ودارت المعارك بين المسلمين والمشركين شهد سعْد بن الربيع غزوة بدر وأبلى فيها بلاء حسناً.. وكانت نفسه تتطلع لنيل الشهادة في سبيل الله تعالى ولكن (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).. ثم تمضي الأيام.. وتجيء غزوة "أُحُد".. ولمَّا فر بعض المسلمين من أرض المعركة.. كان سعد بن الربيع قد ثبت كالجبل العظيم.. يدافع عن دينه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم .. يصول ويجول كالأسد الضاري في أرض المعركة.. يضرب بسيفه ويطعن يميناً وشمالاً وفي كل اتجاه تصل إليه يداه !!.

ويزداد القتال ضراوة ويزداد سعد بن الربيع صلابة.. وأحسَّ المشركون بخطورة وجوده.. فأحاطوا به.. وأثخنوه بالجراح فسقط على أرض القتال يعالج آلامه.. وتتطلع آماله إلى رحمة الله تعالى..

ولما انجلى غبارُ المعركة.. وانتهت أحداثها.. ورغم عِظَم المصاب.. وشدة القرح الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لم ينس رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن الربيع..

فعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رجلٌ ينظر لي ما فعل سعدُ بن الربيع؟".

فقال رجل من الأنصار: أنا، فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعدا جريحا مُثْبَتاً([1]) بآخر رمق.

فقال: يا سعد! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظرَ في الأحياء أنت أم في الأموات؟

قال: "فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقل: إن سعداً يقول: جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: إن سعدا يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلِصَ إلى نبيِّكُم وفيكم عَيْنٌ تَطْرِفُ"([2]).

فانظر أخي القارئ إلى مدى حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لِنَبِيِّهِمْ!! ومدى حرصهم على وجوده معافى.. وليس سعد وحده هو صاحب هذا الموقف بل شاركه الكثير من الرجال والنساء على السواء.

يقول سعد بن أبي وقاص: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار([3]) وقد أصيب زَوْجُهَا وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد، فلما نُعُوا لها قالت:

ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قالوا: خيراً يا أمَّ فلان، هو بحمد الله كما تُحِبِّين. قالت: أرونيه حتى أنظر إليه. قال: فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل!!. قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل والكثير، وهو ههنا القليل.

الرضا بالقضاء:

وأمام المصاب الفادح الذي أصاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه لا يملك النبي صلى الله عليه وسلم إلا التسليم المطلق لحكم الله العلي الكبير.. فماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن ابن رفاعة الزرقي، عن أبيه قال: لما كان يوم أُحُد، وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استووا حتى أثني على ربي" فصاروا خلفه صفوفاً. فقال: "اللهم لك الحمد كلُّهُ، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ ولا باسطَ لما قَبَضْتَ، ولا هاديَ لما أَضْلَلْتَ ولا مضلَّ لمن هديتَ، ولا مُعْطِيَ لما منعتَ ولا مانع لما أعطيتَ، ولا مقرِّبَ لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيْلَة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذٌ بك من شرّ ما أعطيتنا وَشَرِّ ما منعت، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذِّبُون رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عن سبيلك، واجعل عليهم رِجْزَك وعذابك، اللهم قاتل الكَفَرَةَ الذين أوتوا الكتابَ. إِلَهَ الحَقِّ"([4]).

ونزل القرآن يُوَاسِي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.. ويمسح على قلبه وقلوب أصحابه: فقال الله تعالى: (ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَنْتُم الأعْلَوْن إِنْ كُنْتُمْ مُؤمِنِين إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُه وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس ولِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمين وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِين أَمْ حَسِبْتُم أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابرين وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمنَّوْنَ المَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فقد رَأَيْتُمُوهُ وأنتم تَنْظُرُون وما مُحَمَّدٌ إلاَّ رسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِين وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُؤجَّلا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُوتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخرَةِ نُوتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكرين وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيءٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِير فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا واللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين وَمَا كَانَ قَوْلَهُمُ إِلاَّ أًنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفر لنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا في أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا على الْقَوْمِ الكَافِرِين فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَة واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين)([5]).

مكانته بين الصحابة:

انتقل سعد بن الربيع إلى جوار ربه.. ونال ما تمناه.. وترك ذرية من بعده.. ويروي لنا أبو بكر الزبيري: أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق، وبنت لسعد بن الربيع جارية صغيرة على صدره يقبّلها؛ فقال له الرجل: مَنْ هذه؟ قال: هذه بنتُ رجل خير مني، سعد بن الربيع، كان من النقباء يوم العقبة، وشهد بدراً، واستشهد يوم أُحُد.

وروى الطبراني بسند فيه ضعف: عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه فألقى لها ثوبا حتى جلست، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا خليفة رسول الله من هذه؟ قال: "هذه بنتُ من هو خير مني ومنك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل قُبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبوَّأ مقعده من الجنة، وبقيتُ أنا وأنت".








طباعة
  • المشاهدات: 25824

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم